ذهــبَ الـرجـالُ وأنـكَرَتْنا الـدارُ
لا الــــدارُ دارٌ لا الــقـرارُ قـــرارُ
بلغَ الزُّبى سيلُ الهوانِ وصدَّها
عــن كــلِّ بــأسٍ ذِلَّــةٌ وخــوارُ
كـأسُ الـمنايا أُترعَت وتَقَعقَعَتْ
فــي كــلِّ نـادٍ تُـستَقى وتُـدارُ
يـا أمـةَ الـمليارِ هل أغناكِ عن
تــلــك الــرزايـا ذلـــك الـمـلـيارُ
مـا بـين مـلتحفِ الـرذيلةِ هالكٍ
فــي جـحـرهِ لـعِبَتْ بـه الأوتـارُ
ومـعـانقٍ ثــوب الـهـوانِ وهـمُّهُ
قــرعُ الـكـئوسِ يـصبُّها الـخمَّارُ
أو رهـنَ مـنتحلِ الـبيانِ رويبضٍ
مُـتَـسَـلِّقٍ طــارتْ بــهِ الأخـبـارُ
يــا أمَّــةً بـلغَتْ سـنابكُ خـيلِها
أقـطـارَهـا وجــرى بـهـا الـبـحَّارُ
أرَضـيتِ في ذلِّ القعودِ خوالِفاً
بـيـن الـنـساء خـلاخـلٌ وخـمارُ
يـا أمَّـةَ الـتنزيل ويـحَك أدركـي
أن يــرفــعَ الـتـنـزيـلُ والأذكـــارُ
يـا أمَّـةَ الـوحي المبين تذكَّري
"إقـرأ" و "كـبِّرْ" ضـجَّ فـيها الغارُ
كـوني عُـباباً قـد تـوثَّبَ مـوجُهُ
أنـــتِ الــمـدى والـمـدُّ والـتـيَّارُ
ثـــوري كـبـركانٍ تـمـيَّزَ غـيـظُهُ
أو لا فـقـد زحَـفَـتْ إلـيـك الـنارُ