مثل ( المرآة عادت مجبورةً ).
في القرن السادس الميلادي تعرّضت مملكة تشن لفوضى كبيرة إثر احتلال جيش أسرة سوي المملكة، وفرَّ السكان مذعورين، وكان في القصر زوجان عاشقان،
الأميرة الجميلة لهتشانغ وزوجها شيوي ده يان . فاضطرا إلى الانفصال، لكنهما شَقّا المرآة البرونزية، وأخذ كلّ منهما نصف المرآة، واتفقا على أن يبيع كلّ منهما نصف مرآته في السوق يوم عيد الفوانيس أملاً في اللقاء. وأُسرت الأميرة وأرسلت إلى القائد الأعلى وأصبحت زوجة ثانية له.
وفي عيد الفوانيس السنة التالية، وصل شيوي ده يان إلى السوق ومعه نصف المرآة، ولكنّه لم يلقَ الأميرة، فأصابه الكدر والهم. غير أنّه لمح نصف المرآة في يد خادم في السوق. وأخبر الخادم شيوي ده يان ما حلَّ بالأميرة، فاغرورقت عيناه بالدموع، وكتب أبياتاً من الشعر على نصف مرآة الأميرة وأرسلها لها مع الخادم. وهكذا علمت الأميرة أن زوجها ما زال على قيد الحياة. ولما عرف القائد بقصتهما تأثّر بمشاعر الحب العميق بين هذين الزوجين وأرسل الأميرة إلى بيت شيوي ده بان . وهذه الحكاية هي أصل القول الصيني: المرآة عادت مجبورة .
تعليق مرآة صافية عالياً وقديماً كان الصينيون يعلّقون في قاعات الحكم في ولايات الدولة لافتة مكتوب عليها: مرآةٌ صافيةٌ معلقةٌ عالياً . وذلك رغبة في حثّ الموظف العام على أن يكون نزيهاً نظيف اليد واللسان. ويحكى أنَّ الأمبراطور تشين علَّقَ فعلاً مرآةً كان، حسب اعتقاده، يرى فيها قلوب الناس فيميّز الخيّر من الشرير. وكان الموظفون الحكوميون يعتقدون في وجود مرآة تشين هذه، فيُدققون في أعمالهم وأقوالهم.
وكان لأحد الموظفين في أسرة سونغ ، في القرن العاشر الميلادي، مرآة برونزية قديمة، قيل أنه كان يستطيع رؤية مئة كيلومتر عبرها. وقد أراد الموظف أن يقدّم المرآة العجيبة إلى الوزير الأعلى طمعاً في توثيق العلاقة بينهما. غير أن الوزير رفض العرض غير الشريف بذكاء قائلاً: ليست بي حاجة للمرآة التي تستطيع أن ترى عبرها مئة كيلومتر، لأن وجهي صغير! .