الشاعر علي الأبرش ( محي الغريب ).
سيرة الشاعر:
علي بن أنور الأبرش.
ولد في مدينة حمص (وسط غربي سورية)، وتوفي في باريس.
عاش في سورية ولبنان وفرنسا.
تلقى تعليمه المبكر على يد بعض العلماء ومنهم طاهر الأتاسي الذي عني به عناية خاصة، ثم تلقى تعليمه الثانوي في الكلية الإنجيلية، حيث تفتحت مواهبه
وأتقن الفرنسية وترجم عنها.
أصدر في «حمص» مجلة «البحث» ضمن مجموعة من الأدباء والشعراء.
انتقل إلى بيروت لدراسة الطب فالتحق بالجامعة الأمريكية،ولكن مواقفه ضد الاستعمار حالت دون ذلك، مما اضطره للرحيل إلى فرنسا لاستكمال دراسته ونيل درجة الدكتوراه، حيث اغتيل هناك في ريعان شبابه.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد ومقطوعات نشرت في كتب: «شعراء حمص». «الحركة الشعرية المعاصرة في حمص». «من أعلام حمص».
شاعر كلاسيكي، اتسم شعره بالمأساوية والدرامية، غلبت عليه روح التمرد والثورة والتعبير عن مواقفه الجريئة ضد الظلم والاستعمار، ومالت قصائده إلى الاعتماد على السرد واستخدام اللغة المعبرة عن الشجن والحزن. وله قدرة على تصريف المعاني المألوفة فتأخذ صورة مبتكرة لا تخلو من عمق فلسفي.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد الدرويش: شعراء حمص، أخبارهم، آثارهم - مطبعة النجاح - حمص 1963.
2 - محمد غازي التدمري: الحركة الشعرية المعاصرة في حمص 1900 - 1956 - مطبعة سورية - دمشق 1981.
: من أعلام حمص - دار المعارف -حمص 1999.
ويح الغريب
عصـفَتْ بـه الأيـامُ والأنــــــــــــواءُ ** ورَمتْهُ فـي سـاحـاتِهـــــا الأرزاءُ
خدعتْه بـارقةُ الـمـنى وتزيَّنــــــــت **وتبختـرَتْ وشبـيـهُهـا الـحسنــاء
قـالـت له: إن رمْتَ صرْحَ سعـــادةٍ ** فـاتبعْ خُطـايَ فأهلـيَ السعـــــداء
فـمضى غريبًا كـي يـنـال وِصـالَهــا ** سعـيًا تقطَّعُ دونه الـبطحــــــــاء
حتى تغرَّبَ فـي الـبـلاد لأجلِهــــــــا ** وهـي الـحـيـاة سبـيلُهــا الإغراء
مـثلَ الـذي لـمحَ السـراب فخــــــالَهُ **مـاءً ولكـن أيـن فـيـه الـمــــــاء؟
لـمـا أتـــــــــــــــاه رآه برقًــا خُلَّبًــا **ودَرَى بأن نصـيبَه الإعـيـــــــــاء
فهوى هـناك مـن الهـمـوم وما وَعَى ** وهـوى صريعًا واستبـدَّ الـــداء
ويحَ الغريب إذا استبـدَّ بقـلـبــــــــــه **شــــــــــــــــــــوقٌ ووَجْدُ فؤادِه
مـاذا يحــــــــــــــــلُّ بنفسه إن ذَكَّرتْ **لجـوى الأحـبَّةِ حـرقةٌ وبكـــاء؟
يحـيـا الغريب عـلى الــــــتذكُّرِ دائمًا ** وتثـور فـي أشـواقه الرمضـــاء
يحـيـا عـلى الـذكرى يبـاركُ عهدَهــا ** ولعهدِهـا طـولَ الزمـان وفــــاء
إن الغريب يبـيـتُ رَهْنَ هـمـــــــومِه ** لا سـيّمـا إن غابتِ الأنـبــــــــاء
لـو كـان يعـرف مـا يكـابـدُ مــن أسًى ** مـا هـاجَهُ للإغتـــــــــراب نداء
لكـنهـا الأيـامُ نجهلُ كُنْهَهـــــــــــــا ** فإذا الفتى لِهلاكه عـــــــــــــــــدّاء