رمضان النمسا..أنوار التعايش تسطع من قلب أوروبا.
إحتفالات شهر ومضان المبارك في بلدية فيينا
رمضان هو شهر الخير والبركة أينما حل المسلمون، يفيض الله عليهم فيه من نفحات الرحمة والمغفرة، فيمر الشهر الكريم وكأنه يوم أو ساعة من نهار.
ومما يزيد الشعور ببهجة شهر الصيام في بلدنا النمسا أننا نجد من قيادات البلاد من يسارعون إلى مشاركتنا فرحة الإفطار بدعوات تتوالى لتعبر عن حقيقة أن المسلمين أصبحوا جزءا من المجتمع النمساوي يفرح لأفراحه ويهتم بإثرائه.
ففي يوم الأربعاء 26-9-2007 فتحت بلدية فيينا أبوابها ليواصل عمدتها ميخائيل هويبل تقليدا بدأه منذ سبع سنوات؛ حيث استقبل نحو 200 شخص من ممثلي المسلمين بالنمسا على مائدة إفطار أقيمت بقبو مبنى البلدية العتيق المحلى بزخارف وطرز معمارية أضفت بهاء ووقارا على المكان.عمدة ( محافظ ) مدينة فيينا أثناء كلمته الترحبيه
دعوة هويبل مسلمي النمسا لحفل الإفطار هذا العام جاءت بعد أجواء من التوتر أحاطت بالأقلية المسلمة بالبلاد، وهو ما تعرض له هويبل في كلمته الترحيبية مؤكدا على أن أصوات اليمين المتطرف الداعية إلى حظر بناء المساجد وحظر الحجاب إنما هي أصوات فقيرة تبحث عن مكان لها على الساحة السياسية على حساب الأقليات بالبلاد، وعلى رأسهم المسلمين.
وأكد هويبل رفضه القاطع للأيادي التي تعزف على وتر كراهية الأجانب وتحرض ضدهم، مشسيرا إلى أن فيينا مدينة مختلفة تحرص على فتح أبوابها للجميع دون تمييز ودون السؤال عن الهوية الدينية التي هي اختيار شخصي.جانب من الحضور
وعبر هويبل في كلمته عن سعادته بوجوده وسط ممثلين عن المسلمين، واصفا إياهم بالأصدقاء. فيما كانت التمور في استقبال الصائمين الذين أدوا صلاة المغرب داخل قاعة راقية الزخارف خصصت كمكان للصلاة داخل قبو البلدية.
ومن جهته توجه أنس شقفه رئيس الهيئة الدينية الإسلامية (الممثل الرسمي لمسلمي النمسا) بالشكر لعمدة فيينا على حرصه على الالتقاء بالمسلمين في المناسبات الدينية المختلفة، وهو الحرص الذي يعكس أجواء التعايش المتميزة التي يحظى بها مسلمو النمسا على مستوى القارة الأوروبية، بحسب كلام شقفه.
وأكد شقفه على أن الحملات العنصرية اليمينية لم ولن تؤثر على الأجواء الطيبة التي تسود العلاقات بين المسلمين والمجتمع النمساوي وقياداته، داعيا الأصوات المتطرفة إلى الاحتكام إلى صوت العقل والقبول بمبادئ التعددية وروح التسامح التي ينتهجها الكثير من النمساويين.
مسلمو النمسا يعيشون أجواء تعايش متميزة تطل بنورها على القارة الأوروبية كنموذج يحتذى للتعايش، ربما يزعج أطرافا متعصبة أن تبق هذه الأجواء صافية لا يعتريها شوائب أو منغصات..ولكننا نسأل الله الذي أدركنا
بروفيسور أنس الشقفه أثناء كلمته
بفضله هذا الشهر الكريم أن يتم نعمة الأمن والأمان علينا وعلى هذه البلد، وأن تتمتع الأقليات المسلمة في بقية دول القارة الأوروبية بنفس الامتيازات والحقوق الدستوريه التي يتمتع بها مسلمو مسلموا النمسا في ممارسة الشعائر الدينية وإقامة المؤسسات والمنظمات التي تدير شؤونهم وكذلك حرية إقامة المساجد والتي يصل عددها الآن نحو 200 مسجد ومصلى، منها نحو 76 مسجدا بالعاصمة فيينا وحدها .
صور حفل رمضانى بمبنى بلدية فيينا لعام 2010
عدسة خالد الحداد