اكتشاف الجين المسؤول عن اضطرابات وصعوبات القراءة.
علماء المان يكتشفون الجين المسؤول عن صعوبات القراءة والكتابة لدى الاطفال. فك الاسرار الجينية لهذا الخلل يعتبر فتحا علميا كبيرا سيمهد الطريق نحو تطوير وسائل التشخيص المبكر وطرق العلاج المناسبة.
تعد صعوبات القراءة والكتابة من الاضطرابات التي تصيب شريحة كبيرة من الاطفال. اذ ان معدل انتشارها بينهم يتراوح بين 05 و 12 % ويكثر انتشارها بين الاقارب من الدرجة الاولى وهي اكثر انتشارا بين الذكور مقارنة مع الاناث. ومن اهم اعراض عسر القراءة هي ان الطفل يزيد او ينقص حرفا في الكلمة او ينطقها بطريقة خاطئة وكذلك القراءة ببطء والفهم الضعيف. ومن الاعراض الاخرى، التذبذب في عملية النطق، اذ ان الطفل يقرا الكلمة احيانا بطريقة صحيحة في اول الصفحة ولكن اذا تكررت في سطر اخر، فانه قد ينطقها بصورة خاطئة. ومن الناحية الوظيفية، تنقسم صعوبات القراءة الى اقسام مختلفة منها: صعوبة تمييز الكلمات البصرية وصعوبة الربط بين الحرف وصوته وصعوبة القدرة على دمج الوحدات الصوتية للكلمة وصعوبة تتبع سلاسل الحروف من اليمين الى اليسار وصعوبة التوصيل بين الحروف والكلمات. ومن اهم اعراض صعوبات الكتابة هي نقل الكلمات بصورة خاطئة من السبورة وعكس الارقام والحروف عند الكتابة وكذلك الصعوبة في التعرف على اليمين او الشمال. ومن الملاحظ ايضا انّ صعوبات الكتابة قد تصاحب صعوبات القراءة وقد تصاحب ضعف الفهم و التعبير اللغوي.
لكل ظاهرة اسباب
يعتقد كثير من الباحثين انّ هناك اساسا وراثيّا لحدوث هذه الاعاقة، الامر الذي دفع الباحثين لوبيك وماربورج وهما من الجمعية الوطنية لابحاث الجينات في جامعة بون لتقصي اسبابه. فقد استطاع هذان العالمان التعرف على الجين المسبب لهذا الخلل والذي يحمل اسم DCDC2. ولكن اكتشاف هذا الجين لا يعدو كونه الخطوة الاولى نحو تطوير وسائل العلاج المناسبة.
الدراسة ومغزاها
شمل البحث 137 طفلا. وبنيت الدراسة على فرضية انّ هذا الجين يسبب تغيرات في خلايا الاعصاب اثناء تطور الدماغ. وقد يمتد اساسا الى رحم الام. وفي هذا السياق، قال الدكتور يوهانس شوماخر، احد الباحثين في قسم الجينات في جامعة بون:" يفترض المرء انّ هذه التغيرات العصبية تبدا في مرحلة التطور الجنيني وتنتهي بعملية الميلاد." هذه الافتراضات تنسجم مع ابحاث اخرى اجراها العلماء وذلك باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي وهو عبارة عن تصوير يعتمد في الدرجة الاولى على كشف مقدار الاهتزاز او الرنين لجزيئات الخلية البشرية. هذه المسوحات الدماغية اظهرت نوعا من الخلل في النشاط الدماغي عند اولئك المصابين بعسر القراءة. واشار الدكتور شوماخر الى انّ هذا الخلل الوظيفي قد يصيب بعض اجزاء الدماغ الايسر والتي تعتبر المسؤولة فسيولوجيا عن عملية تحليل اللغة والاشارات العصبية البصرية. ولكن تبقي المشكلة قائمة بالرغم من اكتشاف الجين المسبب لهذا الخلل، اذ انه لا يوجد ادوات كافية لمقاومة هذه المشكلة. وفي هذا السياق، قال الدكتور شوماخر:" نامل من خلال توظيف ابحاث علم الخلية ان نصل الى فهم افضل لهذا العسر والى الاسباب التي تؤدي الى ظهوره". واوضح ايضا ان تطور فهم الاسباب يمكن من خلالها ابتكار وسائل وقاية وتشخيص افضل للعلاج.
تطوير عقار
وعن امكانية تطوير عقار لهذا الاضطراب، فان الامر يبدو بعيد المنال على الاقل في المنظور الحالي. ولكن اكتشاف الجين المسؤول عن هذا الخلل يبقى فتحا علميا لاحد اكبر الاسرار الغامضة في علم دراسة الاعصاب. وكذلك يالظلم والطغيان ببارقة امل للمصابين به ولذويهم الذين يئنون ايضا تحت وطاة صعوبات الرعاية الخاصة التي يجب ان يولوها لاطفالهم.