بسم الله الرحمن الرحيم.
أعلمُ أنَّ النحوَ يشكّل " بعبعًا " عند أكثركم .. ولكنّنا سنحاول هذه المرّة أن نتعلّم درسًا من أهمّ دروس النحو، بطريقة جديدة يسيرة .. كلُّ ما أريده منك قبل أن تقرأ الدرس ثلاثة أمور:
الأوّل: انسَ كلَّ ما قيل لك من أنَّ النحو صعب!
الثاني: ركّز معي.. فلن يستغرق الدرس أكثر من خمس دقائق ثُمّ إذا انتهيت اذهب والعب في تويتر كما شئت :p الثالث: حاول أن تحضر ورقة وقلما.. هذا أفضل.. وإذا لم تستطع فالأجهزة الحديثة سوف تكفيك ذلك إن شاء الله ((( لكني أنصحك أن تذهب لتحضر قلما وورقة واترك الكسل عنك :p )))
بسم الله نبدأ:
درسُ "إنَّ وأخواتها"
عرفنا "إنَّ" من العنوان، لكن ما أخواتها يا ترى؟ .. أخواتها: أنَّ ( لاحظ أنها تختلف عن "إنَّ" التي في العنوان، فهذه بفتح الهمزة والتي في العنوان بكسر الهمزة ) >>>> أخبرتكم أننا نحتاج إلى تركيز
صار معنا الآن : أنَّ و إنَّ.
الباقي: كأنَّ - لكنَّ - ليتَ - لعلَّ ..
كم صارت الآن؟ >> من لم يستطع عدَّها فليذهب ليتعلّم الرياضيات أولًا
صارت سبعة ..
حسنًا .. ما عمل هذه السبعة؟
> لحظة! سبعة أم ستة؟ .. لا تترك قناعاتك .. هي ستّة .. حتى لو أخبرك أعظم دكاترة النحو في الدنيا أنها ثمانية فتمسّك بقناعتك وعلمك وقل له: بل ستّة وكي يسهل حفظها عليك، فإنَّ أربعة منها تنتهي بنون مشدّدة ( إنّ – أنَّ – لكنَّ- كأنَّ ) والباقي ( ليتَ – لعلَّ )
إذن نرجع: عرفنا أنَّها ستّة أحرف.. ولكن ما عمل هذه الأحرف الستّة؟
فلنأخذها حرفًا حرفًا
إنَّ: تفيد التوكيد .. ((( لاحظ أنَّ التوكيد يعني "التأكيد" فلا يلتبس عليك، ولكنَّ التوكيد أقوى من التأكيد )))
أنَّ: تفيد التوكيد أيضًا :p
كأنَّ: تفيد التشبيه .. > سهلة، كقولك: كأنَّك أسدٌ لكنَّ: تفيد الاستدراك .. > لكن ما الاستدراك؟ هو أن أرفعَ معنى يتوهّم النّاس أنه هو المراد، كقولنا: الأصدقاءُ كثيرون، لكنَّ الأوفياءَ قليلون. فنحن فهمنا من ( الأصدقاء كثيرون ) أنهم أصدقاء فيهم كل الصفات الحسنة، ولكن جئنا بعدها وقلنا ( لكنَّ ) "الأوفياءَ قليلون" استدركنا على الجملة الأولى، وأخبرنا أنَّ الأصدقاء وإن كانوا كثيرين، لكنّ الأوفياء قليلون ليتَ: تفيد التمنّي.. وهذه سهلة لعلَّ: تفيد الترجّي، أو التوقّع. كقولك في الترجّي: لعلَّ الإسلامَ ينتصرُ .. وكقولك في التوقع: لعلَّ الوردَ يذبل .. فأنت لا ترجو أنّ الورد يذبل، ولكنّك تتوقّع ذلك ..
ولعلّنا نحتاج إلى شرح لكلمة ( الورد ) لأنّ الشمس عند إخواننا في السعودية لم تبقِ لهم وردة يعرفون بها معنى هذه الكلمة الجميلة التي دلّت في كثير من الأحيان على الحب والله المستعان.
هكذا عرفنا كلَّ حرفٍ ماذا يفيد؟
الآنَ يتوجّب علينا أن نعرف ما عمل هذه الأحرف ؟ يعني: ما عملها الإعرابي؟
كي تفهموا: سآتي بجملة من مبتدأ وخبر.. وهي: اللهُ رحيمٌ.
المبتدأ: الله.
الخبر: رحيمٌ.
أما الآن، فلنحاول أن ندخل على هذه الجملة "إنَّ" كي ننظر ما الذي تغيّر؟
نقول: إنَّ اللهَ رحيمٌ ..
نلاحظُ أنَّ ( لفظ الجلالة "الله" ) كان مرفوعًا قبل دخول "إنَّ" فلمّا دخلت على الجملة نُصب .. فنفهم من ذلك أنَّها تنصب المبتدأ ويسمّى اسمها .. أما الخبر فيبقى كما هو ويسمّى خبرها.
لكن لاحظوا أنَّ المبتدأ صار اسمه ( اسم إنَّ)
يعني إذا أردنا أن نعربَ ( إنَّ اللهَ رحيمٌ ) نقول:
إنَّ: حرفٌ ناسخ أو أداة توكيد ونصب >>> اختر أسهلها عليك الله: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة. >>> لاحظ أننا لم نقل" مبتدأ"
رحيمٌ: خبر "إنَّ" مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
وهكذا العمل في جميع الأحرف ..
أما الآن وختامًا >> سأختم لأني أعرف أنكم مللتم
سنأخذ بعض الأمثلة ونعربها .. لكنّي أطلب منكم أن تحاولوا إعرابَها قبل أن تقرؤوا الإعراب .
المثال الأول: لعلَّ الزواجَ راحةٌ
لعلَّ: حرفٌ ناسخ مبني على الفتح.
الزواجَ: اسم " لعلَّ " منصوب وعلامة نصبه الفتحة. >>> لاحظ أنني قلتُ" اسم "لعل" وليس اسم "إنَّ" .. لأن الحرف الوارد في المثال هو "لعلّ" فركّز ركّز :D
راحة: خبر "لعلَّ" مرفوع وعلامة رفعة الضمة.
المثال الثاني: اعلم أنَّ درسَك مملٌّ. >>>> الله يسامحكم
"أنَّ": حرف ناسخ مبني على الفتح.
درسك: اسم "أنَّ" منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
مملٌّ: خبر "أنَّ" مرفوع وعلامة رفعه الضمّة.
المثال الثالث: كأنّك أسدٌ.
كأنَّ: حرف ناسخ مبني على الفتح.
والكاف ضمير متّصل في محل نصب "اسم كأنَّ"
أسدٌ: خبر "كأنَّ" مرفوع وعلامة رفعه الضمّة.
وكثيرون يخطئون ويقولون: كأنّك أسدًا، أو يقولون مثلا: إنّه رائعًا! .. فإنّهم لا يعلمون أنّ الكاف في "كأنّك أسدٌ" والهاء في "إنّه رائعٌ" هي أسماء "كأنَّ" .. فتنبّه لذلك J
أخيرًا/ ثمّة فائدة مهمّة .. يقع أكثر الناس بالخطأ لأنهم يجهلونها ..
يجوز تقديم الخبر على اسم "إنَّ" في حالتين: إذا كان الخبر جارا ومجرورا مثل: إنَّ في بيتك أطفالا مزعجين!
فالخبر هو ( في بيتك ) واسم إنّ هو "أطفالا".
وأكثر الناس يخطئ فيقول: إنَّ في بيتك أطفالٌ! .. يرفعون "أطفال" لأنها تأخرت .. فلا يدرون أنها اسم إنّ!
أما الحالة الثانية فإذا كانت ظرفًا، نحو : إنَّ عندي جيرانا يؤذونني! >>> يبدو أني متشائم اليوم :p
فـ"عندي" ظرف وهو خبر "إنَّ" مقدّم.
جيرانا: اسم "إنَّ" منصوب.
نفهم أنه يمكن أن تكون الجملة: إنَّ أطفالا مزعجين في بيتك.
والجملة الثانية أيضا: إنَّ جيرانًا يؤذونني عندي.