مكتبات الأرصفة في "ساحة السرايا".... مَعْلَمْ تعرفه "حمص.
السيد ممدوح الحزوري
في "ساحة السرايا" وباتجاه السوق القديم تنتشر على جوانب الأرصفة وفي الزوايا بعض "بسطات" بيع الكتب، تبدو مرصوفة بتناسق من كل الأشكال والألوان والمواضيع، القديم منها والجديد، والبائعون يشرحون للمتفرجين مضمونها كما لو أنهم قرؤوها مئات المرات، هذا المشهد أصبح مألوفاً على هذا الشارع في "حمص"، بل إن أحد باعة هذه الكتب أصبح مشهورا بوقفته الصامتة ومكانه.
موقع eHoms وأثناء جولته في ذلك الشارع التقى السيد "ممدوح الحزوري" أحد بائعي الكتب في هذا الشارع الذي لن تمر يوما من قرب "مبنى السرايا" الذي يقع مقابل الساعة الجديدة دون أن تراه إما جالساً على الكرسي يقرأ كتاب، أو يقف بصمت دونما إزعاج لمن يتفحص عناوين الكتب المعروضة.
وأثناء لقاءنا به ذكر السيد "ممدوح" بأنه أخذ المهنة عن والده منذ عام 1958 وأنه مازال يبيع الكتب في نفس المكان منذ عام1967، أي إنه أصبح معلماً تراثياً حمصياً في هذه الساحة شأنه شأن ساعة "كرجية حداد".
أحد الزبائن أمام الكتب
وعن مهنة بيع الكتب يقول: «هذه المهنة منتشرة في معظم بلدان العالم وهناك شوارع معروفة في بعض المدن ببيع الكتب كشارع المتنبي في بغداد، ومهنة بيع الكتب في الشارع معروفة باسم "second hand" أي الكتاب الذي تحصل عليه اليد الثانية بعد اليد الأولى التي اشترته،
وبالنسبة إلي هذه المهنة هي المصدر الوحيد لرزقي منذ أربعين عاماً، وأنا أقف كل يوم في هذا المكان من الصباح حتى المساء إنها مهنة راقية جداً برأيي لأنك تتعامل مع سلعة قََِيَمة لا يسومها إلا من يقدر قيمتها».
وعن الزبائن يقول "الحزوري": «إنهم من جميع الفئات والطبقات الاجتماعية، وخاصةً غير الميسورين والطلاب، ولدي العديد من الزبائن الدائمين الذين يطلبون كتباً محددة أعمل على تأمينها لهم وهم معظمهم من المثقفين الذين لا يستطيعون شراء هذه الكتب من المكتبات الفخمة، وكثيرا من رواد الثقافة والأدب الذين نشؤوا في "حمص" يمرون ليتفحصوا عناوين الكتب الجديدة، إضافة إليهم هناك الطلاب الذين يقبلون على شراء القواميس والكتب العلمية».
وبخصوص الكتب الأكثر بيعاً يقول "الحزوري": «إن الكتب الأكثر بيعا هي الكتب العلمية والأدبية، والقواميس وكتب الدين، لكن مواسم البيع تختلف بين فترة وأخرى بحسب الأحداث والمناسبات وفصول السنة، فمرة نشهد إقبالاً على كتب التاريخ، وأحياناً يكثر الباحثون عن المراجع السياسية والدينية».
على قارعة الطريق كما التقينا السيد "منار سحلول" صاحب إحدى بسطات بيع الكتب في ذلك الشارع والذي قال لنا: «أعمل في هذه المهنة منذ أن تخرجت من المعهد المتوسط الصناعي ولم أجد عملا وفق شهادتي، فزاولت مهنة شراء وبيع الكتب وهي الآن مصدر رزقي».
أما عن مصادر حصوله على الكتب فأضاف "سحلول ": «أحصل على الكتب من خلال بعض التجار وبعض الأشخاص الذين يودون بيع مكتبتهم بداعي السفر أو أولاد بعض الذين يملكون مكتبات ضخمة يريدون بيعها بعد وفاة أصحابها، وبعض الكتب النادرة أو المشهورة أحصل عليها عن طريق ما يعرف بالتوصية من لبنان وخصوصا لبعض الزبائن الذين يودون الحصول عليها بإصرار».
عن مشاكل عملهم يقول "سحلول": «كنا في السابق نتعرض للمصادرة من قبل المحافظة بحجة أننا كتب غير أخلاقية وما شابه، ولكننا بعد أن أثبتنا أن مهنتنا تقوم على توفير الكتاب الجيد وبسعر جيد لمريديه امتنعت المحافظة عن المصادرة».