--------------------------------------------------------------------------------
خفف من طريقة تعاملك مع الألم مع الآخرين
لابد لنا من أن نتذكر قيمة استخدام ما يمكننا أن نسميه الصفات المخففة والمعززة للمعنى ,فهي توفر لنا درجة أعلى من الدقة في تعاملنا مع الآخرين ,سواء أكانت علاقة زواج أم عمل أم كل أنواع العلاقات الأخرى .
يقول أنطوني روبنز:منذ سنوات ,وحين كنت أشعر أن أمرا ما لا يسير حسنا في أعمالي , كنت أتصل بالشخص ذي العلاقة وأقول له :"إنني منزعج حقا" أو" أنا قلق فعلا حول ذلك ".هل تعرف ماذا كانوا يفعلون عندئذ ؟
النمط اللغوي الذي كنت استخدمه يثير رد فعل لدى الشخص المقابل حتى ولو كان هذا دون قصد مني .بل إنهم كانوا يتخذون في كثير من الأحيان موقف الدفاع عن النفس ,مما يحول دون توصل أي منهم إلى حل للتحدي الذي يواجهونه.
ولذا فإن ما تعلمت أن أفعله بدلا من ذلك هو أن أقول (حتى ولو كان شعوري أكثر حدة ) "إنني في الواقع مهتم قليلا بالنسبة لأمر ما . هل يمكنك مساعدتي ؟" كان هذا أولا يخفض من حدتي العاطفية ,وهذا يفيدني كما يفيد الشخص الذي أكلمه .لماذا ؟لأن كلمة" مهتم " تختلف كثيرا عن كلمة " قلق". فإذا قلت إنك قلق بسبب أمر ما فقد تعطي الانطباع أنه ليس لديك ثقة في قدرات هذا الشخص .كما أن إضافة كلمة "قليلا " تخفف من حدة الرسالة إلى حد كبير .وبذا فإنني ,بتخفيف حدتي , أمكن الشخص الآخر من أن يجيب من موقع قوة ,كما أرفع مستوى تواصلي معه.
هل ترى كيف يمكن لهذا أن يرفع من مستوى تفاعلك في البيت أيضا ؟كيف تتواصل مع أطفالك في العادة ؟إننا لا ندرك في كثر من الأحيان القوة والتأثير الذي تحدثه كلماتنا عليهم .فالأطفال ,والبالغون كذلك يأخذون الأمور بصفة شخصية ,وعلينا أن نكون حساسين إزاء العواقب الممكنة للتعابير التي تصدر عنا دونما تفكير .إذ بدلا من أن نتعجل في القول بنفاد صبر :"ما أغباك !" أو "ماأغلظك!" – وهذا نمط قد يحدث أثرا سيئا على إحساس الطفل بقيمته الشخصية في كثير من الأحيان – عليك أن تكسر نمطك بأن تقول مثلا "لقد بدأت أتنكد من سلوكك .تعال لنتحدث في هذا الأمر" وهذا لن يكسر نمطك فقط ويسمح لكل منكما بالدخول في حالة أفضل تمكنكما من توصيل مشاعركما ورغباتكما بصورة ذكية فحسب ,بل إنه يرسل للطفل رسالة مفادها أن التحدي لا يقوم ضده كشخص بل إزاء سلوكه . وهو ما يمكن له أن يتغير .ومن شأن هذا أن نبني جسر الحقيقة وهو الذي يعتبر أساسا للمزيد من التواصل الأكثر قوة وايجابية بين شخصين ,كما أن له تأثيرا ايجابيا أكثر قوة على أطفالك.
إن الأمر المهم في أي من الوضعيات هو أن تتمكن من كسر النمط المعهود ,وإلا فإنك قد تقول أشياء قد تندم عليها فيما بعد .وهذا هو بالضبط ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تدمير العديد من العلاقات . فقد نتفوه في حالة الغضب بأشياء تؤذي مشاعر شخص آخر وتدفعه للرد علينا ,أو أنه يشعر بأنه تأذى بحيث إنه لا ينفتح معنا قط بعد .ولذا فإن علينا أن ندرك قوة كلماتنا سواء في مجال الإبداع أو التدمير .
فإذا كنت تعمل في مهنة تتعامل فيها مع الناس فمن واجبك أن تدرك قوة الكلمات في تأثيرها عليهم .
وأخيرا زملائي ما يمكن أن نطبقه في تعاملنا مع الآخرين أو مع أطفالنا أو مع عائلتنا فيمكن تطبيقه أيضا مع طلابنا
ولا تنسوا أنه:
"لاشيء أكثر فعالية من التأثير الصامت لقدوة حسنة "
دمتم بخير................