دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
| موضوع: في جبال الشمال-لنازك الملائكة 8/25/2014, 13:43 | |
| عُدْ بنا يا قطار ْ | فالظلام رهيبٌ هنا والسكونُ ثقيلْ | عُدْ بنا فالمدَى شاسعٌ والطريقُ طويل | والليالي قِصارْ | عدْ بنا فالرياحُ تنوحُ وراءَ الظلالْ | وعُواءُ الذئابِ وراءَ الجبالْ | كصراخِ الأسى في قلوبِ البشرْ | عُدْ بنا فعلى المنحدَرْ | شَبحٌ مكفهرٌّ حزينْ | تركتْ قَدَماهُ على كلِّ فجرٍ أثرْ | كلُّ فجرٍ تقضّى هنا بالأسى والحنين | شَبحُ الغربةِ القاتلهْ | في جبال الشّمالِ الحزينْ | شبحُ الوَحدةِ القاتلهْ | في الشمالِ الحزينْ | عد بنا قد سئمنا الطَّوَافْ | في سُفُوحِ الجبال وعُدْنا نخافْ | أن تطولَ ليالي الغيابْ | ويغطي عُوَاءُ الذئابْ | صوتنا ويعزُّ علينا الإيابْ | عُدْ بنا للجنوبْ | فهناكَ وراءَ الجبالِ قلوبْ | عدْ بنا للذينَ تركناهُم في الضبابْ | كلُّ كفٍّ تلوِّحُ في لهفةٍ واكتئابْ | كل كفٍّ فؤاد | عدْ بنا يا قطارُ, سئمنا الطَّوَافَ وطالَ البعادْ | وهنالكَ همسٌ عميقْ | لاثغٌ خلفَ كلِّ طريق | في شعابِ الجبالِ الضِّخامْ | ووراءَ الغمامْ | في ارتعاشِ الصَّنَوْبرِ, في القريةِ الشاحبهْ, | في عُوَاءِ ابن آوى, وفي الأنجمِ الغاربهْ, | في المراعي هنالكَ صوتٌ شَرُودْ | هامسٌ أن نعودْ | فهناكَ بيوتٌ أُخَر | ومراعٍ أخرْ | وقلوبٌ أخرْ | وهناكَ عيونٌ أبَت أن تنامْ | وأكفٌّ تضمُّ الدُّجَى في اضطرامْ | وشفاهٌ ترددُ أسماءنا في الظلامْ | وقلوبٌ تُصيخُ لأقدامنا في وُجومْ | وتنادي النجومْ | في أسًى وسكونْ: | "ومتى يا نجومُ سيذكرنا الهاربونْ?" | "ومتى يَرْجعونْ?" | لحظةً, سنعودْ | لن يرانا الدُّجَى ها هنا, سنعودْ | سنعودُ, سنطوي الجبالْ | ورُكَامَ التلالْ | لن ترانا ليالي الشمالْ | ها هنا من جديدْ | لن يحسَّ الفضاءُ المديد | نارَ آهاتِنا في المساءِ الرهيبْ | في سكونِ المساءِ الرهيبْ | ** | عُدْ بنا يا قطارَ الشمالْ | فهناكَ وراءَ الجبالْ | الوجوهُ الرقاقُ التي حجَبَتها الليالْ | عُدْ بنا, عُد إلى الأذرُعِ الحانيهْ | في ظلالِ النخيلْ | حيثُ أيامُنا الماضيهْ | في انتظارٍ طويلْ | وقفتْ في انتظار | تتحرى رجوعَ القطارْ | لتسير مع السائرينْ | حيثُ أيامُنا تسألُ العابرينْ | واحدًا, واحدًا, في حنينْ | "ومتى عودةُ الهاربينْ?" | ** | لنعُدْ فهناكَ نشيد قديمْ | حولَنا هامسٌ بالرُّجوعْ | ما أحبَّ الرجوعْ | بعد هذا الطوَاف الأليمْ | في جديبِ الشِّعابْ | حيث تَعْوي الذئاب | لنعدْ, فالدُّجَى بارد كالجليدْ | وهنالكَ خلفَ الفضاءِ البعيدْ | أذرعٌ دافئهْ | لنعدْ فالجبالُ تكشِّرُ عن ليلها المظلمِ | وهنالكَ خلفَ الدُّجَى المبهَمِ | صوتُ أحبابنا, في الظلامِ السحيقْ | نابضًا بالحنينِ العميقْ | صوتُهم مُثقلاً بالعتابْ | صوتُهم ردّدته الشِّعابْ | صوتُهُم في سكون المكانْ | دائرٌ كالزمانْ | لنعُدْ قبلَ أن يقضيَ الأفعوانْ | بفراقٍ طويلٍ, طويلْ | عن ظلالِ النخيلْ | عن أعزائنا خلفَ صمتِ القفارْ | عدْ بنا يا قطارْ | فالليالي قصار | وهنالكَ أحبابُنا في أسًى وانتظارْ | لنازك الملائكة | |
|
بثينة الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 18/02/2012 العمر : 68 البلد /المدينة : النمسا / فيينا
| موضوع: رد: في جبال الشمال-لنازك الملائكة 8/27/2014, 00:17 | |
| تسلمى على أختيارك لهذه الأحاسيس المرهفة لنازك الملائكة | |
|