الشعراء في عيادة الأطباء
اختلفت رؤى الشعراء حول الأطباء فمن من يضع ثقته فيه
ومنه من وقر في نفسه أن الشفاء بيد الله تعالى وهي نظرة المؤمن
قال أحدهم وتروى للفرزدق :
يا طالب الطب من داء تخوفه=إن الطبيب الذي أبلاك بالداء
فهو الطبيب الذي يرجى لعافية=لا من يذيب لك الترياق بالماء[/poem]
ويرى أبو العتاهية أن الطبيب قد يموت بداء كان يعالجه ويشفي منه بإذن الله
وكم من طبيب قلب مات بتوقف القلب
وقد كان يقلب القلوب بمبضعه
يقول لك الطبيب دواك عندي=إذا ما جس كفك والذراعا
ولو عرف الطبيب دواء داء=يرد الموت ما قاسى النزاعا
وصدق أما الموت فلا دواء له لكن الطبيب يعرف بعض الأمراض ويعالجها وتشفى بإذن الله
ومثله قول أبي الحسن الربعي وفيه من التشاؤم الكثير :
وليس بمنجيك الطبيب بطبه=ولا نفسه مما تطيح الطوائح
وما كل حين يتبع السعد ربه=بل كل سعد ليلة النحس ذابح]
ويقول عدي بن زيد :
أين أهل الديار من قوم نوح=ثم عاد من بعدهم وثمود
وأطباء بعدهم لحقوهم=ضلّ عنهم سعوطهم واللدود
وصحيح أضحى يعود مريضا=وهو أدنى للموت ممن يعود