يستغرقون أياما في إنجاز قطعة في تداخلاتها وحرفيتها قيمة فنية تكاد تفوق كل أشكال الأثاث وأنواعه، بدقة وتركيز يرسمون الزخرفات والورود والأشكال الهندسية على الخشب، ويطعمونها بصدف بحري أو نهري، فتخرج قطعة دمشقية صدفية لا تجدها وتحصل عليها إلا من حواري دمشق وأزقتها.
الأثاث الصدفي أو الصدفيات حرفة تحتضنها دمشق كمدينة وحيدة في العالم تنتج هذا النوع من الأثاث، يقول صاحب إحدى مشاغل الصدفيات محمود الكردي: “هذه المهنة مرتبطة بدمشق دون غيرها من مدن سوريا والعالم، الحرفة عريقة كعراقة هذه المدينة”، ويضيف: “بدأت هذه المهنة في بداية العهد الأموي في دمشق، حيث كانت قصور المدينة تتطلب مثل هذا النوع من الأثاث”.
وتعتبر صناعة الصدفيات من أكثر الحرف انتشارا في دمشق، وتعاقبا عبر الأجيال، يقول الحرفي مؤيد قدور: “أعمل في هذه المهنة منذ ثمانية سنين، أحببتها لأن لها علاقة بالتراث الشامي، وأنا أسكن في بيئة وبيت دمشقي قديم، وكل من حولي يعملون بها”. أما الحرفي سامر سالم فيقول: “ورثت هذه المهنة عن والدي، وما زلت أعمل بها منذ 26 عاما”.
ولأول مرة شاءت ظروف الحرب في سوريا أن تنقل هذه المهنة خارج أزقة وحواري الشام، لتنتقل إلى مدن أخرى مع أصحابها الذين هُجروا عن دمشق، الكردي الذي انتقل ليعيش في عمان يقول: “ظروف الحرب في سوريا دفعتنا للانتقال إلى عمان وعائلاتنا وحرفتنا، الحياة ستستمر وهذه المهنة ستستمر أيضا، لدينا طلبات عدة يجب أن ننفذها، والمجتمع الأردني فيه سياحة مرتفعة كانت تطلب الصدفيات من دمشق والآن تطلبها من عمان”.
ويضيف الكردي: “لا يوجد صعوبات كبيرة نواجهها عند نقل المواد الخام من دمشق إلى عمان، إلا فيما يتعلق بوضع الطريق الأمني من سوريا إلى الأردن”.
والقطعة الصدفية تمر بمراحل تأخذ وقتنا وجهدا كبيرا من الحرفي، وتعتمد على العمل اليدوي لا على الماكنات، وعن مراحل إنجاز الصدفيات يتحدث سالم: “في البداية نُشَرح خشب الجوز حسب شكل القطعة التي نريد تفصيلها، ونقوم برسم الزخرفة على القطعة الخشبية عبر عدة أنواع من الأزاميل تفصل الرسمة”، ويكمل بأن القطعة تمر بعد ذلك بمرحلة التشطيب ثم التصديف.
والصدف هو ما يميز القطعة الخشبية، وعن أنواعه يقول الكردي: “الصدف نوعان: البحري وهو الأكثر لمعة ويعكس ألوان الطيف، كنا نحضره في السابق من القدس وبيت لحم، أما الآن فنحضره كمادة خام من الفلبين، وهناك الصدف النهري”.
ولا تجد أي بيت دمشقي على اختلاف شرائح المجتمع يخلو من ما نسبته 60% من الأثاث الصدفي، حيث كان ولازل قطعة أثاث فنية مهمة لدى كل عروس دمشقية.
فؤاد حسني الزعبي المراقب العام المميز
تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 81 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
الأثاث الصدفي أو الصدفيات حرفة تحتضنها دمشق كمدينة وحيدة في العالم تنتج هذا النوع من الأثاث، يقول صاحب إحدى مشاغل الصدفيات محمود الكردي: “هذه المهنة مرتبطة بدمشق دون غيرها من مدن سوريا والعالم، الحرفة عريقة كعراقة هذه المدينة”، ويضيف: “بدأت هذه المهنة في بداية العهد الأموي في دمشق، حيث كانت قصور المدينة تتطلب مثل هذا النوع من الأثاث”.
شكرا لمحة موجزة وأشخاص عبّروا عن حبهم وترابطهم بهذه المهنة التراثية والعمل بها
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
والصدف هو ما يميز القطعة الخشبية، وعن أنواعه يقول الكردي: “الصدف نوعان: البحري وهو الأكثر لمعة ويعكس ألوان الطيف، كنا نحضره في السابق من القدس وبيت لحم، أما الآن فنحضره كمادة خام من الفلبين، وهناك الصدف النهري”.
ولا تجد أي بيت دمشقي على اختلاف شرائح المجتمع يخلو من ما نسبته 60% من الأثاث الصدفي، حيث كان ولازل قطعة أثاث فنية مهمة لدى كل عروس دمشقية.
قطعة من الاثاث ان دلت على شئ تدل على ذوق الدمشقين شكرا لموضوع