الشباب هو أجمل فترات العمر التي يمر بها الإنسان، فهو فترة النشاط والحيوية والجمال والقوة, وكل إنسان يتمنى أن يظل دائماً في فترة الشباب. ومع كل هذه المميزات التي تصاحب هذه الفترة إلا أن هناك أحد الأمراض الجلدية التي تصيب الشباب وربما لا ينجو أحد من الإصابة بها وهي حب الشباب، الذي يزعج كثيراً من الفتيات والأولاد في سن المراهقة وما بعدها.
أسباب ظهور حب الشباب
1- عوامل وراثية .. فنجد أن معظم المصابين من الشباب يؤكدون وجود المرض عند الأم أو الأب أو الخال أو العم.
2- زيادة الإفرازات الدهنية .. وعادة ما تبدأ الإفرازات الدهنية من الغدد الدهنية قبل سن البلوغ، وذلك تحت تأثير هرمون الذكورة عند الجنسين، ونتيجة هذه الزيادة في إفرازات الغدد الدهنية، نجد أن حب الشباب يظهر في الأماكن التي تكثر فيها الغدد الدهنية وهي الوجه والصدر والظهر.
3- التكاثر السريع للخلايا المبطنة لجدار قناة الشعر مما يساعد على انسداد هذه القناة ومن ثم تتجمع الإفرازات في قناة الغدد الدهنية، وتتكون الحبوب.
4- تكاثر بكتريا معينة موجودة في قناة الشعر، هذا التكاثر يؤدي إلى ظهور البثور الملتهبة على سطح الجلد.
أنواع حب الشباب
حبوب صغيرة ذات رؤوس بيضاء أو رؤوس سوداء، أو بثور حمراء اللون ذات رأس أصفر صديدي، وهذان النوعان هما أكثر ما يصيب الشباب. وفي بعض الأحيان تكون الحبوب على هيئة أورام وأكياس دهنية كبيرة الحجم بشعة المنظر وتسبب ألماً للمصابين بها وهذه هي التي تسبب ندبات وتشوهات بالبشرة.
بعض المفاهيم الخاطئة التي يجب التنبيه عليها
1- ليس هناك علاقة بين حب الشباب وعدم الاهتمام بنظافة البشرة.
2- لا توجد علاقة بين حب الشباب وأنواع معينة من الأطعمة إلا نادراًً، لذا لا نمنع المريض من تناول أي نوع من الأطعمة مثل الشوكولاتة والمكسرات والأكلات الدسمة، ولكن بصفة عامة نوصيه بالاعتدال في تناول الأطعمة عامة، وننصح بالإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة.
3- لا علاقة بين حب الشباب والنشاط الجنسي، وقديما كانوا يقولون للشباب (الزواج يذهب حب الشباب) ولكنها تعتبر دعابة ليس بينها وبين الحقيقة أي مجال.
4- حب الشباب ليس معدياً لا ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق اليد أو استخدام المناشف. من الضروري علاج حب الشباب
كثيراً ما يعتقد الناس أن حب الشباب هو نتيجة التغيرات التي تحدث في فترة البلوغ وبالتالي فهي ستزول تلقائياً بعد فترة ولا يجب علاجها .. ولكن هذه الفكرة خاطئة حيث إن من المعلوم أن بعض الحالات قد تزول تلقائياً ولكن معظم الحالات قد يستمر لفترات طويلة وخاصة في الذكور وفي منطقة الظهر، حيث إن من الممكن أن ترى حب الشباب بعد سن الأربعين، وكذلك هناك بعض الحالات الشديدة التي قد تسبب ندبات عميقة وتشوهات بالبشرة في الذكور والإناث مما قد تؤثر على حياتهم لذلك يجب علاج جميع حالات حب الشباب، وفيما يلي بعض أنواع العلاجات:
أ- علاجات موضعية:
1- أنواع مختلفة من الصابون تحتوي على كبريت وحمض الساليسليك والريزورسين وكذلك أنواع مختلفة من غسول البشرة.
2- مادة البنزويل بيروكسايد .. وهي مادة محاربة للبكتريا التي تؤدي إلى البثور الملتهبة.
3- مادة الرتينويك أسيد .. وهي تساعد على تقشير الجلد وفتح المسام وتدفق الدهون للخارج.
4- مضادات حيوية موضعية مثل الكليندامايسن والاريثرومايسن. ب- مضادات حيوية عن طريق الفم:
وأشهرها مجموعة التتراسيكلين وهي تستمر لفترات طويلة وليس لها أعراض جانبية ولكن يجب أن لا تستخدم في الحوامل والمرضعات.
ج- الروآكيوتان .. وهو مشتق من فيتامين أ ويعتبر ثورة في علاج حب الشباب حيث إنه يعالج حوالي 90% من الحالات المستعصية ويمنع ظهور الندبات الجلدية. وتتراوح فترة العلاج من 4-8 أشهر حسب الحالة ويجب عمل تحاليل للدهون في الدم وكذلك أنزيمات الكبد قبل وخلال فتره العلاج. كما أنه لا يسمح بإعطائه للمرأة المتزوجة والتي تتوقع حدوث حمل، حيث إنه يسبب تشوه الأجنة بنسبة 100% ويمكن استخدامه في حالة المرأة المتزوجة ولكن بشرط استخدام طرق لمنع الحمل، ويمكن أن يسبب جفافاً في الشفاه لكل المرضى أو في الأنف والعين، كذلك تساقطاً مؤقتاً للشعر في بعض الحالات، وكذلك بعض الآلام في العضلات والمفاصل.
ندبات حب الشباب
من أهم المشاكل التي تصاحب حب الشباب الندبات السطحية والعميقة التي تصيب البشرة مما يكون له أثر نفسي سيئ على المصابين به. ولقد مرت علاجات ندبات حب الشباب بوسائل وطرق متعددة منها العلاجات الدوائية، والتقشير الكيميائي بمختلف أنواعه وتركيزاته، وكانت هذه الوسائل تعطي بعض النتائج البسيطة ولكنها لم تكن مقبولة تماماً من جهة الطبيب المعالج ولا من جهة المريض المصاب.
ثم بدأت أجهزة الليزر في التدخل لعلاج مثل هذه الحالات بدءاً من ليزر ثاني أكسيد الكربون وهو ليزر جراحي ولكن له أثاراً جانبية على الجلد, كذلك يحتاج لفترة احتجاب بعد عمله لمدة قد تصل إلى أسبوعين حتى يتخلص المريض من الآثار الجانبية له.
أما جهاز الفراكشنال ليزر فيحتوي على تقنية (البيكسل) التي تسهل من عمل الليزر الجراحي بدون ألم، كذلك تسهل للطبيب اختيار جرعة الليزر اللازمة، وكذلك عمق الليزر الذي قد يخترق الجلد للحصول على أقصى فائدة وبدون ألم، بالإضافة إلى عدم حدوث تصبغات بعد الليزر.
ومما يجب ذكره أنه لا يلزم وقت كبير لكي تزول آثار الفراكشنال ليزر من الوجه، وعلى أكثر تقدير لا يحتاج الشخص لأكثر من 48 ساعة للعودة إلى حياته العادية.
ويذكر أن الشخص يحتاج إلى عدد من الجلسات أقل من أي جهاز آخر وذلك لفعاليته العالية بالنسبة لندبات حب الشباب. ونظراً لنظام البيكسل وكذلك للمرونة في تغير درجات الليزر فإنّ هذا الجهاز يستخدم في عدة أغراض أخرى وثبت أيضاً أنه ذو فعالية في الحالات التالية: تجديد شباب البشرة، والتجاعيد حول الفم والعين، والكلف، وتشققات الحمل وتغيرات الوزن، وكثيراً من الأورام الحميدة مثل التآليل والتقرنات الشمسية والدهنية، وأخيراً التخلص من النمش.