د. ثور هايردال عالم نرويجي ورحالة مغامر تخصص في علم الأعراق وتاريخ انتقال الحضارات في مختلف أنحاء المعمورة. ولد في 6 أكتوبر 1914 في مدينة لارفيك بالنرويج، وتوفي في 18 أبريل 2002 في كوللا ميكيري بإيطاليا عن عمر 88 سنة بسبب سرطان في دماغه. تخرج من جامعة أوسلوا بتخصص في علم الحيوان والجغرافيا. اشتهر منذ أن قام "برحلة الكونتيكي الاستكشافية" والتي قطع بها مبحراً على طوف مبني من خشب شجر البلسامسافة 8,000 كم عبر المحيط الهادئ، ابتداء من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية حتى وصل جزر تواموتو في بولينيزيا.[1]السنوات الأولى
اهتم ثور هايردال بعلم الحيوان منذ طفولته. أنشأ معرضا في منزل طفولته مستخدما أفعى البيروس السامة (Vipera berus) كعرضه الرئيسي. درسعلم الحيوان والجغرافيا في جامعة أوسلو. في الأثناء ذاتها كان يدرس بمفرده حضارة وتاريخ بولينيسيا، ومرجعه الأساسي أكبر مجموعة كتب وأبحاث حول بولينيسيا، يملكها "بيارن كروبلين" تاجر نبيذ في أوسلو. وقد اشترت جامعة أوسلو هذه المجموعة من ورثة مالكها وألحقتها لقسم أبحاث متحف كونتيكي. بعد سبعة فصول من دراسته في الجامعة ومشاورته لعدد من الخبراء في برلين استطاع إنشاء مشروع تحت رعاية أساذيه المشرفين على رسالة الدكتوراة التي يعد لها وهما "كريستين بونيفي" و"هالمار بروك". المشروع كان القيام بزيارة ودراسة بعض الجزر المعزولة في المحيط الهادئ ومحاولة اكتشاف كيفية وصول الحيوانات المحلية إلى هذه الجزر. وانطلق إلى جزر الماركيز مصطحبا زوجته الأولى "ليف" خريجة الاقتصاد، التي التقى بها قبيل تسجيله في الجامعة.
فاتو هيفا: العودة للطبيعة
جرت معظم الأحداث المحيطة بإقامته في جزر الماركيز على جزيرة "فاتو هيفا" ودونها في كتابه الأول "البحث عن الجنة" (بالإنجليزية: Hunt for Paradise) عام 1938. نشر الكتاب في ذلك الوقت في النرويج. إلا أن قيام الحرب العالمية الثانية سبب في عدم ترجمة الكتاب وعدم توزيعه ونسيانه. إلا أن ثور هايردال وبعد عدة مغامرات ورحلات، واكتسابه للشهرة قرر إعادة نشر وقائع هذه الرحلة في كتاب جديد أطلق عليه عنوان "فاتو هيفا : العودة للطبيعة".