اسطنبول روعة الفن المعماري ومدينة الألف مأذنة
تعتبر مدينة اسطنبول التركية من أجمل المواقع في العالم ويكفيها فخرًا شهرتها بكونها مدينة الألف مئذنة حيث المساجد الرائعة التي توجد في كل مكان في اسطنبول .. تلك المساجد التي تتميز بطراز معماري خاص، فعندما تصل إلى هذه المدينة لابد وأن يأخذك سحرها ويأسرك غموضها، فهي تزدان بمآذنها الذهبية التي تنعكس عليها أشعة الشمس في الغروب فتنعكس صور المساجد الفخمة على مياه البسفور الزرقاء وتكون لوحة رائعة الجمال، بينما يتنامى إلى أذنك صوت المؤذن وهو يدعو للصلاة .
- أصل التسمية :
هناك خلاف حول كلمة اسطنبول وهي التي تطلق أيضاً استانبول، وربما تكون محرفة عن كلمة إسلام بول أي مدينة الإسلام، وقيل أن لفظة اسطنبول تعود إلى أصل يوناني وتعني (أنتم في المدينة) التي تتكئ على ثلاثة بحار وقارتين وتضم 12 مليون نسمة، فقد تعودت اسطنبول منذ القدم على أن تجمع بين المتناقضات والأضداد، آسيا وأوروبا غرباً وشرقاً، وصنعت من كل ذلك إمبراطورية قوية.
- المساجد العتيقة فى اسطنبول :
لقد أصبحت اسطنبول بعد الفتح الإسلامي لها على أيدي العثمانيين متحفًا واسعًا للمساجد الفخمة.. تلك المساجد التي لا يزال معظمها شامخًا في سماء اسطنبول بمآذنه الرشيقة العالية، وقبابه الفخمة الواسعة والملاحق والساحات التابعة له.. مما يأخذ بألباب الناظرين من جهة، ويشهد ببراعة المعماريين المسلمين من جهة أخرى؛ فالمساجد العتيقة التي بنيت في عهد الفتوحات الإسلامية منتشرة في مختلف أرجاء اسطنبول.
جامع السلطان أحمد
* مسجد السلطان احمد :
يعد أشهر المساجد فى اسطنبول على الإطلاق، ويأتيه السياح من كل أنحاء العالم لرؤية روعة هندسته المعمارية وسحر تصاميمه؛ فهذا الجامع ذو ستة منارات.
* مسجد آيا صوفيا :
تم إنشاؤه من قبل معمار القصر السلطاني ما بين 1609-1616، ويسمى أيضًا بالجامع الأزرق بسبب الألوان التي تخصها البلاط والقيشاني الزرقاء والبيضاء، والتي جُلبت من أزنيك .
جامع آيا صوفيا
* مسجد السليمانية :
الذي بناه المهندس الشهير سنان باشا، وهو من أشهر المعماريين في ذلك العصر.. بني هذا الجامع ما بين 1550 و1557م، والجامع ذو حجم كبير ويتميز بمآذنه الأربع التي ترتفع في زوايا الباحة في صحن الجامع.. هناك المحراب والمنبر المنحوت من الرخام الأبيض، والنوافذ الزجاجية الملونة التي تعكس ألوانها على أشعة الشمس المتسللة عبر النوافذ .
وقد بُنى هذا المسجد في عهد السلطان سليمان القانوني ودفن داخله سليم الأول مؤسس الإمبراطورية العثمانية.. يقع المسجد على تل خلف جامعة اسطنبول، وهو من الآثار الإسلامية الخالدة.. جلبت قطع المرمر المستعملة في بنائه من جزيرة مرمرة والجزيرة العربية واليمن.. به زخارف ملونة كثيرة وكتابات من خط أحمد قرة، وحسن شلبي أشهر الخطاطين في العهد العثماني آنذاك، وكذلك يتضمن هذا الجامع الكبير أربع مدراس لعلم الآثار، وحمامًا تركيًّا ومطبخًا ومستشفى للفقراء.
مسجد السليمانية
* الجامع الأزرق :
يعتبر الجامع الأزرق من أشهر مساجد اسطنبول، وقد بناه السلطان أحمد، عام 1009هـ/ 1616م، ويقع بجانب ميدان السباق، ويمتاز بمآذنه الست ومجموعة من القباب المنحدرة، وقد اكتسب اسمه وشهرته من نقوش الفسيفساء في ساحته الداخلية والتي تشكل لوحة من الموازييك، بالإضافة إلى الآيات القرآنية التي تزين جدرانه، وأرضيته من الداخل مزينة بالبلاط الأزرق ولذلك سمي بالجامع الأزرق.
* مسجد بنى جامى :
يطل هذا المسجد على الميناء في إيمينونو، وقد بني في القرن السابع عشر من الميلاد، ويشتهر بقبابه وأقواسه الجميلة التي تعد ملاذاً للمئات من أسراب الحمام التي تستوطن هذا المكان.
* مسجد سكوكولو محمد باشا :
من إبداعات المعماري سنان، وقد بني في القرن السادس عشر على تلة منحدرة.
* مسجد رستم باشا :
يعتبر تحفة معمارية فنية، وقد بني في عام 1561م بأمر من رستم باشا الوزير الأعلى وزوج ابنة سليمان الكبير.
- المتاحف فى اسطنبول :
* متحف توبكا :
يسيطر على موقعه بحر مرمرة والأرخبيل، وكان قصراً أو مقراً لإقامة السلاطين العثمانيين من عام 1478م إلى 1853م من أغنى المتاحف في العالم، وهو يتألف من ثلاثة أقسام أو ثلاث ساحات، وتضم مكتبته أندر الكتب والمخطوطات الإسلامية التي تم جمعها من شتى بقاع العالم الإسلامي في زمن الإمبراطورية العثمانية، وضم إليها جناح يحتوي على الملابس المزركشة من الحرير الصيني التي كان يرتديها السلاطين والأمراء والأميرات.
ومن أهم مقتنيات هذا القصر البردة النبوية فقد أمر السلطان أحمد الأول بوضع بردة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فوق كرسي الحكم تيمنًا وتبركًا، وعاد السلطان محمود الثاني إلى الغرفة الخاصة نهائيًّا، وبقيت لحفظ الأمانات المقدسة التي أنشأها السلطان محمد الفاتح حيث كان يقوم بإدارة البلاد من هذه الدائرة، ومن أهم ما يوجد بهذه الغرفة مؤطىء قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- على حجر مرمر ملون، وقد جلب من طرابلس، وقدم هدية للسلطان عبد الحميد .
* متحف آيا صوفيا :
يعتبر هذا المتحف أحد أروع المباني في اسطنبول بلا جدال، وقد بني من قبل الإمبراطور قسطنطين وأعيد بناؤه من قبل جوستينيان في القرن السادس، وترتفع قبته 55 متراً وقطرها يمتد إلى 31 متراً، ويتميز المتحف بالصفاء والفخامة والفسيفساء البيزنطية الرائعة.
* الحصن الأوروبى :
أما الحصن الأوروبي فقد بناه محمد الفاتح عام 1452م قبل أن يستولي على اسطنبول، وقد استكمل بناؤه في أربعة أشهر فقط، وهو أحد الأعمال الجميلة للفن المعماري الحربي في العالم، ويوجد به متحف في الهواء الطلق، وهناك المدرج المسرحي الذي تقام فيه بعض المهرجانات السنوية.
والحديث عن المتاحف في اسطنبول يطول، وقد لا يتسع المجال له هنا، ونذكر إجمالاً متاحف علم الآثار داخل فناء قصر توبكابي ومتحف الكشك الصيني الذي بني بأمر محمد الفاتح في القرن الخامس عشر ويوجد به متحف الخزف التركي، ومتحف سانت إيرين الذي كان كنيسة في الأصل مثل متحف آيا صوفيا، ومتحف السجاجيد العتيقة الرائعة التي جمعت من كل أنحاء تركيا، ومتحف الفنون التركية والإسلامية الذي بني في عام 4251م من الحجر الأسود وبناه إبراهيم باشا الوزير الأكبر لسليمان الكبير كمقر خاص له، وكان أكبر مقر خاص في عصر الإمبراطورية العثمانية، ويحتوي على مجموعة مدهشة للخزف ومصنوعات الأدوات المعدنية والمنممات والمخطوطات اليدوية والمنسوجات والسجاجيد.
انتهت جولتنا فى هذه المدينة الجميلة التى تجعلك تعود إلى الوراء لتعيش فترة تشهد روعة وجمال الفن المعمارى الأصيل، لتحيا فى هذا العالم الخاص وسط متاحفها ومساجدها الألف التى يتسرب منها صوت الأذان لتشعر أنك فى عالم إسلامى فريد.