المهرجانات عنصر أساسي في الترويج السياحي. وهي - ما لم تكن مصطنعة كمهرجاناتنا - تنبع من صميم الثقافة المحلية والأحداث التاريخية.. فمعظم المهرجانات التي تحدث في بوليفيا والبيرو مثلا تعود إلى أيام الأزتك حين كانوا يقدمون القرابين البشرية لإرضاء الآلهة. وفي إيران وأفغانستان تقام الاحتفالات بعيد النيروز منذ ثلاثة آلاف عام - باستثناء حرق فتاة خالية من العيوب. ولدى القبائل الوثنية في الفيليبين كانت رؤوس الاعداء تقطع وتعلّق في سلاسل لطرد الأرواح الشريرة - واليوم استيعض عنها بثمرات الأناناس وجوز الهند... ومن المهرجانات السنوية الغريبة:
الاحتفال بـ "يوم النساء" في شمال اليونان - ويوافق الثامن من يناير من كل عام. ففي هذا اليوم يُحبس الرجال في البيوت لانجاز اعمال الطبخ والغسيل ورعاية الاطفال فيما تملأ النساء الشوارع رقصا وصخبا و(...) وحين يعدن لبيوتهن "في وجه الفجر" لا يجوز للأزواج سؤالهن أين قضين ليلتهن!!
وفي الثالث والعشرين من ابريل يقام في مدينة ألكوي الاسبانية مهرجان المسيحيون والموورز "والموورز هم المسلمون المغاربة". وفيه يتم إعادة تمثيل انتصار المسيحيين على المسلمين في ذلك اليوم وينتهي بإخراجهم من المدينة واغلاق الباب خلفهم..
وفي العصور الوسطى كانت مدينة هيرزبيرج مركزاً لحرق الساحرات في ألمانيا.. وتكفيراً لما ارتكب بحقهن يقام مهرجان سنوي لتكريمهن في نفس اليوم من العام الذي يتم فيه إحراقهن " 30ابريل"!!
وتعبيراً عن حبهم للقطط يقيم من أجلها أهالي أيبر في بلجيكا مسيرة كبيرة (يوم الأحد الثاني من شهر مايو) ويزوجون العشاق منهم.. وينتهي المهرجان باختيار اجمل قطة في العام وانتخاب عمدة الهررة - الذي يشارك في جلسات البلدية حتى العام القادم!!
وتعد مهرجانات السير على الجمر من أكثر المهرجانات شعبية بين السياح.. وهي تحدث في هاواي (حيث يسير الأهالي فوق الحمم) وفي اليونان (يوم 21مايو) وفي سان مارينو (في 23يونيو) وفي كيلورجلن في ايرلندا (في العاشر والحادي عشر من اغسطس)!!
وفي حين يعشق التايلنديون مصارعة الديكة، والأسبان مصارعة الثيران، يهوى السويسريون مصارعة الأبقار.. وأكبر مهرجانين من هذا النوع يقامان في مقاطعة فالايز (أيام الأحد من اكتوبر) ومقاطعة أوبرلاند (أيام الأحد من مايو)!!
وفي الاربعاء الأخير من اغسطس يبدأ مهرجان "قذف الطماطم" في شوارع بينول الاسبانية. ويبدأ المهرجان بوصول شاحنات ضخمة محملة بفائض المحصول. وما ان تدخل المدينة حتى يقفز إليها آلاف الأهالي والسياح ويبدأون برشق بعضهم بالطماطم.. وحين ينتهي المهرجان تكون شوارع المدينة قد تحولت إلى أمواج حقيقية من الصلصة والكاتشب (وهو ما لا يفهمه جياع العالم)!!
اما في الهند فتجري مهرجانات غريبة يصعب حصرها؛ فهناك مثلا مهرجان سنوي لتمجيد سن بوذا (!!!) وآخر لزواج الشجر والتين (!!!) ومسيرات لتعذيب الجسد وشق الجلد (!!!) ورابعة للانغماس في نهر السند لتكفير الذنوب (!!!) وخامسة للاحتفال بالفئران المقدسة التي حلت بها أرواح الكهنة...
وفي مدينتي فيرجس وأرغون يقام في عيد الفصح "مهرجان الرقص المقدس". وفيه يحتفل الأهالي بدق الطبول والبراميل الضخمة ولا يتوقفون عن ذلك (منذ يوم الجمعة المقدسة إلى الأحد التالي) حتى تتشقق الأيدي وتسيل الدماء ويسقطون صرعى من قلة النوم..
وفي أعياد الفصح بالذات تجري في معظم الدول الكاثوليكية (كالمكسيك والبورجوي والفيليبين) مسيرات يتفنن فيها الناس بتعذيب أنفسهم؛ فهذا يجلد نفسه بالسياط وذاك يشقق وجهه بالسكين وآخر يحبو على صدره أو ظهره، ورابع (يُسمّر) نفسه على صليب ضخم....!!!
وهذه المهرجانات ليست إلا "نبذة" لما يحدث في مناطق كثيرة حول العالم؛ فمن بين 2300مهرجان عالمي هناك على الأقل 250يمكن وضعها في خانة "المهرجانات الغريبة". ورغم ان بعضها يعد شاذاً بمعاييرنا الخاصة ولكنها - على أي حال - تذكار سنوي بأننا لا نملك وحدنا هذا الكوكب!