الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
مع باقة ورد عطرة منتدى الهندسة والفنون يرحب بكم ويدعوكم للإنضمام الينا

د.م. أنوار صفار

الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة %D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%A9+%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A9+%D8%B5%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D8%A9



الهندسة والفنون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهندسة والفنون

 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل    دخولدخول        الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة I_icon_mini_login  

 

 الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة Empty
مُساهمةموضوع: الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة   الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة Empty10/18/2014, 20:44

الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة

العمارة الحديثة تموج بالحيوية والخيال

الإنجازات الكبيرة والمذهلة التي تحققت في مجال تحديث النظم الإنشائية والعناصر المعمارية، جعلت بعض المدن الحديثة قريبة من عوالم ورؤى الأحلام، بعد أن عرفت انقلابات وتحولات حقيقية، وبعد نجاح عدة مشاريع معمارية من طراز فريد ونادر ومستقل، جسدت العلاقة الحيوية بين الإيقاعات المعمارية والتصورات الخيالية في الهواء الطلق.‏‏‏‏


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size=18]‏‏‏‏[/size]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[font=Times New Roman][size=18][size=18][/size][/size]
يمكن القول إن العمارة الحديثة باتت تقترب في أحيان كثيرة من أجواء ملامسة رشاقة التكوين المنفتح على الفضاء، في خطوات تشكيل مايشبه عوالم الأحلام الخيالية السوريالية، الخارجة عن معطيات المألوف القائم على مسلمات باردة وفاترة ورتيبة ومتفق عليها، والمنفلتة من ضغط أو من نقاط الثبات والارتكاز للوصول إلى المناخية المعمارية الحالمة، في عصر الهندسة اللاتقليدية، وذلك من خلال إدخال خطوط والتواءات وتعرجات متموجة في الأبراج أو في ناطحات السحاب، أو في التصورات المعمارية المختلفة.‏‏‏‏



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن أجل الوصول إلى عمارة المستقبل، يعمد العديد من المهندسين المعماريين المعاصرين في العالم أجمع، الى رسم المدن الكبرى، كما تشاهد في عوالم الرؤى والأحلام بمشاهدها الخيالية والغرائبية، وذلك بإنكار منطقيتها مبدئياً في كل شيء، وعدم التسليم بالهندسة التقليدية تسليما ساذجا، واعتبار الخيال كمنطلق وطريق للوصول الى قيم وحقائق جديدة يمكن من خلالها تحطيم الروابط التقليدية، لأن هذا يوصل الى حقائق جديدة ومبتكرة.‏‏‏‏


ومع هذه المعطيات الجديدة بدأت العمارة الحديثة تتجه أكثر فأكثر نحو إبراز عنصر الرشاقة في التصميم والتنفيذ معاً، ولقد أضحت الفنون المعمارية الحديثة قابلة باستمرار لطواعية التغيير والتطوير وإعلان حالة من التشييد العصري للعمارة ضمن مواصفات البحث عن إيقاعات انسيابية وشاعرية وخيالية ومتجددة ومنفتحة ومتحررة من ثقل نقاط الجاذبية الأرضية،الشيء الذي يبشر بإمكانية بلورة الأفكار الطليعية المتعلقة بتحديث المناطق الحضرية في المدن، وإطلاق النظريات الجديدة الخاصة بتطوير العمارة الحديثة الملائمة للمكان والحضارة والمجتمع الإنساني العصري والحياة اليومية المبرمجة في ذاكرة العقول الإلكترونية.‏‏‏‏‏


اختراق الجدران المتوازية‏‏‏‏


ومن خلال هذه الانقلابات المفهومية تتم محاولات التجديد في العمارة باستخدام تكاوين فراغية منسابة بشكل مستمر، وهذا يعمل على تقريب الفن المعماري من معطيات الفن التشكيلي، بحيث يمكن للمجتمع الحديث الاستفادة من المهارات والقدرات الابتكارية المتبادلة، ما يجعل العمل أكثر حيوية وانفلاتاً من الموروث التراثي الذي ارتكزت عليه عمارات المدن في كل الأزمنة والأمكنة على مر كل العصور القديمة.‏‏‏‏


هكذا تتم خطوات تفكيك وتحطيم وتهديم التراكيب المعمارية التقليدية، والروابط المستتبة بين المستويات والمكعبات الفراغية، لإعادة بناء إيقاعاتها بطريقة تشكيلية حلمية و خيالية،فالعمارة الحديثة ضد الهندسة المعمارية التقليدية، ضد نظامها البارد، وهي تتعامل مع التصاميم والرسوم كمن يتعامل مع الصياغات الفنية الابتكارية، في مراحل البحث عن ايقاعات جديدة غير مألوفة وغير مستهلكة وغير مطروحة، تثير الدهشة لدى المشاهدين وتترك في أعماقهم الأثر المزلزل، الذي يكشف حداثة الهندسة المعمارية في المدن العصرية الكبرى.‏ وهذا يعني أن العالم يشهد مرحلة مستقلة وجديدة في العمارة الحديثة تتجاوز الفولكلوريات والمحليات والبلديات، وإلا كيف يمكن اختراق الجدران المتوازية والمتعامدة والثابتة والفضاءات التقليدية والوصول الى التداخل الحيوي بين الفن التشكيلي والعمارة ومعطيات الحلم والخيال.‏‏‏‏


علاقة تبادلية‏‏‏‏


من ناحية أخرى مغايرة وقد تكون معاكسة، تعيد بعض المدن الحديثة شيئاً من احلام الاستمتاع بجماليات العمارة القديمة المعرضة لمخاطر الضياع والغياب والاندثار، فالعمارة الحديثة المرتبطة بالماضي لاتعكس في أحيان كثيرة رغبات التحديث فحسب، وانما الرغبة باستعادة الحكايات الحميمية لعوالم الحلم المعماري التراثي الحي والمترسخ في الذاكرة والمستمر في مشاهدات القناطر والاقواس والقباب والزخارف, في محاولة لإعادة الاعتبار للأنماط والاتجاهات التي اعطت للعمارة الشرقية والعربية طابعها الخاص والمميز.‏ فبعض الركائز التي كونت التراث المعماري القائم على العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين الفنون الكتابية والزخرفية والأرابسكية، تبدو هنا متغلغلة في نسيج الفن المعماري العربي بشكل خاص،‏ وتحمل نفحة شعرية تشبه الى حد بعيد أجواء المناخ الرومانسي الذي يلف الأمكنة في المدن العربية الكبرى.‏‏‏‏‏


والحلم الشاعري يزيد من أجواء الألفة والمحبة والحاجة الماسة لاستعادة خصائص القيم المعمارية التراثية للوصول الى امكانيات فتح آفاق جديدة للعمارة السورية والعربية الحديثة، والقائمة على خلفية تراثية تبلور الافكار والهواجس المتعلقة بتطوير العمارة العربية والمحلية.‏ وتؤكد على ايجاد علاقة تبادلية وتحاورية وتداخلية بين العمارة الحديثة والهوية الثقافية، وتعمل على تسليط المزيد من الضوء على البنى المعمارية القديمة، وتصل من خلال قبول الرأي الاخر الى المستوى الابتكاري والابداعي والتأصيلي، في خطوات صياغة توجهات النهضة الحديثة التي ترافق أحلام الإعمار والبناء وتنظيم المدن الحديثة.‏‏‏‏


 أديب مخزوم‏‏‏‏






المسجد الأموي: درة العمارة الإسلامية‏‏‏‏




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[color=#000000][font=Times New Roman][color=#000000][size=18][size=18][size=18]‏‏‏‏[/font">


[/size][/size]
لم يكن فقط أعظم آبدة قامت في أرض الإسلام حتى ذلك الوقت, بل إنه أحد ابتكارات فن البناء العالمي في كل البلاد, وفي كل العصور.‏‏‏‏


هذا ما قاله أحد المؤرخين الأجانب في الجامع الأموي, وهو في رأي بعض الباحثين «أعظم المساجد برحابته وجمال نسبه المعمارية».‏‏‏‏


ولعله أول نجاح معماري في الإسلام على حد رأي «سوفاجيه» فما قصة هذا الجامع الكبير الذي أخذ ألباب الأجانب قبل العرب؟ حتى إن أهل دمشق غدوا يفاخرون به على الدنيا بعد هوائهم ومائهم, وفاكهتهم، إذ أحب الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي أن يزيدهم خامسة.. وهي هذا الجامع الذي تم بناؤه عام 96 هـ بعد أن استغرق عشر سنوات, وعمل في تشييده نحو عشرة آلاف من المعماريين والحرفيين المهرة في صناعة الخزف والزخرفة والفسيفساء.‏‏‏‏


قبل الجامع معبد‏‏‏‏


يخبرنا التاريخ أنه لما حرر المسلمون دمشق من البيزنطيين وقع اختيارهم على المكان الذي يشغله اليوم الجامع الأموي, إذ كان لهذا المكان قدسيته الخاصة, ففي مطلع الألف الأول أقام الآراميون فيه معبداً للإله «حدد» واتخذه اليونان معبداً لآلهتهم في العصر الهلنستي, وفي القرن الثالث للميلاد أقام الرومان معبد الإله جوبيتير الدمشقي على أنقاض معبد «حدد» الآرامي وكانت المساحة التي يحتلها المعبد كبيرة جداً, فطول سوره الخارجي (380) م وعرضه (300) م ويؤلف مستطيلاً طوله (156) م وعرضه (97) م، وعلى كل زاوية من زوايا المعبد الأربع برج مربع, وفي أواخر القرن الرابع الميلادي شيدت فيه كنيسة يوحنا المعمدان, المعروف بالنبي يحيى عليه السلام أيام الإمبراطور البيزنطي تيودوسيوس الثاني، خلال السنوات 408-450 م.‏‏‏‏


في رحاب الأموي‏‏‏‏


الجامع الأموي أو المسجد الأموي أو جامع بني أمية الكبير في دمشق من روائع الفن المعماري الإسلامي وقد ذكر الشعراء محاسنه، فهو من أشهر جوامع الإسلام حسناً وإتقان بناء وغرابة صنعة, وقد زاره الرحالة المغربي ابن جبير وملأ قلبه حبوراً، وجال بين أروقته، وتضرع أمام محرابه، ويأخذنا ابن جبير في رحلته التي يصف فيها عمارة الجامع الأموي الكبير من الداخل والخارج فيتحدث عن طوله وعرضه ومساحاته وفراغاته، وعن صفوف البلاط فيه وعددها والأعمدة والأسطوانات وارتفاعها، وصحن المسجد ورخامه وترصيعه بالفصوص الملونة، وقبته الرصاصية والقبة التي تلي المحراب الذي يصفه وصفاً هندسياً وتزيينياً، ويؤكد كل من دخل المسجد زائراً من المؤرخين أو السائحين عرباً وأجانب عظمة هذا المسجد ومنهم ابن عساكر الذي يصف فسيفساء الجدار الجنوبي على شكل كرمة ذهبية والأروقة وآساساتها وقناطرها المكسوة كلها بالفسيفساء الزجاجي الملون ورغم كل ما تعرض له من حرائق وزلازل غيرت معالمه كثيراً إلا أنه لا يزال تحفة من تحف العمارة في مدينة دمشق، فقد استمر بزينته وفخامته وكنوزه حتى قيل إن رجلاً رومياً وقع مغشياً عليه لما رأى عظمته، فلما سئل عن السبب قال: إننا معشر أهل رومية نتحدث عن أن بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا في دمشق علمت أن لهم مدة سيبقونها، فلما أخبر عمر بن عبد العزيز بالقصة قال: «لاأرى مسجد دمشق إلا غيظاً على الكفار».‏‏‏‏


‏


فادية مصارع‏‏‏‏‏


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ‏‏‏‏


العمارة في الأندلس..‏‏‏‏


شاهد حي على الحضارة الإسلامية‏‏‏‏




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[color=#000000][font=Times New Roman][color=#000000][size=18][size=18][size=18][size=18][size=18][size=18][size=18][size=18]‏‏‏‏[/font">
[/size][/size]
[/size][/size][/size][/size][/size]

فن العمارة هو أحد أهم الشواهد وأكثرها عراقة للدلالة على حضارة الشعوب فهي المرآة التي تعكس ثقافتها وفلسفتها ومبادئها وتقدمها العلمي والروحي والإنساني من خلال الرسومات والنقوش والزخرفات التي زينت ما عملوا على بنائه من صروح عمرانية.. أما العمارة الإسلامية فقد نشأت كحرفة بسيطة اجتهد العاملون بها لتطويرها مستفيدين مما سبقهم من حضارات في مجال فن العمارة لتشهد بذلك نموذجاً متطوراً في بناء المساجد والقصور والبيوت والمدارس والحمامات والتكايا والأسواق، وكان لكل عصر بصمته الخاصة التي زادت من سحر وجمال هذا الفن بما يتماهى مع حضارتهم وفكرهم ومعتقداتهم.‏‏‏‏


وقد وصلت روائع العمارة الإسلامية إلى الأندلس التي أقام فيها المسلمون زهاء ثمانية قرون شيدوا خلالها الصروح المعمارية التي لا تزال شاهدة حتى الآن على عظمة الحضارة الإسلامية العريقة فمنذ أن توطدت جذور الحكم الإسلامي فيها، ولا سيما في عهد عبد الرحمن الداخل الذي بدأ فن العمارة في حكمه يتلمس طريقه في الأبنية الدينية والمدنية والدفاعية، حتى أخذت زخارفه تشع في المشرق والمغرب. ولا شك أن عهد الانطلاقة المعمارية في الاندلس يجسد أروع أمثلة العمارة الإسلامية بل العالمية في العصر الوسيط. وبعد عهد الأمير الداخل تتابعت العهود على بلاد الأندلس، وكلها كانت تولي بالفن اهتماماً بالغا. ومن آثار المسلمين المعمارية هناك: قصر الحمراء الذي يعد من أعظم الآثار الإسلامية في روعة البناء والزخرفة والهندسة، بناه حكام بني الأحمر في غرناطة، وقد وضع فيه المهندسون خلاصة فنَّهم وجعلوه قصرًا خياليًّا، تبهر زخارفه وعقوده الأبصار، وتنطق الطبيعة بما حوله من خضرة وماء بأروع صور الجمال والبهاء.‏‏‏‏


ومن روائع العمارة الأندلسية مدينة الزهراء التي بناها عبد الرحمن الناصر سنة (325 هـ)، وقد جلب لبنائها الرخام من إفريقية وروما والقسطنطينية، وبنى في قصر المؤنس بها حوضاً من الرخام زينه بنقوش مذهبة بها صور آدمية، وجعل عليه تماثيل من الذهب المرصَّع بالدر، وهذا يعد تطوراً جديداً في فن العمارة الإسلامية حيث استعملت الصور والتماثيل التي حرَّمها الإسلام.‏‏‏‏


وجعل سقف قصر الخلافة وجدرانه من الرخام ذي الألوان الصافية، وأنشأ وسطه صهريجاً عظيماً مملوءاً بالزئبق، وكان للقصر من كل جانب من جوانبه ثمانية أبواب، وكانت الشمس تدخل تلك الأبواب فيضرب شعاعها جدران القصر، فيصير من ذلك نوراً يأخذ بالأبصار، ما جعله آية في الجمال والبراعة المعمارية وكان في هذه المدينة محال للوحش، ومسارح للطير، ودور لصناعة آلات الحرب، والحلي وغيرها من الصناعات، وكان بها مسجد صغير مزخرف بالرخام والذهب والفضة الأمر الذي يدل على التطور العمراني الذي وصل إليه المسلمون في تلك الحقبة الزمنية.‏‏‏‏


إن نمط العمـارة ذا الطابع الإسلامي المحض هو الذي استخـدم في تشيـيد المسـاجـد، حيث إن الرخام والمرمـر والجـبـس الزخـرفـي هي المـواد المفضـلة لبناء الجوامع سواء في الأندلس أم غيرها، ومن أبرز المساجد الكبرى هناك وأكثرها شهرة مسجد قرطبة الذي بناه عبد الرحمن الداخل في قرطبة لكن أدخلت عليه تعديلات كثيرة، وبني في داخله هيكل كنسي.‏‏‏‏


هناك شواهد معمارية حية مازالت قائمة منذ تلك العهود تميز بين عهد وآخر، وعلى الرغم من قلة هذه الشواهد المعروفة المتكاملة البناء في عصرنا الحاضر كالتي ذكرناها آنفاً، إلا أن هناك الكثير من الآثار الأندلسية المتناثرة في مدن وقرى إسبانيا.‏‏‏‏


 نجلاء دنورة‏‏‏‏


خوخـــة البـــاب‏‏‏‏




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[color=#000000][font=Times New Roman][color=#000000][size=18][size=18][/font">[/size]

إن الجذر «عَمَرَ» يبني تشعبات دلالية واسعة الطيف ولكل منها فترة نهوض واندثار, فمن المعنى الزمني يرتشح لنا ظلّه المديد, فلا يقال «عمران» ما لم يدوم في الزمن وتتناوبه الحدثان ومن المعنى المكاني ينهض الفعل البشري من خط الرعي الأفقي لخط الاستقرار العامودي وهو قيام البناء ولا يكون بناء إلا إذا ارتفع عن الأرض والبناء هو الشكل الذي يختصر هذا الجذر, والبناء هنا بجذره المكافئ لجذر «عَمَرَ» يختصر تاريخ الإنسان منذ ضرب في الأرض أول وتد.‏‏‏‏



العمران هو سيسيولوجيا الوجود البشري، إذ يتعاوره الجانب الاجتماعي بتفصيلاته, الفرد والجماعة, والنفسي من حيث إن العمران هو تعبير حيّ عن قناعات الإنسان الذي يُنشئ العمران، ولأن المجتمع مكون في أصغر خلية منه من ذكر وأنثى جاء العمران يحمل الصفتين ويستنطقهما ويبوح بالأفكار التي تحدد ثيم مجتمع ما.‏‏‏‏



قبل انتشار النمط الغربي للعمران من بنايات طابقية وما تفرضه من انفتاح جوف العمران على الخارج والتي تؤكد بشكل وآخر على سيرة الحضارة الغربية في القرون الثلاثة الماضية بتبنيها قيماً حداثية, فرضتها اقتصاديات رأسمالية غيّرت الكثير من الأفكار, كنا نجد العمران العربي والذي تظهره طبيعة الحارات وبيوتها التي فرضتها ظروف مناخية واجتماعية وعقائدية ودفاعية ولندقق في شكل هذا البناء العمراني.‏‏‏‏



السور, ظاهره خشن قاس معاد, ناهض كقامة رجل متأهب للهجوم والدفاع, يتخلله باب كبير, الدخول والخروج منه يحتاج لأذن آمر, تبرز منه فرجات لإطلاق الأسهم وأبراج للمراقبة. شكل السور, تقمصه البيت الداخلي الذي يحيط السور به. البيت من الخارج يدير ظهره للناظر, حيطان صماء لا تسمح بالاطلاع للداخل, مع باب كبير في أحد جوانبه ما يُسمى «خوخة الباب» وهو باب صغير يجبر الداخل على الانحناء, هدفها حماية الداخل من الخارج, مع مدخلٍ معتم نتيجة توضعه بزاوية انكسار معينة, تمنع الناظر من رؤية صحن الدار, مع مشربيات تسمح للموجود في الداخل النظر والمراقبة لمن هو في الخارج والعكس غير صحيح مع فرجات عالية تسمح للهواء بالدخول لتهوية البيت. هذا الظاهر الذكوري يستمر في الداخل مع تحديد موقع النساء حيث يستمر الحجب وفك أي ارتباط قد يحدث و زيد عليه الصراخ المتضمن أن مع رجل البيت,ذكراً, فتهرع النساء للتخفي في حجراتها.‏‏‏‏



أُعِد البيت بشكل يلامس أنوثة المرأة, فباحة الدار والتي تشبه الحوض الممتلئة بالشجيرات والزهور, تتوسطها النافورة الذكورية, مناور التهوية التي ترطب جو البيت ومشربياته, تكاد تشبه لباس الأنثى الذي يحجب الناظر إليها ولكنه بنفس الوقت يمنحها فرص التلصص, لكن السلبي, فهي ناظرة غير فاعلة, متلقية غير معبرة وكأن البيت, بجذره اللغوي «بَيَتَ» والذي يعني النوم في إحدى دلالته البعيدة والنوم يعني السكينة والحماية وإقصاء الخارج.‏‏‏‏



بين ذكورية ظاهرة للبيت العربي وأنوثة مضمرة في داخله, نستشف العقلية التي حكمت الذهنية في مجتمعاتنا من حيث هي عقلية انغلاقية لكنها لم تسُد طوال الفترات, فعند فترات الازدهار وخاصة في الأندلس, انكسرت حدة المعادلة السابقة وبدأنا نجد الحدائق الواسعة والتي تسمح للغير بالإشراف عليها وحتى الشرفات وانتقل الشباك والذي جاءت صفته من الشبك الذي يوضع عليه إلى مفهوم النافذة وإن لم تظهر فعلياً بشكل جلي إلا في القرون الأخيرة حيث النافذة ذات مفهوم تنافذي يمنعه الشباك والمشربية.‏‏‏‏



الآن في عصرنا الحالي حيث قيم الحداثة قد سادت, نجد البيت لايتحرج من إبانة داخله عبر النوافذ الكبيرة ويمد شرفاته ويظهر جمال خارجه وكأنه رجل متأنق ونجد الأنثى حاضرة بفعالية في المجتمع بجميع سوياته.‏‏‏‏



عمّار اليوم يكاد يحقق مقالة النسوية بمساواة الأنثوية مع الذكورية ولكن نجد من يعيد عقارب الساعة للوراء, تستير الشرفات وإعادة صناعة البيت العربي القديم بحرملكه من جديد وكأننا أمام حداثة شكلية لا غير, فهل خوخة الباب تطل علينا من جديد!؟.‏‏‏‏



 باسم سليمان‏‏‏‏



المعماري الحديث‏‏‏‏



يتحرك بحرية داخل عمله وخارجه‏‏‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
دكتورة.م انوار صفار
Admin
دكتورة.م انوار صفار


تاريخ التسجيل : 04/04/2010
البلد /المدينة : bahrain

بطاقة الشخصية
المجلة:

الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة   الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة Empty10/18/2014, 21:07





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم يفصل الإنسان منذ بداياته بين حياته وذوقه الفني، فقد أضاف فنونه على ثيابه وأدواته ومسكنه، وإن أبرز ما بقي من حضارات الأمم تلك المعالم الأثرية التي تحكي فنونها وحضاراتها، من أهرامات ورسومات الفراعنة وزخارف معابد ما بين النهرين، وصولاً إلى التماثيل التي لا تفارق الأروقة اليونانية والرومانية، حيث تقاس حضارات تلك الشعوب بتلك المعالم.‏‏‏‏












فالعمران دليل على الرقي - حتى يومنا هذا - إذ إنه يمثل الحس الفني والإرث الحضاري للباني ولا أقول للساكن (كأن تبني دولة متحضرة أبراجاً في دول العالم الثالث)، فالعمل العمراني هو انعكاس لذوق وإحساس الفنان الذي خطط له وبناه. إذ إن العمارة لا تنفصل عن الفنون التشكيلية، فهي أقرب إلى عمل فني تشكيلي تركيبي ثلاثي الأبعاد، إلا أنها تلتزم بأهداف أهمها إرضاء حاجات الناس على عكس الفن التشكيلي الذي لا يقف عن حدود إرضاء إلا ذات منفذه الجامحة.‏‏‏‏












إلا أن هذا الالتزام لا يقيد العمارة تقييداً كلياً، فهي قادرة على التطور ضمن إطار حاجات الإنسان، وقادرة على التكيف مع أفكاره ضمن سياق فني لا يشذّ عن التشكيل مطلقاً. فالعمارة قديسة يخشع لها الناظر في دور العبادة، تذهله في الأوبرات الضخمة، وتشعره بالعظمة أمام الأبراج الشاهقة، وبذلك تبدي قرباً واضحاً من العمل التشكيلي، وتستند استناداً كبيراً على مفاهيمه، من خيال وحس مبدع وإضفاء للجمال.‏‏‏‏












فعندما نقول إن الدائرة في اللوحة التشكيلية أكثر راحة لعين المشاهد من المثلث، لا نبتعد أبداً عن الراحة التي تبديها الأقواس في البيوت والقباب في أماكن العبادة، حيث تعطي مجالاً للتأمل وراحة وسلاماًً للنفس. على عكس المثلث، فهو أقرب للرهبة، شكل به الفراعنة أهراماً لتكون قبوراً لملوكهم.‏‏‏‏












كما أن ترصيع المعابد بالمعادن البراقة، والأحجار الكريمة، يضفي عليها قدسية لا تختلف أبداً عن اللوحات التي تستخدم نفس الألوان لتعطي نفس القدسية حتى إننا نستطيع أن نقول إن الفنان التشكيلي يقف أمام عمله، أما المعماري فيعيش عمله ويتحرك في داخله وخارجه. هذا التعايش بين المعماري وعمله الفني هو الدافع الأكبر لخضوعه لمعايير تقيد العمل لتبقي على هذا التعايش، من حيث اختيار مواد البناء والتكوين والألوان وباقي العناصر، فهو لا يستطيع أن يتعايش مع لون حار في غرفة نومه مثلاً.‏‏‏‏












ولا ننسى الدور الكبير الذي لعبته حركة الفن الحديث (مودرن آرت) في القرن التاسع عشر من خلال محاولاتها الدمج بين الفن التشكيلي والعمارة تحت شعار الفن للجميع.‏‏‏‏












هذا هو حال العمارة تلازم الفن التشكيلي وترتقي بارتقائه منذ أن خلقا، وستبقى كذلك مادام الفن حاجة إنسانية أكثر مما هو مجرد كمالية.‏‏‏‏
















 عبد الكريم قدي‏‏‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eng-art.yoo7.com
 
الفن المعماري..ذاكرة بصرية متغيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الفن المعماري وغرائبه
» روعة الفن المعماري
» خصائص الفن المعماري الإسلامي
» البحرين تزهو بثوب الفن المعماري في ربيعها الثقافي
» مجلة الهندسة والفنون العدد 102

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهندسة والفنون :: الهندسة المعمارية . :: --الهندسة المعمارية-
انتقل الى: