وذكر تقرير لصحيفة "الرأي العام" الكويتية الجمعة 20-4-2007 أن الطائفة الإسلامية في بلدة كليثيرو في منطقة لانكاشاير شمال انكلترا تسعى لتحويل كنيسة اشترتها بأموال تبرع بها أبناء الطائفة إلى مسجد، بعد الحصول على موافقة من المجلس البلدي على الطلب الذي تقدمت به الطائفة في شكل رسمي.
وكان الجدل بدأ في أروقة المجلس البلدي ، لكنه خرج الى الشارع ، بسبب الحملة الانتخابية للمجالس البلدية المقررة شهر مايو / أيار المقبل، حيث أعلنت العناصر اليمينية المتطرفة القريبة من الحزب القومي في كليثيرو معارضتها للمشروع ، وبدأت حملة جمع تواقيع على عرائض ضده رافقتها موجة رسائل شبيهة نشرت في الصحف المحلية.
وتركزت حملة المعارضة للمشروع على المجلس البلدي في محاولة للتأثير على قراره في شأن منح الترخيص اللازم للمسجد.
ووفقاً لصحيفة "اندبندنت" أمس الخميس، يُعتقد أن المجلس تسلم نحو 900 رسالة احتجاج من المواطنين في البلدة، وأضافت أن المجلس تدخل لدى الصحف المحلية لوقف حملة التحريض ونشر الرسائل المعارضة بحجة أنها تسبب توتراً في الشارع وتسمم الأجواء في البلدة.
وكانت الجالية الإسلامية البالغ عددها نحو 300 شخص في كليثيرو والتي يعود تاريخ ظهورها في البلدة إلى 30 عاماً فقط، عانت كثيراً من أجل توفير مكان عبادة لائق، حيث تفهم المجلس البلدي رغبة أبنائها وقدم لهم غرفة في مبنى المجلس استخدمت كمسجد مارسوا فيها صلواتهم الجماعية أيام الجمعة وفي الأعياد والمناسبات الدينية المختلفة.
وفي عام 2000، قرر شاب مسلم من أبناء الجالية يدعى شيراز أرشاد، كان تأثر من الطريقة التي جرت فيها المراسم الدينية بعد وفاة والده، فبادر الى اطلاق حملة ناجحة لجمع التبرعات لبناء مسجد خاص بالمدينة. ووجد ارشاد الذي يعمل مديراً لأحد الأقسام في أحد فروع شركة "بريتيش ايروسبيس" للصناعات العسكرية، أن أفضل مكان لاقامة المسجد هو كنيسة قديمة معروضة للبيع تعود لطائفة الميثوديست، وهي طائفة بروتستانتية صغيرة، فتقدم بعرض لشراء الكنيسة وافقت عليه الجهة المسؤولة عن الكنيسة بلا تردد.
وأثنى عضو البرلمان نايجل ايفانس الذي يمثل منطقة كليثيرو في البرلمان على قرار المجلس، وقال ان الضجة التي أثارها المعارضون للمشروع ناتجة عن جهل الناس وعدم ادخال المزيد من المواد عن الاسلام في مناهج التعليم.
ووفقاً لناطق باسم المجلس البلدي تلقى المجلس عدداً كبيراً من رسائل الاحتجاج التي تضمنت هجوماً شنيعاً ضد المسلمين لدرجة دفعت المجلس للامتناع عن نشرها وفقاً للتقليد المعمول به في الحالات الشبيهة.
ورغم أن حملة المعارضة لم تتمكن من ثني المجلس البلدي عن قرار منح الترخيص، لكن المجلس اشترط على مقدمي الطلب المحافظة على الشكل الخارجي لمبنى الكنيسة وعدم بناء مأذنة أو قبة فوقها، من أجل المحافظة على الطابع العام للمنطقة المحيطة بالكنيسة الواقعة وسط البلدة والذي خلده الرسام الانكليزي الحداثي الشهير لورانس ستيفان لاوري (1887 - 1976) الذي شكلت أعماله سجلاً فنياً لفترة الثورة الصناعية التي شهدتها بريطانيا بعد عام 1848.
واستغل المعارضون اللوحة الشهيرة التي رسمها لاوري لبلدة كليثيرو والتي تظهر فيها الكنيسة الميثودستية في شكل واضح كأساس لمعارضتهم قرار المجلس البلدي اجازة تحويلها الى مسجد.
ويقول أرشاد إنه يتفهم جيداً مخاوف المواطنين الانكليز من اقامة المسجد في البلدة، لكنه أكد أن لا أساس لهذه المخاوف. وقال ان العمل على تحويل الكنيسة الى مسجد سيتأخر قليلاً، ريثما يتم جمع تبرعات كافية لدفع تكاليف العملية. وسعى لطمأنة المواطنين الى أن لجنة الطائفة مصممة على جعل المسجد مفتوحاً لباقي الأديان في تجربة ستكون الأولى من نوعها في بريطانيا.
غير أن حزب "الانكليز أولاً"، وهو حزب متطرف ذو ميول عنصرية مرتبط بالحزب القومي البريطاني، استغل قصة المسجد ليبني حملته لانتخابات المجلس البلدي القريبة على أساس معارضته للمشروع، مستغلاً معارضة المواطنين ومؤججاً لمشاعر العداء ضد المسلمين بإعلانه أن المسجد سيؤدي مستقبلاً الى "غزو اسلامي".
يشار الى أنه تم اغلاق أكثر من 1700 كنيسة منذ عام 1969 في بريطانيا وبيعت ليتم تحويلها الى أماكن سكنية أو تجارية، من ضمنها خمارات ومطاعم، بحسب ما ذكرته الصحيفة.