من هم الذين لا يحبهم الله عز وجل ؟
المعتدون :
قال تعالى ﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
العدوان على الأنفس بالإيذاء، أو التعذيب، أو القتل، والعدوان على الأموال بالسرقة، أو بالاحتيال، والعدوان على الأعراض، وعرض الإنسان سمعته، بالغيبة والنميمة.
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( الغيبة أشد من الزنا ))
((إِيَّاكُمْ وَالْغِيبَةَ فَإِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَكَيْفَ الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا ؟ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي , ثُمَّ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ ))
قال لي أحدهم : لقد اغتبتني، فقالت له: ومن أنت حتى أغتابك؟ لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أبي وأمي لأنهم أولى بحسناتي منك،
الظالمين :
﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾
[ سورة آل عمران: 140 ]
وأشد أشد أنواع الظلم الإشراك بالله لقوله تعالى:
﴿ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾
[ سورة لقمان: 13 ]
أنت حينما اتجهت إلى إنسان وتوهمت أن خيرك منه، وأن خوفك منه، وأن شرك منه، وأن مقاديرك بيده، وأنك في قبضته، ونسيت الله، عبدته من دون الله، هذا هو الشرك العظيم.
أشد أشد أنواع الظلم الشرك بالله، أن ترى مع الله أحداً، أن ترى مع يد الله يداً، أن ترى أن الأقوياء بيدهم الأمر.
الله عز وجل متى أمرك أن تعبده؟ بعد أن طمأنك:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾
[ سورة هود: 123 ]
متى أمرك أن تعبده؟ بعد أن طمأنك أن الأمر كله بيده، حياتك بيد الله، موتك بيد الله، رزقك بيد الله، سعادتك بيد الله، أهلك بيد الله، أولادك بيد الله، من فوقك بيد الله، من تحتك بيد الله، من حولك بيد الله، هذا هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، لذلك:
﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾
﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾
المسرفون :
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾
[ سورة الأعراف: 31 ]
الفرحون :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾
أي لا تفرح بالمال، والمال ينقلك إلى معاصي الله . ينبغي على الإنسان أن يفرح بفضل الله و باستقامته وبعمله الصالح . افرح إن كنت مؤمناً، افرح إن كنت مستقيماً، افرح إن أجرى الله على يدك الخير، افرح بمعرفة الله، افرح بفهم القرآن، افرح بعمل صالح يرقى بك عند الله، إذاً ليس النهي عن الفرح مطلقاً أن تفرح بالدنيا، الدنيا تغر وتضر وتمر.
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾
الخونه الآثمون :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [ سورة النساء : 107 ]
أي تدبير مهما كان متقناً، مهما كان محكماً، إذا انطلق من خيانة فالله لا بد من أن يكشفه. قال تعالى :
﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾
[ سورة يوسف: 52 ]
المتكبرون :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾
الكبر على ماذا ؟ بثانية واحدة الإنسان يكون من أهل القبور، قطرة دم لا تزيد عن رأس الدبوس إذا تجمدت في أحد شرايين الدماغ يصاب الإنسان بالشلل، أو بالعمى، أو بأمراض لا تعد ولا تحصى.
من يجهر بالسوء :
﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ﴾
هناك توجيه للنبي مذهل، أحد الصحابة سبّ أبا جهل، أكفر كفار قريش، ناصب العداء للنبي عشرين عاماً، ومع ذلك حينما سبه أحد الصحابة، قال عليه الصلاة والسلام :
(( يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً مهاجراً فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت ))
اين نحن من هذا الأدب؟ نهى عن سب أبي جهل إكراماً لعكرمة، عود نفسك ألا تستخدم السباب في حياتك.
واخيرا الصلح مع الله أساس الخلاص من كل المشكلات .
كلمات جامعة مانعة :
((لا يخافن العبد إلا ذنبه))
فأنت حينما تؤمن أن الله عز وجل لا يسوق للعباد مصيبة إلا بسبب، فإذا بحثت عن هذا السبب قطعت أربعة أخماس الطريق إلى الله عز وجل، حينما تؤمن أنه ما من بلاء ينزل إلا....... بسبب، وأن هذا السبب إذا..... أزيل...... رفع البلاء.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.