كهف شوفيه شهادة استثنائية على فنون ما قبل التاريخ

كهف شوفيه شهادة استثنائية على فنون ما قبل التاريخ

كهف شوفيه الفرنسي من المواقع التي أوردتها اليونسكو في قائمتها للتراث الإنساني، حيث تعتبر رسومه من أقدم اللوحات الجدارية في العالم.

حافظت الرسوم على حالة جيدة نتيجة لاختفائها عن الإنسان ما يزيد عن 23 ألف عام

باريس- أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” قائمتها الجديدة لمواقع التراث العالمي التي تضمنت مجموعة من المواقع ذات القيمة المميزة عالميا، ومن أبرزها كهف شوفيه الفرنسي الذي اكتشف عام 1994، ميزة هذا الكهف أنه يحتوي حوالي ألف رسم منقوش على الجدران، يعود تاريخها إلى 36 ألف عام.

يتزين كهف شوفيه بنحو ألف رسم يعود تاريخها إلى 36 ألف عام

أدرج كهف شوفيه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو نظرا لقيمته العالمية ولأنه يمثل فضاء ثريا بصور الحيوانات حيث يصل عددها إلى حوالي 425 حيوانا من 14 فصيلة مختلفة منها الدببة ووحيد القرن والماموث والفهود والبقر والبيسون أو الثور الأميركي والعنز البري والخيول والنمور والإبل وغيرها من رسوم بيد الإنسان، ويقدم هذا الموقع رسوما للحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة قبل ستة وثلاثين ألف عام رسمها إنسان تلك الحقبة على جدران الكهف مستخدما مواد طبيعية مثل الكلسيت والصلصال وفحم الخشب.

يشار إلى أن كهف شوفيه يمثل الموقع الفرنسي التاسع والثلاثين الذي أوردته منظمة اليونسكو في قائمتها للتراث الإنساني، وفي هذا السياق أعرب جان كلوت، المؤرخ الفرنسي والخبير في تاريخ الكهوف، عن سعادته بقرار اليونسكو بضم كهف شوفيه إلى قامة التراث العالمي الاستثنائي، وأكد جدارة الموقع بذلك لأن رسومه تعتبر من أقدم الفنون الجدارية في العالم، واعتبر أن راسم تلك اللوحات يعد من “أكبر أساتذة الفن الجداري في ذلك الوقت”.

أقدم لوحات جدارية لحيوانات توجد في كهف شوفيه

تجدر الإشارة إلى أن خبراء الكهوف لم يكتشفوا هذا الموقع التاريخي إلا في عام 1994، حيث تسبب انهيار صخري في إغلاق مدخل الكهف طوال 23 ألف عام، وهو ما حال دون الوصول إليه، وتم اكتشافه للمرة الأولى عام 1994 من قبل مستكشف المغارات “جان ماري شوفيه” من خلال ملاحظته وجود تيار هوائي منبعث من ثقب مغلق ببعض الأحجار، وعندما أزاح الأحجار ظهر الكهف الذي كان يضم حوالي 195 جمجمة دببة، ولذلك حمل الموقع اسم مكتشفه “شوفيه”.

اكتشف علماء الكهوف هذا الموقع التاريخي عام 1994 بعد أن أغلقته الصخور طوال 23 ألف عام

وأصبح الكهف واحدا من عدة عجائب ثقافية وطبيعية اختارتها لجنة مندوبي اليونسكو التي اجتمعت في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، وعن هذا الاختيار قالت اليونسكو: “إن الكهف الموجود في منطقة الأرديش بجنوب فرنسا “يمثل أقدم وأفضل تعبير فني محفوظ أبدعه شعب أوريغنسيان”. ويعتقد مؤرخون أن شعب أوريغنسيان كان أول التجمعات البشرية المتطورة ثقافيا التي عاشت في أوروبا.

وأوضحت اليونسكو أن “العدد الضخم من الرسومات تغطي أكثر من 8500 متر مكعب، تتميز بجودتها الفنية والجمالية العالية، وهو ما يجعل الكهف شهادة استثنائية على فنون كهوف ما قبل التاريخ”، وأشارت المنظمة إلى أن “حالة الرسومات من حيث الحفظ والأصالة استثنائية، وذلك نتيجة لاختفائها عن الأنظار ما يزيد عن 23 ألفية من التاريخ”.

الرسومات تغطي أكثر من 8500 متر مكعب وتتميز بجودتها الفنية والجمالية العالية

وعثر على مدخل الكهف على عمق 25 مترا تحت الأرض في الهضبة الكلسية لنهر أرديش في جنوب فرنسا، وهو يمتد إلى عدة فروع تغطي مساحة 800 متر تقريبا، ومن المحتمل أن تكون بالموقع كنوز تاريخية أخرى لم يتم اكتشافها بعد خاصة وأن السلطات الفرنسية لا تسمح إلا بدخول ما يقل عن 200 باحث كل عام إلى الكهف، لذلك مازالت الكثير من المناطق البعيدة بداخله غير مكتشفة، ويعتقد العلماء أن البشر لم يسكنوا الكهف أبدا “إنما كان له طابع مقدس”.

رسومات تتميز بجودتها الفنية والجمالية العالية

وتعد الصور والرسوم الجدارية الموجودة داخل الكهف أقدم ما عرفته البشرية من رسوم، فإلى جانب رسومات العشرات من الحيوانات البرية، عثر في الكهف على بقايا وبصمات حيوانات حقيقية قديمة، بما فيها بقايا دببة الكهوف الكبيرة، والتي يعتقد أنها قامت ببيات شتوي في الموقع، كما يعد الكهف من أقدم الملكيات الثقافية التي تصنفها اليونسكو في لائحة التراث العالمي الاستثنائي.

ويجري حاليا تشييد نموذج بالحجم الطبيعي من كهف شوفيه بالقرب من موقعه، ومن المتوقع افتتاحه العام القادم بهدف تمكين أكبر عدد من الجمهور من استكشافه لكن ذلك سيتم بعد إجراء الحماية اللازمة للأعمال الفنية الفريدة الموجودة به حتى لا تتعرض للتلف .

وما يكسب كهف شوفيه طابعه الاستثنائي بالإضافة إلى ما ذكر هو التقنيات الفنية المستعملة في الرسم والتلوين فطابعه الاستثنائي بالإضافة إلى ما ذكر هو التقنيات الفنية المستعملة في الرسم والتلوين حيث يرى الخبراء والمؤرخون أنه يحتوي على أقدم اللوحات التشخيصية في العالم والتي تؤرخ إلى العصر الحجري، وهو الأمر الذي يجعله شاهدا استثنائيا على الفن والرسم الجداري في عصور ما قبل التاريخ، فالألف لوحة التي تم حصرها -حتى الآن- تضم مجموعة متنوعة من الرسوم التي تتميّز بجودتها وجمالها الاستثنائي، وهي تعكس مجموعة من التقنيات في الرسم على الجدران على الباحثين التعمق فيها لا سيما أنها بقيت منذ زمن رسمها إلى تاريخ اكتشافها في حالة جيدة ولعل ذلك لا يرجع فقط لأنها بقيت آلاف السنين بعيدة عن الإنسان ولكن يمكن أن تكون المواد والتقنيات المستخدمة في إنجازها قد لعبت دورا هاما في ذلك.

وكانت دراسة فرنسية قد أظهرت أن رسوم كهف شوفيه على درجة عالية من الدقة والتطور والإتقان ورغم اختلاف الباحثين حينها في تقدير عمر اللوحات الجدارية والحقبة التاريخية التي تعود لها، إلا أنهم أجمعوا على أن كهف شوفيه “سيلقي ضوءا جديدا على تطور القدرات الإدراكية التي أدت إلى ابتكار فن العصر الحجري القديم”.

العرب [نُشر في 07/07/2014، العدد: 9612، ص(12)]

مشرف تاريخ التسجيل : 20/04/2010

وعثر على مدخل الكهف على عمق 25 مترا تحت الأرض في الهضبة الكلسية لنهر أرديش في جنوب فرنسا، وهو يمتد إلى عدة فروع تغطي مساحة 800 متر تقريبا، ومن المحتمل أن تكون بالموقع كنوز تاريخية أخرى لم يتم اكتشافها بعد خاصة وأن السلطات الفرنسية لا تسمح إلا بدخول ما يقل عن 200 باحث كل عام إلى الكهف، لذلك مازالت الكثير من المناطق البعيدة بداخله غير مكتشفة، ويعتقد العلماء أن البشر لم يسكنوا الكهف أبدا “إنما كان له طابع مقدس”.

شكرا لك للمعلومات الجميله والنادره عن هذا الكهف

كانت دراسة فرنسية قد أظهرت أن رسوم كهف شوفيه على درجة عالية من الدقة والتطور والإتقان ورغم اختلاف الباحثين حينها في تقدير عمر اللوحات الجدارية والحقبة التاريخية التي تعود لها، إلا أنهم أجمعوا على أن كهف شوفيه “سيلقي ضوءا جديدا على تطور القدرات الإدراكية التي أدت إلى ابتكار فن العصر الحجري القديم”.

شكرا لهذه المعلومة المهمة عن الكهف

كانت دراسة فرنسية قد أظهرت أن رسوم كهف شوفيه على درجة عالية من الدقة والتطور والإتقان ورغم اختلاف الباحثين حينها في تقدير عمر اللوحات الجدارية والحقبة التاريخية التي تعود لها، إلا أنهم أجمعوا على أن كهف شوفيه “سيلقي ضوءا جديدا على تطور القدرات الإدراكية التي أدت إلى ابتكار فن العصر الحجري القديم”.

شكرا لهذه المعلومة المهمة عن الكهف

» مغارة شوفيه تأوي أقدم أثر لإنسان ما قبل التاريخ.
» فنون أواسط نيجيريا ..
» 1 - محمد ص أعظم عظماء التاريخ التاريخ حسب العلماء الغربيين
» مجلة الهندسة والفنون العدد (رمضان كريم)84
» حقائق هندسية استثنائية عن برج خليفة / دبي