جاء في ترجمة الخليفة العباسي المأمون ابن الرشيد (170-218هـ):
"قال النضرُ بن شميل: دخلتُ على المأمون فقال: إنّي قلتُ اليوم:
أصبحَ ديني الذي أدينُ به ** ولستُ منه الغداةَ معتذرا
حب عليٍّ بعد النبيِّ ولا ** أشتمُ صدِّيقَه ولا عُمَرا
وإبنُ عفانَ في الجنان مع الـ ** أبرارِ ذاك القتيلُ مصطبرا
وعائشُ الأم لستُ أشتُمها ** مَنْ يفتريها فنحنُ منه برا"[1]
(2)
• ولابن خيران الكاتب: أحمد بن علي صاحب ديوان الإنشاء بمصر بعد أبيه (ت:431هـ):
أنا شيعيٌّ لآلِ المصطفى ** غير أنّي لا أرى سبَّ السلفْ
أقصدُ الإجماعَ في الدين ومَنْ ** قصدَ الإجماع لم يخشَ التلفْ
لي بنفسي شغلٌ عنْ كلِّ مَنْ ** للهوى قرّظ قوماً أو قذفْ[2]
(3)
• وقال الإمام علي بن فضال الفرزدقي المجاشعي (توفي ببغداد سنة 479هـ):
أحبُّ النبيَّ وأصحابَهُ ** وأبغضُ مُبْغِضَ أزواجهِ
ومهما ذهبتمْ إلى مذهبٍ ** فما لي سوى قصدِ منهاجهِ[3]
(4)
• وقال الشاعر أبو المرهف النميري: نصر بن الحسن (ت ببغداد سنة 588هـ):
أُحبُّ علياً والبَتُولَ ووُلدَها ** ولا أجحدُ الشيخينِ فضلَ التَّقدُّمِ
وأبرَأُ ممن نال عثمانَ بالأذى ** كما أتبرا مِنْ ولاءِ ابن مُلجِمِ
ويُعجِبُني أهلُ الحديث لِصدقهمْ ** فلستُ إلى قومٍ سِواهمْ بمُنتمي[4]
(5)
• ومن شعر الخليفة الناصر العباسي (ت:622هـ) ردّاً على مَن ادّعى أنه شيعي:
زعموا أنني أحِبُّ علياً ** صدقوا كلُّهُمْ لديَّ عليُّ
كلُّ مَنْ صاحبَ النبيَّ ولو طَر ** فةَ عينٍ فحقُّهُ مَرْعيُّ
فلقدْ قلَّ عقلُ كلِّ غبيٍّ ** هو مِنْ شيعةِ النبيِّ بريُّ[5]
(6)
• وللأمير سيف الدين المشد: علي بن عمر قزل التركماني الياروقي (ت:656هـ):
إنّي وإنْ أصبحتُ سُنيًا ** أحِبُّ آلَ المصطفى الهاشمي
في حالة السخطِ أُوالي الرضا ** وأقتدي في الغيظِ بالكاظمِ
(7)
• وقال الصفدي في ترجمة إبراهيم بن أبي الغيث: جمال الدين ابن الحسام البخاري الفقيه الشيعي المقيم بمجدل سلم -قرية من بلاد صفد من نواحي النباطية والشقيف- (ت بعد: 736هـ):
"كان إمامًا من أئمة الشيعية، هو ووالده قبله، أخذ عن ابن العود، وابن مقبل الحمصي، ورحل إلى العراق وأخذ عن ابن المطهر.
كان ذا مجلسين أحدهما معد للوفود، والآخر لطلبة العلم.
ونهاره مقيم تارة يجلس إلى من زاره، وتارة يجلس لطلبة العلم.
وجوده يصل إلى المجلسين غداء وعشاء.
اجتمعتُ به بقرية مجدل سلم في سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة ودار بيني وبينه بحثٌ في الرؤية [رؤية الله في الآخرة] وعدمها، وطال النزاعُ وتجاذبُ الأدلة.
وكان شكلاً حسنًا تامًا، لطيف الأخلاق، ريض النفس، وأهلُ تلك النواحي يعظمونه، قال القاضي شهاب الدين[6]: آخر عهدي به في سنة ست وثلاثين وسبع مئة.
وقال: كتبتُ إليه وقد طالتْ غيبتُه بعد كثرة اجتماعٍ به في مجلسِ شيخنا شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله[7].
قال: ابن الحسام كان كثيراً ما يتعهد مجلسَه، ويستوري سنا الشيخِ وقبسَه، وكانت تجري بيننا وبينه بحضور الشيخ مناظراتٌ، وتطولُ أوقاتُ مذاكراتٍ ومحاضرات".
• وأورد الصفدي له شعرًا، ومنه وقد كُسِر بيتُه وأخذت كتبُه:
لئن كان حمْلُ الفقه ذنباً فإنني ** سأقلعُ خوفَ السجنِ عن ذلك الذنبِ
وإلا فما ذنبُ الفقيه إليكمُ ** فيُرمى بأنواع المذمّة والسبِّ؟
إذا كنتُ في بيتي فريداً عن الورى ** فما ضرَّ أهلَ الأرض رفْضي ولا نصْبي
أوالي رسولَ الله حقاً وصفوة ** وسبطيه والزهراءَ سيدة العربِ
على أنه قد يعلمُ اللهُ أنني ** على حبِّ أصحاب النبيِّ انطوى قلبي
أليس عتيقٌ مؤنسَ الطهر إذ غدا ** إلى الغار لم يَصحبْ سواه من الصحبِ؟
وهاجرَ قبل الناس لا يُنكرونها ** بها جاءت الآثارُ بالنص في الكتبِ
وبالثاني الفاروق أظهرَ دينه ** بمكة لما قام بالمُرْهفِ العضْبِ
وأجهرَ من أمر الصلاة ولم تكن ** لتُجْهرَ في فرضٍ هناكَ ولا ندبِ
وقد فتحَ الأمصارَ ما رُدَّ جيشُه ** وجالتْ خيولُ الله في الشرق والغربِ
وجهَّز جيشَ العُسرة الثالثُ الذي ** تسمّى بذي النورين في طاعة الربِّ
وإنْ شئتَ قدِّمْ حيدراً وجهادَه ** وإطفاه نارَ الشرك بالطعن والضربِ
أخو المصطفى يوم المؤاخاة والذي ** بصارمهِ جلّى العظيمَ من الكربِ
كذاك بقايا آلهِ وصحابهِ ** وأكرِمْ بهم مِنْ خيرِ آلٍ ومِنْ صحبِ
أولئك ساداتي من النّاس كلِّهم ** فسلمهمُ سلمي وحربهمُ حربي
وفي بيعة الرضوان عندي كفايةٌ ** فحسبي بها من رتبةٍ لهمُ حسبي[8]
( • وللعلامة الأديب صفي الدين الحلي: عبد العزيز بن سرايا (ت:749هـ)- وقد وصفه الصفدي بـ: "شاعر عصرنا على الإطلاق":
ولائي لآل المصطفى عقدُ مذهبي ** وقلبيَ من حبِّ الصحابة مُفْعَمُ
وما أنا ممَّن يستجيزُ لحبهم ** مسبةَ أقوامٍ عليهم تقدَّموا
ولكنني أُعطي الفريقين حقَّهم ** وربّي بحال الأفضلية أعلمُ
فمَنْ شاء تعويجي فإنّي معوجٌ ** ومَنْ شاء تقويمي فإنّي مقومُ
وله:
قيل لي: تعشقُ الصحابة طراً ** أم تفردتَ بينهم بفريقِ؟
فوصفتُ الجميعَ وصفاً إذا ضوَّ ** عَ أزرى بكلِّ مسكٍ سحيقِ
قيل: هذي الصفات والكلُّ كالدرْ ** ياق يشفي مِنْ كل داءٍ وثيقِ
فإلى مَنْ تميلُ؟ قلتُ: إلى الأر ** بعِ لا سيَّما إلى الفاروقِ[9]