راحلة عضو
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: ::: العيـــــن الصناعيــــة ... المكفوفون يبصرون من جديد ::: 8/27/2010, 05:04 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا فإن أصدق الحديت كتاب الله تعالى وخير الهدي, هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاللهم أجرنا وقنا عذابها برحمتك يا ارحم الراحميـــــن بسم الله الرحمن الرحيم
إن البصر هو احد أنعم الله الكبرى على الإنسان والتي تتجلى فيها عظمة الخالق وقدرته ، والعين هى النافذة التى نرى العالم من خلالها، والتي تغنى بجمالها الشعراء والرسامون والمطربون وأبدعوا في وصفها ... و يتفق معظم الناس على أن الإبصار هو الحاسة الأهم من بين الحواس الخمس .... تُعَدّ العين بحق من أعجب الأعضاء وأدقها في جسم الإنسان وجميع الكائنات الحية ..... فهي قطعة هندسية عجيبة إلى حد لا يصدق من الممكن إعتبارها كآلة تصوير معقدة التركيب ولكنها في الوقت نفسه فائقة الدقة و الحساسية تتمتع بتكيف ذاتي لحظي ولا تحتاج من صاحبها إلا إلى عناية معتدلة لكي تؤمن خدمة جيدة ومتواصلة مدى الحياة .
يبلغ نصف قطر كرة العين نحو 2.5 سم , كما أنها تتألف من ثلاث طبقات أساسية مرتبة من الخارج نحو الداخل علي النحو الآتي: الصلبة Sclera و المشيمية Choroid و الشبكية; Retina. 1. الصُلبة Sclera , و هي الطبقة الخارجية للعين و تتكون من نسيج ضام قوي غير شفاف لحماية العين , الصُلبة لا تمتص الضوء بل تعكسه و لهذا لونها أبيض. تلف الصُلبة معظم كرة العين إلا الجزء الأمامي الذي هو قرنية العين الشفافة. 2. المشيمية Choroid , و هي الطبقة التي تقع بين صُلبة العين و شبكية العين , و المشيمية تحتوي على شبكة غنية من الأوعية الدموية و وظيفتها الأساسية هي دعم شبكية العين و توفير الغذاء و الأوكسجين لها. المشيمية تغطي ثلثي كرة العين فقط الجزء الخلفي. 3. الشبكية Retina , و هي الطبقة الداخلية للعين و تغطي ثلثي كرة العين من الداخل الجزء الخلفي. الشبكية هي الطبقة التي تحتوي على المُستقبلات الضوئية Photoreceptors و المسؤولة عن البصر , حيث أنها تستقبل الضوء الواقع عليها و تحوله لإشارات كهربائية تنتقل عن طريق الألياف العصبية البصرية و التي تتجمع في القرص البصري Optic Disc أو الذي يُسمى كذلك بالبقعة العمياء (حيث أن القرص البصري لا يحتوي على مستقبلات ضوئية) لتكوين العصب البصري.و تحوي الشبكية على النُقرة Fovea و هي عبارة عن بقعة مقعرة في الشبكية تحتوي على كميات كبيرة من المُستقبلات الضوئية و تستخدمها العين للبصر الحاد , أي بأن العين تلتف ليقع الضوء على هذه البقعة.
يملأ كرة العين الجسم الزجاجي Viterous Body و هو عبارة عن جسم هلامي شفاف يُحافظ على كرويتها.و يتصل من الأمام بالجسم الهدبي Ciliary Body و هو عبارة عن عضلات تتحكم في شكل عدسة العين بحيث إذا تقلصت يقل تحدب العدسة و إذا ارتخت يزيد تحدب العدسة و هذه العملية هي التي تُركز الضوء على الشبكية للإبصار على حسب بعد الجسم عن العين. أمام عدسة العين تكون القزحية Iris و هي التي تُعطي العين لونها , و تتكون القزحية من عضلات دائرية و عضلات شعاعية و في الوسط الفتحة التي تُسمى بؤبؤ العين (حدقة العين) Pupil , العضلات الدائرية تضيق بؤبؤ العين و الشعاعية تُوسع بؤبؤ العين حسب كمية الضوء , ففي الظلام يتوسع بؤبؤ العين للسماح لأكبر كمية من الضوء الدخول للعين لتسهيل الرؤية , و عندما يكون الضوء ساطع يتضيق بؤبؤ العين لتكون الرؤية واضحة و ليست مشوشة.
بعد القزحية و في مقدمة العين تكون القرنية Cornea و هي شفافة و لا تحتوى على أوعية دموية حيث أنها تأخذ ما تحتاجه من الأكسوجين مباشرة من الهواء و الغذاء عن طريق الترشيح من الخلط المائي Aqueous Humour , و هو المحلول الذي يملأ الغرفة الأمامية و الغرفة الخلفية. الغرفة الأمامية Anterior Chamber هي الفراغ الواقع بين القرنية و القزحية و الغرفية الخلفية Posterior Chamber هي الفراغ الواقع بين عدسة العين و القزحية. يملأ الخلط المائي هاتين الغرفتين و يتركهما عن طريق قناة شليم Schlemm Canal التي تقع في الزاوية بين القرنية و القزحية في الغرفة الأمامية. الخلط المائي هو المسؤول عن ضغط العين Intraocular Pressure , فإذا تجمع و لم يستطع الخروج لسبب ما يؤدي ذلك إلى إرتفاع ضغط العين و المرض المعروف بالماء الأزرق Glaucoma.
النظام الدمعي Lacrimal Apparatus يتكون من الغدة الدمعية Lacrimal Gland التي تقع في الجزء العلوي الأمامي الخارجي لحجر العين و تصب الدموع عبر قنوات دمعية على ملتحمة العين Conjunctiva و بعدها تنتقل الدموع إلى زاوية العين الداخلية لتنتقل عبر القُنيات الدمعية Lacrimal Canaliculi إلى الكيس الدمعي Lacrimal Sac و الذي يحبس الدموع من أن تنزل دفعة واحدة لتجويف الأنف. بعدها تنتقل عن طريق القناة الأنفية الدمعية Nasolacrimal Duct لتصب في تجويف الأنف عبر فتحتها في النُقرة الأنفية السُفلى.
العضلات التي تُحرك العين هي : • العضلة المستقيمة الوحشية (الجانبية) Lateral Rectus Muscle و هي تلف العين للخارج اي النظر للجانب الخارجي (طرف العين). • العضلة المستقيمة الإنسية (الداخلية) Medial Rectus Muscle و هي تلف العين إلى الداخل للنظر صوب الأنف. • العضلة المستقيمة العلوية Superior Rectus Muscle و هي تلف العين للنظر للأعلى و للداخل. • العضلة المستقيمة السفلية Inferior Rectus Muscle و هي تلف العين للنظر للأسفل و للداخل. • العضلة المائلة العلوية Superior Oblique Muscle و هي تلف العين للنظر للأسفل و للخارج. • العضلة المائلة السفلية Inferior Oblique Muscle و هي تلف العين للنظر للأعلى و للخارج.
نستعمل أعيننا في هذه الأيام أكثر من استعمال أسلافنا لها , فنحن نقود سيارات ونواجه التلفاز ساعات طوال , ونقرأ كتبا وصحفا , ونشاهد (أفلاما). وعلي الرغم من هذا الاستخدام المكثف يبدو بصرنا قادراً على مواجهة كل هذه المتطلبات دون إجهاد مفرط.
وتصيب العين (بأجزاها المختلفة) جملة من الأمراض العضوية والوظيفية نتيجة للأستخدام المفرط لها مع التقدم الحاصل في وسائل الحياة و متطلباتها العصرية هذا بالإضافة إلى اهمالها وقلة العناية بها مما يؤدي إلى اضطراب واعتلال الوظيفة البصرية للإنسان كما في حالات قصر البصر Myopia وطول البصر Hyperopia واللابؤرية Astigmatism والماء الأبيض اوالساد Cataract والماء الأزرق Glucoma ...وأهم تلك الأمراض وأخطرها هو ما يصيب شبكية العين مما سيؤدي إلى فقدان البصر أو العمى Blindness كما في حالة تحلل الشبكية Macular degeneration أو في حالة التنكس البقعي Retinal Pigmentosa حيث ترتبط هذه الحالة المرضية عموماً بالعمر وهي تصيب عادة الاشخاص الكبار في السن ، رغم وجود شكل يافعي لها .ينشأ التنكس البقعي نتيجة تردّي الخلايا المخروطية الحساسة للضوء التي توجد في الباحة البقعية للشبكية ، والبقعة macula هي موقع الرؤية على الشبكية الاكثر حساسية بالنسبة للتفاصيل و الالوان فيكون هناك فقد تدريجي لتفاصيل الرؤية و لمجال الرؤية المركزية ومن ثم ينتهي إلى العمى الدائم.
من الممكن جداً معالجة بعض تلك الحالات المرضية خصوصاً ما يتعلق منها بكرة العين ( قصر وطول البصر واللابؤرية ) عن طريق إستخدام النظارات الطبية Eye Glasses الملائمة .... كما من الممكن إستخدام الأساليب الجراحية (التقليدية منها أو الحديثة كالليزر) في معالجة حالات أخرى قد تصيب عدسة العين كما في الساد و الماء الأزرق ... ولكن كما ذكرنا المهمة تزداد صعوبة عند إصابة الشبكية وفقدان حاسة الأبصار.. العمى وهي حالة تصيب أكثر من 35 مليون إنسان في العالم.
ولكن .... كأمل جديد لهولاء الملايين من الذين فقدوا نعمة الإبصار إضافة لعوائلهم و محبيهم ... فلقد تم تصميم و تطوير جهاز خاص ( العين الصناعية – Bionic Eye ( يساعد المكفوفين على الإبصار بصورة جزئية ، وذلك من خلال تثبيته في شبكية العين بحيث سيمثل هذا الجهاز جزء من شبكية صناعية ذكية ترتبط بالمخ والجهاز العصبي لإعادة النظر الذي فقد بسبب المرض أو الإصابة. أن هذه العين الصناعية عبارة عن رقاقة ذكية من السيليكون Microchip يصل طول هذه الرقاقة إلى 2.5ملم وسمكها أقل من قطر الشعرة وتحتوي هذه الرقاقة أو الشبكية الصناعية على ما يقرب من 35000 من الأقطاب الكهربائية الدقيقة (خلايا كهروضوئية) والتي تحول الصور القادمة من الكاميرا Camera ، الموجودة ضمن نظارات يرتديها الكفيف ، إلى نبضات كهربائية ثم تنتقل لا سلكياً إلى جهاز استقبال موجود تحت العين مباشرة ، وبدوره يغذي بها الأقطاب الكهربائية Electrodes Array ، وهذه النبضات تقوم باستثارة الخلايا السليمة المتبقية بالشبكية (على غرار زرع القوقعة لعلاج الصمم ) التي تحول هذه النبضات إلى إشارات مرئية تتم معالجتها ( (Rectified + Amplified + Filtered … ، كما يحدث أثناء عملية الرؤية الطبيعية، ثم يتم نقل هذه الإشارات إلى المخ عبر العصب البصري ، وتحتاج الرقيقة إلى الضوء المحيط لتشغيلها، نظرًا لأنها لا تحتوي على بطارية أو أسلاك.
أن هذه الشبكية الصناعية Artificial Retina ستقوم محل المستقبلات الضوئية المصابة ( Rod and Cones ) بالشبكية وهي المسئولة عن عملية الإبصار؛ حيث تقوم هذه المستقبلات بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية داخل الشبكية التي يستقبلها المخ عن طريق العصب البصريOptic Nerve حيث يتم ترجمتها إلى الصور والأشكال ليتم تمييزها عبر الرؤية الطبيعية.
تقوم فكرة عملية زرع الشبكية الصناعية على وضع رقيقة السيليكون في الجزء الجانبي من الشبكية بواسطة الجراحة الميكروسكوبية حيث تبدأ بعمل ثلاث فتحات صغيرة في الجزء الأبيض من العين، وهي فتحات لا تزيد في قطرها عن قطر الإبرة ، ويتم شفط السائل المائي عن طريق هذه الفتحات ويحل محله محلول ملحي.
ثم يتم عمل فتحة مثل رأس الدبوس في الشبكية ، وعن طريقها يتم حقن سائل خاص لكي يرفع قليلاً جزءاً من الغشاء بعيدًا عن مؤخرة العين مما يؤدي إلى عمل جيب صغير في الفراغ أسفل الشبكية، والذي يتم فيه زرع الشبكية الصناعية ، وبعد هذا يتم إعادة الشبكية لوضعها الطبيعي عن طريق حقن هواء داخل الشبكية كي تغطي تمامًا الشريحة ، وفي خلال يوم أو يومين يتم امتصاص فقاعات الهواء عن طريق السائل المائي للعين.
أن مثل هذا النوع من الإبصار الصناعي (الإلكتروني) سوف يختلف بعض الشئ عن الإبصار الحقيقي ، فلن يستطيع هؤلاء الذين فقدوا حاسة الإبصار أن يبصروا مثل نظرائهم الأصحاء بشكل كامل ، بل سيكون هذا أشبه برؤية أجسام سوداء على خلفية بيضاء مما سيصعب عليهم تمييز بعض التفاصيل الدقيقة .... ولكنها على الأقل ستوفر لهم القدرة على رؤية الضوء والحركات وتشكل خطوة أولى سوف تليها خطوات كثيرة مستقبلية بهدف الوصول إلى وسيلة تساعد هؤلاء الأشخاص على الرؤية بشكل طبيعي من جديد ....
فتبارك الله أحسن الخالقين، وسبحان الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وصدق الله تعالى: (وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً). | |
|
جمال1982 مراقب عام
تاريخ التسجيل : 22/05/2010 العمر : 45
بطاقة الشخصية المجلة: 50
| موضوع: رد: ::: العيـــــن الصناعيــــة ... المكفوفون يبصرون من جديد ::: 8/27/2010, 05:16 | |
| تسلمي تولين على الموضوع العلمي الرائع
دمت ودامت السعادة نورك | |
|
راحلة عضو
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: ::: العيـــــن الصناعيــــة ... المكفوفون يبصرون من جديد ::: 8/27/2010, 05:18 | |
| اهلا بك جمال نورت الموضوع | |
|