رهوة آل صميد تكتسي حلة خضراء وتشتكي عقوق أبنائها

رهوة آل صميد تكتسي حلة خضراء وتشتكي عقوق أبنائها

هناك بين أحضان جبال تهامة تجلس تلك الأميرة الساحرة على عرشها ، يمتلئ فضاؤها بألحان طيورها و مواويل نسماتها .

وتستقبل أمطار السماء فاتحة ذراعيها بكل الحب لتخرج به بإذن ربها حب ونباتا وجنات ألفافا . انها قرية رهوة آل صميد بتهامة بني شهر ، كانت ولا تزال ساحرة بهية ، شاهدة على زمن جميل كان يحمل في زواياه أجمل اللحظات و أروع الذكريات .

ففي كل موقع منها هناك ألف حكاية وحكاية ، وفي كل مشهد ألف قصة ورواية ، نسجت أجمل السجايا في من كانوا يسكونوها ، وطبعت في قلوبهم الشجاعة والكرم وطيب الخصال ، تعلموا منها معنى الصبر والجلد ، والسعي لطلب الرزق و الحياة الكريمة ، نشأ فيها الأجداد ، فتوارث منهم الأحفاد الحنين والشوق لتلك الأرض .

في كل سنة تستعد رهوة آل صميد للقاء أحبابها شوقا لفروع كانت لهم الأصل ، وحبا لامتداد لأهلها الذين سكنوها وتعلقوا بها ، فتتزين بثوبها الأخضر ، وتكتحل صخورها بلونها الأزرق الداكن ، فرحا بمن تذكروها ، فكان حقا عليهم زيارتها برا و وفاء لها .

ولكنهم لم يلاحظوا في تفاصيل أرضها قناعة بعقوقهم لها ، ويقيناً بتقصيرهم في حقها ، فالوصل بها مقطوع ، والطريق إليها صعبة الوصول ، والشوق لها في كل عام تمحوه الحياة بشغلها فيقل ولا يزيد.

ومع كل هذا العقوق فإن رهوة آل صميد تظل صامدة كما أرضعت أهلها الصمود ، تصارع من أجل البقاء ، فتحتفل كل مساء بسطوع برق سمائها معلنة قدوم الرحمة وهطول البركة لمن غضوا الطرف عنها ، وتناسوا فضلها .

اعداد واخراج المصور الفوتوغرافي أحمد داحش الشهري ـ الرياض

رهوة آل صميد تكتسي حلة خضراء وتشتكي عقوق أبنائها 05232d84c57270