المقال الثالث
يقوم الحليب بتزويد الطفل بجمع إحتاجاته الغذائيه لإحتوائه على المكونات التاليه:-
1-الماء :
يتكون حليب الأم من 88% من الماء .
2-السعرات الحراريه (calories):
يحتوي كل 28.5 ملليتر من حليب الأم على سعرات حراريه تقدر بِ 20 سعراً حرارياً .
3-البروتينات (proteins):
تبلغ نسبة البروتينات في حليب الأم من (1 - 1.5%) تكون موزعه كالتالي:- 30% ألفا لاكتالبيومين (-lactalbumine) 10-20% لاكتوفرين (lctoferrin protein)، 40% كازيين (casein) و 10% من البروتينات التي تكون على شكل أجسام مضاده من نوع أ (IgA) بالإضافه إلى بروتينات أخرى مناعيه مثل (IgM,IgG)، و أنزيمات اللايزوزايم (lysozyme) و أنزيمات أخرى، بالإضافه إلى بروتين الألبيومين (Albumin) و بروتينات لها خاصية الأرتباط بمواد معينه مثل البروتينات التي ترتبط بفيتامين ب 12
(vitamin - B12 binding protein)، و البروتين الذي يرتبط بالكورتيزون (corticosterone - binding proteins)، البروتين الذي يرتبط بحمض الفوليت (folate - binding protein)، و الهرمونات البروتينيه كهرمون البرولاكتين هذا بالإضافه إلى أنه أكثر من 30 أنزيم تم الكشف عنها في حليب الأم .
خصائص بروتينات الأم :-
1 - بروتين الكازيين : يكون هذا البروتين 20% من حليب الأم و هو يوجد على عدة أشكال هي ألفا و بيتا (-) تنتهي بمجموعة الكاربوكسيبل والفوسفيت السالبة و التي تتحد مع عنصر الكالسيوم، و هناك شكل آخر هو (K - casein) و لكن لم يحدد بعد و جوده في حليب الأم .
2 - بروتين لاكتوفرين (lactoferrin) : أحياناً يسمى بروتين الحليب الأحمر أو البروتين الناقل لعنصر الحديد (lactotransferrin) لإنه له القدره على الإرتباط بعنصر الحديد، و بالتالي يحد من تواجد الحديد الحر في الحليب مما يؤدي إلى وقف نمو وقتل البكتيريا التي تحتاجه في عملياتها الحيويه .
3 - ألفا لاكتالبيومين (-lactalbumine): يبدو أن هذا البروتين مشتق من اللالسيوزايم، و هو يخدم كعامل مساعد في تصنيع سكر اللاكتوز .
4 - IgA : هذا البروتين يوجد بتركيز عالٍ في الأسابيع الأولى من الولادة ثم ينخفض تدريجاً إلى 2 مليغرام/ملليتر في الحليب العادي .
4-الكربوهيدرات:
يعتبر اللاكتوز هو سكر الحليب و يوجد بنسبة 6.5-7% حيث يعتبر مصدراً من مصادر الطاقه، و إضافة إلى كونه مصدراً للسكر الأحادي - جالاكتوز- الذي يلعب دوراً مهماً في نمو الجهاز العصبي حيث يكون الجالاكتوز على هيئة (galactolipids) أي أنه مرتبط مع المواد الدهنيه، إضافه إلى أنه عامل مساعد في نمو البكتيريا الطبيعيه في أمعاء الطفل .
و سكر اللاكتوز هو سكر ثنائي (disaccharide)، أقل حلاوة من السكاكر الأخرى، و ربما في ذلك فائده للطفل تكمن في التحكم بالشهيه و تطور حاسة الذوق بشكل سليم لديه .
يتم تصنيع سكر اللاكتوز في الغدد الحليبيه في الثدي عن طريق السكر الأحادي الجالاكتوز و الجلوكوز عن طريق الأنزيم المصنِّع لللاكتوز (lactose synthase) بعمليات معقدّه نوردها في المخطط التالي :-
يتم إستقلاب سكر اللاكتوز في أمعاء الطفل عن طريق الأنزيم المفكك للسكر و المعروف بإسم (-Galactoside linkage) حيث يحوله إلى السكاكر الأحادية الجلاكتوز و الجلوكوز كما في الشكل التالي :-
حيث يكون من السهل إمتصاص السكاكر الأحاديه المتكونه، إلا أنه في بعض الأحيان يكون هناك نقص في كمية هذا الأنزيم (Lactase) في أغشية الامعاء الدقيقه مما يؤدي إلى تجمع سكر اللاكتوز في الأمعاء حيث تمر إلى القولون دون إمتصاص ساحبةً معها كمية من الماء مما يسبب حدوث الإسهالات و الآلام المعوية نتجة حدوث عملية التخمر (fermentation) لسكر اللاكتوز في منطقة القولون .
أن عدم قابلية تحمل اللاكتوز (lactose intolerance) يمكن الكشف عنها بطريقتين :-
الطريقه الأولى : بواسطة قياس كمية غاز الهيدروجين الناتج عن عملية التخمر لسكر اللاكتوز في القولون و يتم ذلك بإعطاء 50 غرام من اللاكتوز عن طريق الفم وقياس نسبة الهيدروجين الناتج عن عملية التنفس ، إن كمية الهيدروجين في الزفير تتناسب تناسب طردي مع كمية اللاكتوز غير الممتصه عن طريق الأمعاء الدقيقه و ذلك في حالة وجود نقص في الأنزيم المفكك لهذا السكر.
الطريقه الثانية : عن طريق قياس تركيز الجلوكوز في الدم بعد إعطاء 50 غرام من سكر اللاكتوز، فإذا لم يكن هناك زيادة في نسبة الجلوكوز بعد أخذ الكميه من اللاكتوز فهذا يدل على نقص في الأنزيم المفكك في الأمعاء الدقيقة تسمى هذه الطريقة بطريقة تحمل اللاكتوز (lactose tolerance test).
5-الدهنيات (Fats):
توجد الدهنيات على شكل استرات الأحماض الدهنيه ((esters of fatty acids، إن كمية الدهنيات تختلف بإختلاف الأغذيه التي تتناولها الأم المرضع، و تعتبر الدهنيات هي الأكثر إختلافاً في الكميه من وقت لآخر من بين المكونات الأخرى، هذا الإختلاف يتبعه إختلافاً في المواد الذائبه في الدهنيات مثل فيتامين ( د ) (vit D) ولكن تبقى نسبة الدهنيات في الحليب تقرب من 3.5% .
تتواجد الأحماض الدهنيه على شكلين من الناحيه الكيميائيه، مشبعه و أخرى غير مشبعه بنسبة 47% و 53% على التوالي من هذه الدهنيات مثلاً حمض البالمتيك (palmitic acid) و حمض أوليك
(oleic acid) وغيرها، و تكون جميعها سهلة الهضم سريعة الإمتصاص، بعكس الأحماض الدهنيه الموجوده في حليب البقر -مثلاً- و التي تكون صعبة الهضم كما هو الحال في حمض البالمتيك الذي يختلف كيميائياً عن حمض البالمتيك الموجود في حليب الأم فهو يبقى في الأمعاء لأنه يرتبط بعنصر الكالسيوم مكوناً صابون الكالسيوم مما ينتج عن ذلك فقدان الكالسيوم لدى الطفل والحمض نفسه مسبباً مشاكل صحية مختلفة للطفل .
و بشكل عام فإنه يبدو أن المواد الدهنية الموجودة في حليب الأم تكون أكثر قابليه للهضم ومن ثم الإمتصاص من تلك الموجودة في باقي الثدييات .
6-الفيتامينات (Vitamins) :
إن العلامة الأولى للتعرف على الفيتامينات و أهميتها كضرورات غذائيه يعود تاريخها إلى العام 1881م عندما أثبت لونين (Lunin) عدم مقدرة الفئران على العيش على أغذيه محتويه فقط على البروتينات و الكربوهيدرات والدهون والأملاح اللاعضوية، إلا أنها تنمو بشكل طبيعي عند إضافة الحليب، و قد أستنتج لونين بأن الحليب يحتوي على مادة أساسية للحياة و النمو وتعرف الآن باسم الفيتامينات .
ومن الإكتشافات الأخرى الهامه التي دلت على التعرف بالفيتامينات هي التجربه التي قام بها أجكمان عام 1897م (Eijkman, 1897) و هي تقديم الأرز المقشور كغذاء للدجاج، و بعد فترة ظهرت عليها أعراض لمرض البري بري (Beriberi) و قد عولج هذا المرض بتغذية الدجاج على الأرز غير المقَشَّر مما دل فيما بعد على أن قشرة الأرز تحتوي على فيتامين ب، و الذي يسمى أيضاً بالثيامين و الأنيورين (Thiamine,aneurin) .
و لا ننسى إصابة البحارة الذين يسافرون مسافات طويلة عبر البحار بمرض الإسقربوط (Scurvy) و الذي عرف فيما بعد أن سببه هو نقص في فيتامين c .
و قد وضع العلماء عدة تعاريف لهذه المركبات، فمنهم على سبيل المثال هوبكنز (Hopkins) عام 1906م بعدما أكّد إكتشافات لونين و إقترح بأن يشار إلى هذه العناصر الغذائية الأساسية "بأنها عوامل الغذاء الإضافية"
(Accessory Food Factors) .
و جاء العالم فونك (Funk) ليؤكد عمل أجكمان عام 1911 الذي عزل من قشور الرز جزءً متبلوراً يعالج البري بري (فيتامين ب)، ولكون الخواص الكيماويه لهذا الجزء شبيهه بالأمين فقد إقترح تسمية المادة (Vitamine) و هي كلمه لاتينيه مشتقه من vit و تعني مهمه للحياه و -amine و هي المركبات الأمينيه " أي المركبات الأمينيه المهمه للحياة " إلا أنه في أوائل العشرينات وبعد إكتشاف كثير من الفيتامينات وجد أن بعضها لايحتوي على مجموعة الأمين ولهذا حذف الحرف الأخير من الكلمه لتصبح (Vitamin) .
ولذلك تعرف الفيتامينات بأنها مركبات كيماويه مختلفة التعقيد و التي لا يستطيع الكائن الحي تصنيعها بل يجب أن تضاف إلى غذائه علماً بأن الكائن الحي يحتاج إلى هذه المركبات بكميات صغيره جداً إبتداءً من المايكروغرام إلى المليغرام، و في بعض الأحيان الكائن الحي قادر على تصنيعها و لكن ليست بكميات كافيه حتى تلبي متطلباته و يوجد هناك إختلاف كبير في مقدرة الكائنات الحيه فيما بينها على تصنيع مثل هذه الفيتامينات مما يدل على أن الفيتامين الذي يحتاجه كائن حي لا يناسب كائن حي آخر .
و من هنا و حتى نطلق على ماده ما بأنها فيتامين يجب أن تحقق الشروط التاليه:- (14)
1- يجب أن تختلف كيميائياً عن المواد الغذائيه الثلاث الرئيسية و هي الدهنيات والكربوهيدرات و البروتينات .
2- يحتاجها الكائن الحي بكميات قليله جداً في غذائه .
3- نقصها يؤدي إلى أعراض سريريه لمرض معين خاص بها .
و تقسم الفيتامينات إلى مجموعتين رئيسيتين هما:-
أ - الفيتامينات الذائبه في الماء، و تشمل مختلف أنواع فيتامينات ب و فيتامين (C)، (Ascirbic acid) و البانتوثينيك (Pantothenic acid) و غيرها وهي متوفرة في حليب الأم .
ب- الفيتامينات الذائبه في الدهن:- وهي نوع K,E,D,A جميع هذه الفيتامينات يحصل عليها الطفل من حليب أمه بكميات معقوله و مناسبه لمتطلباته البنائيه و الأستقلابيه.
فيتامين د (Vitamin D):
لقد عزى العلماء ظهور حالات الكزاح (Rickets) التي تصيب بعض الأطفال الرضع إلى نقص في فيتامين د في حليب الأم و لذلك كان ينصح بإعطاء الأطفال الرضع 4 وحدات عالميه من فيتامين د يومياً، وظل الأعتقاد سائداً في أن حليب الأم لا يزود الطفل بهذا الفيتامين بالكميه الكافيه لأن كميته كانت تقاس في الوسط الدهني فقط ذلك أن هذا الفيتامين هو أحد الفيتاميننات الذائبه في الدهن إلا أن جاءت الدراسات الحديثه لتظهر لنا أن هناك جزءاً آخراً مذاباً في الوسط المائي على هيئة أملاح الكبريتات (Vitamin D sulfate) .(12,6 )
وعلى هذا يمكن أن نفسر ظهور حالات الكزاح بما يلي:-
1- قلنا إن المواد الدهنيه هي الأكثر تغيراً في الكمية من بين مكونات الحليب الأخرى، يتبع ذلك تغير في كميات المواد الذائبه في الوسط الدهني و من بينها فيتامين د هذا التغير يعتمد على تغذية الأم المرضع من ناحية كمية ونوع الغذاء و خاصة المحتوية على هذا الفيتامين .
2- عدم تعرض الطفل الرضيع لأشعة الشمس بشكل كافٍ .
فيتامين أ (Vitamin A):
يحتوي حليب الأم على كميات كافيه من فيتامين (A) والمادة التي تعطي هذا الفيتامين و التي تسمى (-Carotene) وهي المسؤوله عن إعطاء اللون الليموني الأصفر لحليب اللبأ .
يلعب فيتامين أ دوراً هاماً في الإبصار، حيث يكون مسؤولاً عن تصنيع بروتين الخضاب البصري - رودوبسين (Rhodopsin)، ولهذا فإنه يمنع الإصابه بما يسمى العمى الليلي و هو ضعف التأقلم للضوء الشاحب بعد التعرض للضوء الساطع .
فيتامين E:
يعتبر حليب اللبأ و الحليب المتأخر غنياً بهذا الفيتامين، و لذلك تعتبر الرضاعة عاملاً مهماً في منع حدوث الأنيما المتكسرة (Hemolytic anemia)، يوجد هذا الفيتامين على عدة صور و هي ألفا ، بيتا ، جاما و دلتا
(,, and ) إلا أن الأكثر تواجداً و الأكثر نشاطاً بيولوجياً هو نوع ألفا .
تكمن أهمية هذا الفيتامين بتأثيره المضاد لأكسدة الدهنيات و فيتامين (A) وحماية خلايا الدم الحمراء من التحليل الدموي (Hemolysis).
فيتامين K:
يعرف أيضاً بالفيتامين المضاد للنزف (anti-hemorrhagic)، و ذلك لكونه يساعد على تخثر الدم. يوجد فيتامين K في الطبيعه على شكلين هما K1، K2 وكليهما يمنعان الإصابه بالنزف حيث يقومان بتحفيز الكبد على صناعة العامل الثاني لتخثر الدم (البروثرومين). و تكون البكتيريا المعويه قادرة على إنتاج فيتامين K وتعتبر البكتيريا المعويه من أحد المصادر الأساسيه لهذا الفيتامين .
يتوقف إمتصاص فيتامين k على وجود الأملاح الصفراويه
(Bile Acids) في الجزء العلوي من القناة المعويه، و لذلك فإن أي مرض أو ضرر يعيق إنسياب الأملاح الصفراويه فإن ذلك يقلل من فيتامين K الممتص وبالتالي يزيد من زمن التخثر ، أضف إلى ذلك إستعمال المضادات الحيويه التي من شأنها قتل البكتيريا المعوية و بالتالي قلة كمية فيتامين K مما يتبع ذلك زيادة زمن تخثر الدم .
أما بالنسبة للفيتامينات الذائبه في الماء فتختلف في كمياتها بإختلاف الوضع الغذائي للأم المرضع، فمستوى الثايمين يظل في إزدياد مستمر ليبلغ ذروته في الشهر الثاني أو الثالث من الرضاعه، فيتامين ب2 أيضاً يستمر في الإزدياد حتى العشر أيام الأولى بعد ذلك تبقى كميته ثابته طوال فترة الرضاعه، حامض الفوليك (folic acid) يبقى ثابتاً في كميته مادامت الرضاعه مستمره. فيتامين ب6 يزيد زياده كبيره من اليوم الثاني إلى الأسبوع الثاني، لكن بعد ثلاثة أسابيع تبقى كميته ثابته تقريباً مقارنةً بفيتامين ب12 الذي يتراوح مستواه في ال 48 ساعه الأولى من 40 - 1308 نانوغرام لكل 100 ملليتر من الحليب (بقيمه وسطيه 202 نانوغرام لكل 100 ملليتر) تنزل هذه القيمه إلى معدل
(34 نانوغرام / 100 ملليتر) في اليوم الثالث إلى اليوم السابع، بعد حوالي 3 أسابيع تصبح كمية فيتامين ب12 (26 نانوغرام / 100 ملليتر) وتبقى ثابته .
كمية فيتامين C تكون متساويه في حليب اللبأ و في الحليب العادي و لكن هناك زيادة خفيفه في المرحله الإنتقاليه من 6 إلى 10 أيام، وتكون نسبته هذا الفيتامين من 3 - 5.5 مليغرام لكل ملليتر عند أم مرضع عند تناولها أغذيه كافيه و خصوصاً الفواكه و الحمضيات الطازجه .
7-الكوليستيرول (Cholesterol):
يتبع الكوليسترول لمجموعة الستيرولات (Sterols ) و هي عباره عن كحولات عاليه الأوزان الجزئيه تحتوي على حلقة الكولين (cholane) و هي حلقه سايكلو بنتانو-بيرهيدروفينانثرين (Cyclopentano perhydro phenanthrene ring)، ويأخذ الكوليسترول الشكل الكيميائي التالي:-
و مجموعة السيترولات غير ذائبه في الماء و إنما تكون ذائبه في الدهون و مذيبات الدهون المألوفه، و توجد في دهون النباتات و الحيوانات .
و السيترول الأكثر شيوعاً في الحيوانات هو الكوليسترول إذ يوجد في الخلايا الحيوانيه وله عدة وظائف حيويه فهو يزيد من نشاط فيتامين D عن طريق تحول الكوليسترول إلى مادة 7-ديهيدروكوليسترول
(7- Dehydrocholesterol) حيث تتحول هذه الماده إلى صور الفيتامين D وهي (D3,D2)، كما أن الكوليسترول يعتبر من مكونات أغشية الخلايا ويساهم في التفاعلات الحيويه التي تحدث هناك .
كما أن للكوليسترول دوراً هاماً في تصنيع الأملاح الصفراوية و هرمونات الغده الكظريه القشريه (cortex adrenal gland) و التي لها أهمية في تطور الصفات الجنسيه الثانويه الذكريه و الأنثويه، كما أن له دوراً في تكوين أنسجة الأعصاب .
يحتوي حليب ألأم على الكوليسترول حيث يبلغ تركيزه
(27 مليغرام/100ملليتر) في حليب اللبأ و 16 مليغرام/100مليليتر في الحليب العادي. و قد دلت التجارب على أن هذه الكميه تبقى ثابته في حليب الأم بغض النظر عن تحكم الأم بوجباتها الغذائيه و مراقبة كميته في بلازما دمها .
و لقد ظهرت هناك مبادرة -من الدراسات الحديثه - تقترح بإعطاء الطفل كميه من الكوليسترول إضافه إلى الكميه الموجوده في الحليب، لتشجيع الطرق الإستقلابيه للكوليسترول حتى يستطيع الطفل في حياته المستقبلية التعامل مع الكوليسترول و بالتالي التحكم في كميته في الدم، و لكن الدراسات حول هذا الموضوع كانت نتائجها متناقضه فتلك التي أجريت على حيوانات التجارب كان بعضها مشجعاً من حيث قلة نشاط الأنزيم المسؤول عن تصنيع الكوليسترول وزيادة نشاط الأنزيم المسؤول عن تحطمه في كبار الفئران بعد إعطائهم وجبات غذائيه غنيه بالكوليسترول في صغرهم إلا أن الدراسات التي أجريت على الخنازير (guinea pig)، و الأرانب (Rabbit) لم تكشف وجود إختلافات تذكر في تركيز الكوليسترول لدى الصغار عندما أعطوا كميات كبيره، وبين تركيزه في كبرهم (19) .
في حين أن الدراسات التي أجريت على الإنسان فشلت في دعم هذه المبادرة لعدم وجود أي تأثير يذكر على التغذيه المبكره و المحتويه على كميات عاليه من الكوليسترول و مستوى الكوليسترول في الدم مع تقدم العمر (19) .
8-الأحماض الأمينيه (Amino acids): الحوامض الأمينيه عباره عن مركبات الكاربون السلسليه تحوي مجاميع الكاربوكسيل (-COOH) و الأمين (-NH2)، وتركيب الحامض الأميني النموذجي هو كما في الصيغه الكيميائيه الموضحه تالياً:- حيث تمثل "R" المجموعة النموذجية الخاصة بكل حمض أميني. وتكمن أهمية الأحماض الأمينيه في تكوين البروتينات حيث ترتبط الحوامض الأمينيه مع بعضها البعض بروابط تسمى الروابط الببتيديه (Peptide Bonds) حيث تتم هذه الرابطه بين مجموعة الكاربوكسيل لحامض أميني و مجموعة الأمين للحامض الآخر كما توضحه الصيغه التاليه :-
و البروتينات -كما قلنا - تعد من المكونات الأساسيه لكل خليه حيه يستفاد منها في تكوين و تجديد الأنسجه، و تعمل بروتينات متخصصه معينه كأنزيمات و بعضها كأجسام مضادة، بينما يخدم البعض الآخر بالنهوض بوظائف لا غنى عنها في تنظيم الاستقلاب (Metrobolism) و العمليات التقلصية، وعموماً تتعلق البروتينات فعلياً بجميع النشاطات الفسيولوجيه .
إضافه إلى دور الأحماض الأمينيه كمكونات للبروتينات، و كمصدر أساسي لتزويد الجسم بعنصر النيتروجين بقصد عمليات البناء - فإنها توجد في عدد من المركبات غير البروتينيه، فعلى سبيل المثال - يدخل الحامض الأميني الجلايسين (Glycine) في الجزء البورفيريني (Prophyrine) من الهيموجلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء و المسؤول عن تبادل غاز الأكسجين و ثاني أكسيد الكربون، و تزويد الأنسجه بالأكسجين، كما يوجد في الجزء البورفوريني من السايتوكرومات (Cytochromes) وهي عباره عن مجموعه من الأنزيمات المغلفه بغشاء حيوي، تقوم بتحطيم المواد الكيماويه الغريبة -كالأدويه و المركبات العضوية الأخرى- و تحويلها إلى مواد غير سامه يتم طرحها و التخلص منها من قبل الجسم، و يكون الموطن الأساسي لهذه الأنزيمات هو الكبد .
و للأحماض الأمينيه دور مهم في تكوين بعض الهرمونات كهرمون الأدرينالين (Adrenaline) و الثايروكسين (Thyroxine) من الحمض الأميني الثيروسين (Tyrosine) و كذلك هرمونات الفص الخلفي من الغده النخاميه كالفاسوبروسين - الهرمون المضاد للادرار البولي - (Vasopressine) أو (ADH) و الاكسيتوسين، هذا ويتم تخليق النيوكليوتيدات (Neuclutides) من الأحماض الأمينيه كالجلايسين و الاسباراجين والجلوتامين، إضافه إلى ذلك، فإن بعض الأحماض الأمينيه تعتبر من الرسائل العصبيه (كالجلايسين)، و أخرى مهمه في عمليات نمو الدماغ كالتايرين (Taurine) .
إن الأتجاهات الحديثه التي إهتمت بمقادير الحوامض الأمينيه في كلً من حليب الأم و حليب البقر، دلت على أن حليب الأم غني بمختلف الحوامض الأمينيه كالسستين و الثايرين كما أنه يحتوي على كميات قليلة من الحوامض الأمينيه ذات الحلقات الاروماتيه مثل الفنل آلانين (Phenyl alanine) والثايروسين (Tyrosine) وذلك للحد من إرتفاع نسبة مثل هذه الحوامض في دم الطفل الرضيع الذي لم تكتمل فيه المسارات الإستقلابيه بشكلها التام .
إن كميات الحوامض الأمينيه في حليب الأم تزداد في بداية الرضاعه تبعاً لزيادة البروتينات و تنخفض بعد ذلك جنباً إلى جنب مع نقصان البروتينات.
ومن الحوامض ذات الأهمية العالية -على سبيل المثال لا الحصر- هو الثايرين الذي يعتبر مهماً للطفل الرضيع وهو يوجد بكمية كبيرة نسبياً في حليب الأم إذا ما قورنت بباقي الحوامض الأمينيه فالثايرين موجود بكميات كبيرة في الجهاز العصبي لكثير من الثديات وهو مهم في تنظيم وظائف الدماغ، و تشير الدراسات الحديثه إلى أن هذا الحمض الأميني يشابه في عمله عمل الأحماض الأمينيه التي لها فعل تثبيط الجهاز العصبي عن طريق نقلها للسيالات العصبيه المثبطه، و هذه الحوامض الأمينيه مثل حامض (GABA) (Gamma-aminobutyric acid) و الجلايسين (Glycine) ولذلك يعتبر التايرين من الرسائل الكيماويه العصبيه الناقله لفعل المثبط (Inhibitory transmeter) .
9- الأحماض النوويه (Nucleic acids):
الحوامض النوويه هي عبارة عن بوليمرات (Polymers) عضويه مكونه من وحدات متكررة تسمى النيوكليوتايدات (nucleotides) و كل نيوكليوتيد يتألف من سكر خماسي و هو البنتوز (Pentose Suger) و قاعده نيتروجينيه عضويه و حامض الفسفوريك، و ترتبط مع بعضها البعض بروابط سكر فوسفات (Suger-Phosphates linkages). و إعتماداً على الإختلاف الكيميائي لسكر البنتوز و إختلاف القواعد النيتروجينيه المشتركه في تركيب النيوكليوتايد الواحد فقد لوحظ أن هناك نوعين من الحوامض النووية هما:-
أ - الحامض النووي الرايبوزي (RNA): و فيه يكون السكر الخماسي على هيئة دي - رايبوز (D-ribose).
ب- الحامض النووي الرايبوزي اللاأوكسجيني (DNA): و فيه يكون السكر الخماسي على هيئة دي - أوكسي رايبوز(Deoxyribose) .
و الإختلاف التركيبي بين هذين النوعين من السكريات هو في ذرة الكربون الثانيه كما هو موضح بالصيغه التاليه :-
أما الفرق في الحوامض النوويه من حيث القواعد النيتروجينيه الداخله في التركيب فهو وجود الثايمين (Thymine) فيDNA فقط، وهو غير موجود في ال RNA .
هذه الحوامض النوويه تكون بكميات و أشكال مختلفه في حليب الأم، وتعتبر المصدر غير البروتيني الذي يزود جسم الطفل بعنصر النيتروجين، وهو العنصر الذي يدخل في عمليات البناء و النمو، و تكون نسبة النيتروجين المقدمه من المصادر غير البروتينيه بـِ 25% و الباقي من المصادر البروتينيه .
10-المعادن (Minerals):
يحتوي جسم الإنسان على أعداد كبيرة من العناصر الكيميائية، و قد تم الكشف عن مجموعة معينه فقط وجد أنها تمتلك وظائف كيموحيويه أو فسيولوجيه، و حتى يسهل الحديث عن هذه العناصر و أهميتها يمكن أن نقسمها إلى خمس مجموعات كالتالي:- (15)
1- المكونات الأساسية لجزيئات الجسم (major components of the body molecules):و تشمل هذه المجموعة العناصر التاليه: الكربون، الهيدروجين، الأكسجين، النيتروجين، و الكبريت، هذه العناصر يمكن الحصول عليها عن طريق الماء، الأغذيه الكربوهيدراتيه، البروتينات و الأغذيه الدهنيه، وقد تقدم الحديث عن الأغذيه التي تنتج مثل هذه العناصر و مقدار ظهورها في حليب الأم.
2- المعادن التي لها قيمة غذائية عالية (nutritionaly important minerals) و التي يحتاجها الإنسان بمقادير عاليه في غذائه بحيث تكون الكميه المتناوله يومياً أكثر من 100 مليغرام (>100 mg\day) هذه المجموعة تشمل ما يلي :-
الكالسيوم، الفسفور، مغنيسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم و الكلور
3- العناصر التي يحتاجها الجسم بكميات قليله أقل من عناصر المجموعة الثانية إي أقل بكثير من 100 مليغرام في اليوم . و التي يطلق عليها العناصر الضئيله (Trace elements) تشمل هذه المجموعة على : الكروميوم، الكوبلت، النحاس، اليود، الحديد، المنغنيز، الموليبدنيوم، السيلينيوم، الزنك و الفلور.
4- المجموعة الرابعه و تشمل العناصر الاضافية المطلوبة لنمو الحيوانات ولكن لا توجد لها أي قيمة وظيفية غذائية ومعروفة عند الانسان، من هذه العناصر الزرنيخ، والكاديوم، والنيكل، والسيلكون، والتن، و الفاناديوم.
5- المجموعه الخامسه و هي العناصر السامه للجسم و المحتويه على الرصاص، والزئبق .
وكما قلنا فانه لا توجد أي وظيفه كيموحيويه معروفه لعدد كبير من العناصر و خاصةً العناصر الشحيحه أو الضئيله (trace elements) ويرجع السبب إلى عدة عوامل منها مثلاً عدم وجود طرق تحليليه مناسبه للكشف عن العناصر بصوره يعوّل عليها، و الأكثر أهميةً من ذلك هو التقدير المهم للمستويات المختلفه لهذه العناصر في الأنسجه و السوائل البيولوجيه ولكن تحديث طرق تحليليه أكثر تقنيةً مما كانت عليه في الماضي سهل من دراسة العناصر
(و خاصة الضئيله منها) لدرجه كبيرة، ومن هذه الطرق الحديثه : التحليل الطيفي بالإنبعاث الشراري (spark - emmission spechoscopy) ولهب الفوتومتري (Flame photometry) و التحليل بالتنشيط النيوتروني (neutron - ativation analysis) وغيرها .