استخدامات خلايا الأوغلينا المذهلة
استنبات الأوغلينا بهدف استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي.
ولعل القيمة الغذائية التي بِوِسع شركة أوغلينا تقديمها من خلال منتجاتها الغذائية يمكن أن تكون يوماً ما ذات فائدة ليس للبشر وَحدهم فحسب بل وللحيوانات أيضا كما تواصل الشركة إجراء أبحاث حول الاستخدامات الممكنة لهذا الكائن المجهري الحي في تحويل الكربون غير العضوي إلى مواد عضوية ولإنتاج الوقود الحيوي وذلك من خلال المشاركة مع العديد من الجامعات والشركات في أنحاء اليابان. يمكن ملاحظة وجود فرق واضح في لون مستنبت الأوغلينا قبل (يسار) وبعد أسبوع من التعرض لانبعاثات ناتجة عن حرق وقود أحفوري. فاللون الأخضر الأكثر قتامة في الحوض الموجود على اليمين يشير إلى أن الـ”أوغلينا“ تكاثرت بشكل أسرع من خلال تحفيزها بثاني أوكسيد الكربون.
ومن بين جميع تطبيقات الأوغلينا التي تم بحثها حالياً، يجري أيضاً دراسة احتمال تحقيق فكرة تحليق طائرة عبر استخدام خلاصة الأوغلينا كوقود وهي الأكثر إثارةً. ونظراً لتواجد ملائمة هيكلية واضحة للوقود المنتج والمخزن من قبل الميكروبات كمنتجات ثانوية في عمليات الاستقلاب، فإن هنالك آمال كبيرة معقودة على استخدامها لأنها تُكّونُ بذلك جيلاً ثانياً وجديداً من وقود الطائرات.
كما أن هناك خططا لاستخدام الأوغلينا كوسيلة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. سيما وأن الأوغلينا تستطيع القيام بعملية التمثيل الضوئي حتى مع وجود تركيز مرتفع من غاز ثاني أوكسيد الكربون. الأمر الذي يمكن من تنقية الانبعاثات من محطات الطاقة التي تحرق الوقود الأحفوري إذا ما تم تطبيق نظام استنبات للأوغلينا لإزالة ثاني أوكسيد الكربون من الانبعاثات وبنفس الوقت الذي يتعزز فيه أيضاً إنتاج الأوغلينا. كما أن هناك تجارب واعدة جارية على قدمٍ وساق على مثل تلك التقنيات.
العودة للهدف الأصلي يبدو أن النطاق التشغيلي لشركة أوغلينا يزداد بشكل تدريجي على مر السنين، وقد تم إدراجها في ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٢ على ”مؤشر الشركات الناشئة ذات النمو السريع Mothers index“ في بورصة طوكيو. وهذا الإنجاز المهم دفع بالسيد إيزومو وفريقه إلى إعادة تركيز اهتمامهم على الحافز الأولى لكامل مجهودهم والمتمثل في جعل الفوائد الصحية للأوغلينا متاحة أمام الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في البلدان النامية.وقد قامت الشركة بالفعل بإنشاء مكتب لها في بنغلاديش ومن المقرر أن تبدأ بإجراء اختبارات ميدانية في القريب العاجل. يقول إيزومو ”نحن متأخرون قليلا عما هو مقرر في افتتاح مكتب في بنغلاديش نظرا لعدم وجود استقرار سياسي هناك. ولكننا نعمل مع منظمة غير حكومية لتقديم وجبات طعام في المدارس مصنوعة من الأوغلينا للأطفال المحليين، ونعتزم مراقبة وقياس مدى قدرة هذا الأمر على تحسين التغذية“. كما أن هناك اعتبار آخر عندما تسعى لإدخال طعام جديد إلى دلة نامية وهو انسجامه مع القيود الغذائية الدينية، حيث يقول إيزومو: ”هناك نحو ١.٨ مليار مسلم في العالم، ونظراً لأن الإسلام يحرم تناول لحم الخنزير، فمن الصعوبة أحياناً بالنسبة للمسلمين الحصول على كميات كافية من فيتامين B1 من الطعام فقط. وأود أن أساعد في التغلب على هذه المشكلة من خلال الفيتامينات التي تنتجها الأوغلينا“. وقد حازت منتجات شركة أوغلينا بالفعل على شهادة رسمية بأنها حلال، وهناك خطط لتوسيع التوزيع بحيث يشمل دولاً إسلامية أخرى بدءاً من بنغلاديش. كما أنّ استخدام الأوغلينا في التقنيات الحيوية هو إحدى المجالات التي تظهر فيها قوة اليابان. حيث تفتخر اليابان بوجود تقليد عريق لاستخدام التخمير في إنتاج توابل ”ميسو“ و”صوص الصويا“ وخمر ”الساكي“، وهذه الطرق التقليدية تشابه في كثير من النواحي التقنيات الموظفة لاستخدامات الأوغلينا في كل من إنتاج الغذاء والطاقة.
وبمشاعر مستوحاة من هذا التراث العريق، يتطلع إيزومو إلى المستقبل بتفاؤل غير محدود، ويعلن بثقة أن قوة الأوغلينا مع أساليب التخمير اليابانية منقطعة النظير وإنهُّما معاً ”تملكان القدرة على إنقاذ العالم“.
(المقالة الأصلية باللغة اليابانية بقلم ”ساتو نارومي“ بتاريخ ٢٥ أبريل/نيسان ٢٠١٤. الترجمة من اللغة الإنكليزية. الصور مقدمة من شركة ”أوغلينا“. صورة اللافتة تُبَيِّن خلايا ”أوغلينا“ تحت المجهر).