توم ماين يبدع في تصميم كلية إميرسون
يحدثنا المكتب المعماري العالمي معماريو مورفوسيس (Morphosis Architects) والذي أسسه المعماري الشهير توم ماين عن مشروع مجمع كلية اميرسون لوس انجلوس. فيقول: ” إن جُمّع سكن الطلاب والمرفقات التعليمية والمكاتب الإدارية في مكان واحد, فركزنا في تصميم الكلية على التنوع في وظائف حرم الجامعة وإختلاط وتبادل الحضارات, وأن نستحضر الطاقة المتركزة في حضارة الساحل الشرقي وإدخالها في أجواء لوس انجلوس الغنية, لننشيئ بذلك حوار غني ينتقل ما بين الخلفية التعليمية للطلاب لمستقبلهم المهني.
وأساس التجربة التصميمة في كلية اميرسون هو أن الطلاب يحتاجون أن يعيشون في ظروف معينة تكون هي ما تكوّن الهيكل الكلي للبناء, حيث نجد مسكن الطلاب الذي يتسع لـ 217 طالب وطالبة, ومنطقة السكن هذه تشكل إطار يحتوي نواه ديناميكية والتي هي مخصصة للإبداع والتعلم والتفاعل الأجتماعي.
تتألف الكلية من برجين سكنيين ذو أجواء من الرفاهية والفخامة تتصل بجسر بإتجاهين, وهذا الإطار المربع ذو العشر طوابق يشكل إطار يتضمن كتلة مركزية مفتوحة لتشكيل فراغ خارجي مرن. وهذا الشكل النحتي يحتوي على فصول دراسية ومكاتب إدارية تظهر وكأنها تتموج خلال الفراغ, ولتحدد شرفات متعددة المستويات ومساحات الأنشطة التي تعزز النشاط الإجتماعي والتواصل بين الطلاب وتمزج بين هذه الأنشطة وأجواء الإبداع. وبالنظر إلى الشُرفات متعددة المستويات والممرات الخارجية وأجنحة سكن الطلاب والغرف المشتركة نلاحظ بأنها مظللة بواسطة شاشة معدنية متموجة تغطي كامل إرتفاع الوجهة الداخلية للأبراج.
بالنظر إلى السياق المحلي وطبيعة مدينة لوس أنجلوس, فمنتصف المبنى محفز له من وحي استديوهات افلام هوليوود, حيث توجد واجهات الخارجية ذات المظهر التقليدي تحتوي على كتل خيالية في الفراغات. ومزودة بشاشات، وصلات وسائل الإعلام، والصوت، ودمج الإضاءة مع البنية, وجعل المنصة العليا لسطح المبنى محركاً مرناً للعروض في الهواء الطلق، وتحويل الشاشات المتموجة إلى خلفية بصرية ديناميكية. ويصبح المبنى بأكمله كمسرح لأفلام الطلبة، والعروض، وصناعة الأحداث، مع وجود لعلامة هوليوود، وعلامة مدينة لوس انجليس، ويضيف المحيط الهادئ منظر جمالي إضافي.
من المتوقع يحصل مجمع كلية إمرسون على درجة تقييم اللييد الذهبية (LEED), لما كان في تصميمه من إلتزام بمفاهيم التصميم المستدام والمسؤولية المجتمعية. وتوجيه واجهات المبنى بشكل فعال ناحية الشرق والغرب والأبراج السكنية التي تتميز بالمنظر الخارجي الحيوي.
وإستجابتاً لظروف الطقس المحلي, فإن نظام المظلة الآلية يفتح ويغلق الألواح الأفقية للحوائط الستائرية بالخارج المثبتة على الزجاج للتقليل من الامتصاص الحراري بينما يسمح بزيادة الضوء والرؤية بالنهار. وتشمل التقنيات الخضراء كذلك على إستخدام مواد البناء معاد تدويرها ونظم الطاقة المتجددة الناشئة، وتركيب التجهيزات الفعالة للحد من إستخدام المياه بنسبة 40%، وتوفير الطاقة في التدفئة والتبريد من خلال نظام التكافؤ السلبي، وإدارة المباني والبنية التحتية والتكليف لمراقبة وتحسين كفاءة جميع الأنظمة.