تاريخ التسجيل : 22/10/2011 العمر : 80 البلد /المدينة : فيينا - النمسا
موضوع: المسجد الظاهري الكبير. اللاذقية. 1/11/2015, 21:32
المسجد الظاهري الكبير. اللاذقية.
بني هذا المسجد في العصر الأيوبي زمن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين. وكانت حكومة حلب وشمال الشام قد آلت إليه بعد وفاة والده السلطان الناصر صلاح الدين، ثم أُلحقت به اللاذقية بعد حصاره لدمشق أثناء نزاعه مع أخوته، فأسند إمارة اللاذقية ـ كما يوضح النقش أعلى مدخل المسجد ـ إلى حفيده أحمد بن أرسلان، حيث بنى هذا المسجد تخليداً لاسم جده . وصف المسجد: يقع المسجد نهاية سوق (الداية)، منتصف الشارع الممتد بين سوق التجار، ومسجد أرسلان باشا المطره جي. وهو مبني بحجر رملي قاس مع أحجار بازلتية سوداء، تتناوب أحياناً مع الأحجار البازلتية في العقود والحنايا. مدخل المسجد الرئيسي يقع في الجدار الجنوبي (القبلي)، وهو ممر (دهليز) مسقوف بعقد حجري، تقوم على جانبيه دكتان حجريتان. ينتهي الممر بباب تعلوه عتبة رخامية، فوقها قوس مدبب، يحتضن لوحة رخامية، نقش عليها بخط الثلث المتداخل الذي كان سائداً زمن الأيوبيين العبارة التالية: (أنشأ هذا المكان المبارك العامر بذكر الله الراجي عفو ربه وغفرانه أحمد بن أرسلان المولوي الناصري لسلطنة جده باللاذقية المحروسة حسبة لله تعالى والثواب في شهور سنة سبع وستمائة). وعن يمين المدخل مئذنة، نقشت العبارة التالية(2): (أمر بإنشاء هذه المأذنة مولانا الملك الظاهر السلطان العالم العادل المجاهد الناصر المرابط المؤيد المنصور رافع كلمة الإيمان قامع عبدة الصلبان ناشر علم العدل والإحسان غازي بن الملك الناصر ظهير أمير المؤمنين أعز الله أنصاره وذلك في ذو القعدة من سنة سبع وستمائة مولى العبد الفقير إلى رحمة الله، محمد بن حسين الهكامي هـ). حرم الصلاة قاعة مستطيلة ضلعها الكبير متعامد على سمت القبلة يقع المحراب وسطه، وهو مواز للشارع العام، عليه نوافذ تطل على الطريق. ومن الجهة الثانية للحرم يقع صحن المسجد، والذي يتصل بالحرم بثلاثة أبواب، كما أن هناك باب رابع يقع في الجهة الغربية يصل الحرم بممر المدخل مباشرة. للمسجد محراب كبير تعلوه مقرنصات ضاعت بعض معالمها تحت كساء اسمنتي حديث. وإلى يمين المصلى قرب المحراب منبر خشبي جميل الصنعة عليه أثر القدم، يعتقد أنه يعود إلى زمن بناء المسجد. سقف الحرم خمس قباب كل واحدة منها بشكل نصف كرة، مراكزها على خط مستقيم مواز للحائط. ترتكز هذه القباب إلى أربعة أقواس تربط الحائط الجنوبي بالحائط الشمالي. صحن المسجد ساحة مستطيلة مكشوفة مرصوفة بحجر رملي قاس. في كل من الجهة الشمالية والشرقية رواق سقفه محمول بأقواس مدببة، أما الجهة الغربية ففيها باب الصحن المتصل بالممر، وإلى جانبه غرف يعلو مداخلها أقواس ذات هندسة إفرنجية. وسط الصحن بئر تعلوها حلقة رخامية عليها زخرفة نباتية وتيجان وشموع، ربما كانت في الماضي تاجاً لعمود بيزنطي. وفي الرواق الشرقي بئر أخرى عليها حلقة رخامية أصلها عمود روماني.
في حائط الرواق الشرقي باب يؤدي إلى حديقة داخلية فيها أماكن للوضوء. وتقوم في الزاوية الشرقية الشمالية في طرق الأروقة غرف صغيرة أخرى. في الجدار الجنوبي من جهة الشارع بروز يحتضن المحراب، فيه نقش بخط الثلث يمكن أن نقرأ منه العبارات التالية: (بسم الله) (الرحمن الرحيم عمَّر هذا الجامع المبارك الأمير الكبير المجاهد للدين والدنيا... الظاهري في دولة مولانا السلطان العالم العادل.... عمارة... لاذقية.......سنة..... ستمائة......).
وأسفل هذا النقش وفي الزاوية الغربية حجر صغير مربع نقشت عليه بخط النسخ البسيط العبارة التالية: (وكاتبه الخطاط أبو غانم بن علي الحلبي الدهان وحمداً لله ورحم من ترحم عليه). كان الجدار الجنوبي (القبلي) مدعماً بأقواس على شكل ربع دائرة يمر الطريق تحتها، ولا تلتحم حجارتها بالجدار بل تلامسه دون تداخل أو ملاط، والغاية فيها تخفيف أثر الزلازل. وقد هدمت هذه الدعائم عند توسيع الطريق. *تعقيب ومناقشة: آ ـ إن شكل المسجد العام يجعلنا نطمئن إلى أصالة النقوش، وإنها ليست منقولة من مكان آخر. ب ـ من الواضح أن المسجد بني زمن حكم الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي لحلب وما حولها. وكان شمال الشام قد آل إلى الملك الظاهر غازي بعد موت صلاح الدين سنة 589هـ. وكان من قبل نائباً عن والده في حلب. ولد الظاهر غازي بمصر سنة 568هـ، وتوفي في حلب سنة 613هـ. ترجم له أحمد ابن إبراهيم الحنبلي في كتابه: "شفاء القلوب في مناقب بني أيوب"(3). فأثنى عليه كثيراً. وذكره الزركلي في كتاب "الأعلام"، فقال: (4): "غازي بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب: من ملوك الدولة الأيوبية، ولد بالقاهرة، وأعطاه والده مملكة حلب سنة 582هـ، فتولاها إلى أن توفي. ودفن في قلعتها. كان حازماً مهيباً عمرت دولته بالعلماء والعظماء، وحضر معظم غزوات والده.". ج ـ تبين اللوحة الرخامية أعلى مدخل المسجد أن الأمير الذي اشرف على بنائه في اللاذقية هو أحمد بن أرسلان الظاهري. وتضيف اللوحة أن ذلك تم زمن سلطنة جده. إن كتب التراجم لا تسعفنا بشيء عن الأمير أحمد بن أرسلان، ومن المستبعد أن يكون هذا الأمير حفيد الملك الظاهر غازي، ذلك لأن الظاهر غازي لم يكن له ولد اسمه (أرسلان)!.. فنحن إذاً أمام افتراضين: أولاً: أن أحمد بن أرسلان ليس حفيد الظاهر غازي بل سبطه ابن بنته. وعندها سنسلم بأن هذا السبط كان صغيراً، وإنما أعطيت له إمارة اللاذقية على سبيل التشريف. فقد كان عمر الظاهر غازي عند بناء المسجد تسع وثلاثين سنة، فكم كان عمر سبطه إذاً؟!... ثانياً: إن كلمة (جده) لا تشير إلى ارتباط نسبي، بل هي كلمة تشريف يطلقها بعض المماليك الشبان على أولياء نعمتهم.. . د ـ تبين النقوش اسم الخطاط الذي قام بكتابة الخطوط ونقشها، وربما أشرف على هندسة المسجد أيضاً، فلم يُسجل من الفنيين غير اسمه، واسمه (أبو غانم بن علي الحلبي). ونسبته تنبئ عن موطنه، فحلب مشهورة بأعمال البناء والنقش، وكانت اللاذقية تابعة لحلب يومئذ. هـ ـ إن قلعة حلب تزخر بنقوش تعود إلى زمن الظاهر غازي الأيوبي مما يعكس اهتمامه بالبناء(5). فلا عجب إذاً أن يأمر ببناء مسجد اللاذقية الكبير في ذلك الزمن. ولا يزال يسمى هذا المسجد إلى اليوم (المسجد الكبير) على الرغم أن في البلد اليوم مساجد أكبر منه.
منقول
دكتورة.م انوار صفار Admin
تاريخ التسجيل : 04/04/2010 البلد /المدينة : bahrain
بطاقة الشخصية المجلة:
موضوع: رد: المسجد الظاهري الكبير. اللاذقية. 1/18/2015, 15:00
مسجد ووعه بكل المقايس شكرا لك
ابتسام موسى المجالي مشرف
تاريخ التسجيل : 20/04/2010
موضوع: رد: المسجد الظاهري الكبير. اللاذقية. 1/18/2015, 15:50