الدكتورة ندى القاعي، اختصاصية بطب الأطفال ومعالجة الحوادث المنزلية
تنصح الأمهات الجديدات بالبدء فوراً بتعليم الطفل الحذر منذ طفولته المبكرة، وتقول:
لا يكفي خوف الأم ليقي الطفل من الحوادث، فالتيقظ مطلوب منذ ولادة الطفل، وهي تقدم لنا دليلاً كاملاً حتى تبقى بيوتنا واحة أمان للحبايب.
وتؤكد الدكتورة ندى أننا عندما نستفتي الأهل، نلاحظ أن عدداً كبيراً منهم يجهل بأن الحوادث المنزلية هي السبب الأول لوفيات الأطفال التي لا تنتج عن أي مرض. وأن عدد الأطفال الذين يموتون نتيجتها أكثر بمرتين من الأطفال الذين يموتون نتيجة حوادث سير، كما أن 85 في المائة من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال بين الولادة وسن الرابعة تنتج عن حوادث منزلية، ويكون السبب الأساسي لها إهمال الأهل الناتج عن جهلهم للمخاطر.
اعرفي طفلك حتى تحميه!
تقول الدكتورة ندى: يجمع أطفالنا بين ميزتين لا تتناسبان مع بعضهما بعضا: فضول لا حدود له من جهة، وعدم إدراك للخطر من جهة أخرى. لذلك تكفيهم بضع ثوان لكي يسببوا كارثة تلو الأخرى.
وتضيف: الاكتشاف هو الهدف الأساسي للطفل، لذلك يسعى إلى الاختبار. وحده الحاضر موجود بالنسبة إليه وهو لا يفكر قبل أن يتصرف، لأنه لا يعرف معنى الخطر. وعند بلوغه عمر السنة يبدأ بفهم العلاقة بين السبب والنتيجة، وإذا كان على الأهل تنمية هذا التطور، فمن غير المسموح أن يتركوه يختبر بنفسه لأنه غير قادر على توقع الخطر.
وحتى عندما يعرف كيف يتعلم من اختباراته، لا يمكننا أن نثق بردات فعله، فعدم اكتمال جهازه العصبي يجعله يأخذ وقتاً أكبر لتسجيل المعلومات ولبرمجة ردات فعله تجاه الخطر.
وهو يضع أمام عينيه أهدافا جديدة تجعله ينسى الحذر، إذ يسعى إلى تقليد أهله وإبراز استقلاليته بأخذ المبادرة.
في العديد من الحالات، تسمح له قدراته بالبدء بعمل ما، لكنها لا تسمح له دائماً بإنهائه. وأبرز مثال على ذلك أنه في عمر السنة ونصف السنة يمكنه أن يصعد السلالم، لكنه يجد صعوبة في النزول عليها. لذلك يجب على الأهل أن يحرصوا على تأقلم المحيط الذي يعيشون فيه مع تصرفات الطفل ونموه وقدرته.
مخاطر لكل عمر!
تؤكد الدكتورة ندى القاعي، أن المخاطر التي يتعرض لها الطفل تزيد كل ما زادت قدرته على الحركة، ولا يزول أي من هذه المخاطر مع نموه وتطوره، لكن تتبدل الظروف التي يمكن أن يقع فيها الحادث.