الأدوية التي تؤثر على شهية الطعام
العوامل التي تنظم وتحكم عملية التغذية ووزن الجسم:
الوزن المعتدل والمقبول للجسم ناتج عن حصول توازن بين الطاقة المكتسبة (تناول الغذاء)والمهدورة (سعرات حرارية ناتجة عن حرق الغذاء)، وان هذا التوازن يحكمه وينظمه عدة عوامل معقدة ، مسؤول عنها الجهاز العصبي . وان أي اختلال في هذا التوازن يمكن أن يؤدي بالجسم إلى اعتلالات استقلابية تؤدي به إلى الضعف العام الناتج عن قلة التغذية، أو إلى زيادة غير طبيعية في وزن الجسم. عملية البدء في التغذية وأنتهاؤها واقعة تحت تأثير اشارات عصبية تتجمع في منطقة تحت المهاد ،وأن تجارب الاثارة الكهربائية أو تخريب منطقة تحت المهاد أو بعضا منها ، دلت على وجود ما يسمى بمركز الشبع ومركز التغذية. كما لوحظ أيضا أن الإكثار من تناول الطعام يمكن عمله إما بتخريب مركز الشبع أو إثارة مركز التغذية ، وأن التقليل من تناول الطعام ممكن ملاحظته على الكائن الحي وظهور علامات المجاعة – بالرغم من توفر الغذاء – عند تخريب مركز التغذية أو إثارة مركز الشبع .
العديد من التغيرات التي تحصل في سلوكيات التغذية والتي تنبثق من منطقة تحت المهاد تكون عن طريق الجهاز العصبي الذاتي مما ينتج عنه اختلالات في استجابة الهرمونات البنكرياسية ، وزيادة أو نقص في الاستجابة لعمليات الهدم والبناء . ولهذا فان مركز الشبع يثبط عن طريق الأعصاب الأدرينالية نوع ألفا، ويثار عن طريق السيروتونين، وفي المقابل فان مركز التغذية يثبط بواسطة الأعصاب الأدرينالية نوع بيتا ، ويثار بواسطة مادة الدوبامين . هناك مواد موجودة في أجسام الكائنات الحية لها القدرة على تثبيط الشهية تجاه الطعام ( على الأقل في بعض الأجناس ) بآليات لم تحدد بعد ،
ولقد لوحظ بان إثارة مستقبلات المسكنات المركزية الموجودة أصلا في جسم الإنسان والتي يطلق عليها الأندورفيينات ، تعمل على زيادة الشهية تجاه الطعام ، وأن مثل هذه المستقبلات لوحظ وجودها في نهاية الأعصاب التي تطلق مادة الدوبامين ، وهذا يفسر لنا تأثير المواد المخدرة مثل المورفين ومشتقاته على زيادة الشهية تجاه الطعام . يجب الإشارة إلى أن هناك عوامل أخرى تتدخل في سلوكيات التغذية ، منها العوامل النفسية ، والوراثية ، والاجتماعية ، والبيئية ، إضافة إلى تأثير الأدوية مدار البحث.
الأدوية التي تؤثر على شهية الطعام
يمكن للأدوية أن تؤثر على تناول الأغذية من خلال تأثيراتها الجانبية المرافقة لاستخداماتها الطبية ، أو أن يوصف الدواء بشكل مقصود لمعالجة بعض الاضطرابات الغذائية ، كالبدانة ، أو الضعف العام . حيث تعطى الأدوية المثبطة للشهية للمساعدة على تخفيف وزن الجسم الزائد ، وتعطى الأدوية المنبهة للشهية لزيادة تناول المواد الغذائية في حالة الضعف الجسمي .
الأدوية التي تقلل من تناول الطعام
الأدوية التي تقلل من تناول الطعام يمكن تقسيمها الى مجموعتين رئيسيتين :
1- الأدوية التي لها فعل مباشر في التقليل من تناول الغذاء ، وعادة توصف بشكل رئيسي لهذا الغرض من أجل المساعدة على تخفيف الوزن الزائد لجسم الإنسان (البدانة) .
2–الأدوية التي تقلل من تناول الغذاء بطريقة غير مباشرة ، من خلال تأثيراتها الجانبية المرافقة لاستخداماتها الطبية .
1-الأدوية التي لها فعل مباشر في التقليل من تناول الغذاء .
أ – دواء أمفيتامين والأدوية الشبيهة .
في عام 1937 ، لوحظ أن المرضى الذين يتناولون دواء أمفيتامين تأخذ أوزانهم بالتناقص ، وأن التجارب التي أجريت على الحيوانات أظهرت اصابتها بعلامات المجاعة عند اعطائها الدواء رغم وجود الطعام . ومنذ ذلك الوقت ظهرت العديد من الأدوية الشبية بدواء أمفيتامين ، والتي تساهم في التخلص من البدانة، مثل دواء فنفلورامين (fenfluramine) ، وفنمترازين (phenmetrazine) ، و داي ايثيل بروبيون (diethylpropion) ، وبنزفيتامين (benzphetamine) ، وغيرها .
والأدوية الكابحة للشهية تعمل على تقليل الطاقة الداخلة للجسم ، وتقلل من استهلاك الطعام عن طريق تدخلها بالأنظمة المركزية في الدماغ والمسؤولة عن تنظيم الشهية ، وأن الالية التي تعمل بها هذه الأدوية تأتي من خلال مناطق متعددة في منطقة تحت المهاد ، فدواء داي ايثيل بروبيون ودواء فنتيرمين (phentermine) ، يعملان بشكل أساسي على الأعصاب الأدرينالية ، كما هو حال دواء أمفيتامين . في حين أن أدوية أخرى تؤثر على الأعصاب الأدرينالية والدوبامينية ، مثل دواء مازندول (mazindol) – والذي يختلف عن أدوية مجموعة أمفيتامين بشكله الكيميائي- ، وهناك أدوية تؤثر على نواقل عصبية أخرى كتأثير دواء فنفلورامين على مادة السيروتونين . وبغض النظر عن آلية التأثير فان المحصلة النهائية هو إثارة مركز الشبع.إلا أن التعود على مجموعة أدوية أمفيتامين يعتبر من أهم الآثار الجانبية التي تحد من استخدامها لفترة طويلة ، اضافة الى زيادة قدرة الجسم على تحملها التي تتولد بشكل بطيء ثم تصبح متميزة . وإذا كان استخدام مثل هذه الأدوية ضروريا ، فينصح بانتقاء الأدوية الحديثة ذات القدرة الأقل على تنشيط الجهاز العصبي . ومع ذلك فان استخدامها لا ينصح به بسبب ما تسببه من تعود واضطرابات نفسية مختلفة . من الأدوية الحديثة التي ظهرت والتي لاتباع إلا عن طريق وصفة طبية ، هو دواء سيبيوترامين (sibutramine) ، وكذلك دواء أورليستات (orlistat) الذي يمنع امتصاص ما نسبته 30% من الدهون المستهلكة عن طريق الجهاز الهضمي .
يتبع الجزء الثاني
الصيدلاني راتب الحنيطي
المؤسسة العامة للغذاء والدواء