أهم النصائح للتعامل مع الطفل السمين
هل ينبغي معالجة الطفل السمين في مراحل الطفولة أم من الأفضل الإنتطار إلى أن يكبر؟ تشير الدراسات أن السمنة لا تختفي بالضرورة عندما يكبر الطفل حيث أن 40-77% من الأطفال السمينين يحملون معهم كيلوغراماتهم الزائدة إلى مراحل حياتهم اللاحقة.
تثير سمنة الأطفال والمراهقين قلقا في الوسطي الطبي والعلمي حيث أن سمنة الأطفال مرتبطة بالتمييز الاجتماعي وبارتفاع في خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين عن طريق ارتفاع ضغط الدم أو و ارتفاع الكولسترول في الدم. وتشير عدد من الدراسات الناتجة عن تحليل بيانات لمئات الالاف من الأطفال السمينين أن 66% من الأطفال السمينين لديهم عامل خطر واحد على الأقل لأمراض القلب. ومن الأمراض الأخرى الأقل شيوعا المرتبطة بالسمنة السكري، الربو وصعوبة التنفس أثناء النوم.
وبينما يلوم الأهل الأطفال السمينين على الكيلوغرامات الزائدة، الا أن المسؤولية الرئيسية تقع في الواقع على الأهل وليس على الطفل. وفينا يلي توصيات لطرق التعامل السليمة مع الطفل السمين:
• حافظ على صحة الطفل النفسية
إن التوبيخ، سوء المعاملة، الانتقادات اللاذعة، الإهمال، الضرب، والاهانات اللفظية هي من الأسباب الخفية للسمنة لدى الأطفال. كشفت دراسة علمية حديثة أن العنف اللفظي أو الجسدي أو النفسي يزيد من مخاطر السمنة بنسبة 36% حيث أن الضغط النفسي يرفع من مستويات الهرمونات المرتبطة بزيادة الشهية. ويفسر الباحثون أن المحن النفسية في مرحلة الطفولة قد تسبب مشاكل هرمونية طويلة الأجل مما يزيد من خطر السمنة، تراكم الدهون في منطقة البطن والسكري.
• علّم الطفل أن ينتبه إلى درجات الجوع والشبع المختلفة
من الطبيعي أن تختلف شهية الطفل من يوم لآخر ومن وجبة لأخرى، وتنعكس على كميات الطعام التي يطلبها والتي تتفاوت في حجمها تماشيا مع التقلبات في الشهية. من المهم تعليم الطفل منذ مراحل عمره الأولى عن إشارات الجوع في الجسم وكذلك عن درجات الشبع المختلفة. إن إحدى المشاكل الشائعة بين الأطفال السمينن هي الاستمرار في الأكل حتى الوصول إلى درجة الشبع الشديد أو "التخمة"، والتي يصفها الأطفال "بألم في البطن" . فبدلا من توبيخ الطفل على تناول كمية كبيرة من الطعام، من الأفضل تثقيفه على أهمية إنهاء الوجبة الغذائية بدرجة شبع "مريحة" يستطيع بعدها أن يتحرك وأن يلعب براحة دون آلام في البطن. أما ثقافة "ممنوع أن تترك المائدة قبل أن تنتهي من تناول كل الطعام في صحنك" تزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة لأنها تدفع الطفل إلى درجات التخمة ولا تشجعه على تناول الطعام بطريقة تتناغم مع شهيته. وبالطبع فإن تعليم الطفل مضغ الطعام جيدا وتناول الطعام ببطىء يرفع من قدرته على الانتباه إلى درجة الشبع التي يحسها أثناء الوجبة.
• عوّد الطفل على تناول وجبة الفطور
دراسات عديده اثبتت ان الأطفال الذين يتناولون وجبة الافطار بانتظام هم غالبا أقل وزنا من هؤلاء الذين يهملونها. إن تعويد الطفل على تناول وجبة الفطور هو أمر سهل نسبيا، خاصة إذا احتوت على أطعمته المفضّلة. من المهم تخيير الطفل بين أطعمة صحيّة مختلفة مثل الشوفان مع الحليب وبيضة مسلوقة، ساندويش جبنة مع كوب من الحليب، قطعة من الفواكه مع كوب لبن، الخ. ويعتبر إضافة الخضار مثل الخيار والفلفل الحلو إلى وجبة الفطور من الممارسات الغذائية التي تساهم في المحافظة على الرشاقة.
• حدّد مصروف المدرسة
لأن النقرشات المصنّعة أسعارها رخيصة، فإن الطفل، ولو بلغ مصروفه اليومي ملاليم، سيتمكن من شراء شيئ واحد منها على الأقل. وتشتهر النقرشات وحلوى الأطفال بخلوها من القيمة الغذائية واحتوائها على سعرات حرارية مركّزة، ولهذا ينصح بالحد منها بحيث يسمح للطفل نوع واحد على الأكثر في اليوم، بشرط الا تأتي كبديل لوجبة غذائية. وإن رغبت بعدم تخفيض المصروف اليومي حفاظا على مشاعر الطفل، شجّع أسلوب التوفير بحيث لا يتم استخدامه كله في شراء الحلوى والنقرشات المصنعة. وفي المقابل، وفر للطفل نقرشات صحيّة مثل البشار والذرة الصفراء والحاملة والترمس مراعيا مدى ملائمتها لعمر الطفل حرصا عليه من خطر الاختناق.
• ساعد الطفل في زيادة المجهود الحركي
ربما لاحظت أنه بينما تنحف شاشات الحاسوب والتلفاز فإن أوزان المشاهدين في المقابل تزداد! وفي الواقع أن العلاقة بين الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الحاسوب والسمنة لا يجب أن يتجاوز الساعتين في اليوم استنادا إلى توصيات عدد من الجهات الصحية. وقد أظهرت الدراسات أن ارتباط مشاهدة التلفاز بالسمنة لا يقتصر فقط على قلة الحركة وإنما يتعلّق أيضا باستهلاك سعرات حرارية إضافية عن طريق الدعايات الموجّهة للأطفال وكذلك عن طريق مشاهد العنف التي تدفع الأطفال إلى الإفراط في الأكل. ولزيادة المجهود الحركيأ ينصح بالتةفير للطفل وسائل اللعب المختلفة مثل الكرة أو الدراجة الهوائية أو السباحة أو ركوب الخيل أو الدبكة وغيرها من النشاطات التي يميل لها الطفل.
• شجّع الوجبات العائلية
توفر الوجبات العائلية الدعم النفسي للطفل وتساعده في اقتناء عادات غذائية صحيّة. وتشير الدراسات أن الأطفال والمراهقون الذين يتناولون وجبات عائلية بوتيرة عالية، تقل لديهم علامات الاكتئاب وتنخفض معدّلات السمنة مقارنة بأصدقائهم الذين يتناولون وجبات عائلية بشكل أقل.
• كن قدوة
الطفل يقلّد ما يراه أكثر مما يصغي إلى التعليمات. عندما يكون أحد الوالدين أو اثنانهما سمينان، فإن تجاوب الطفل مع تعليماتهم الغذائية سيكون أقل بكثير مما لو كانوا ذو وزن صحي. من المهم أن يبدأ الوالدين بفحص عاداتهم الغذائية وتحسينها قبل أن يبدؤا بمعالجة سمنة طفلهم. من المهم أيضا أن تشمل جميع أفراد العائلة في التغييرات الغذائية التي تقوم بها لا تجعلها مقتصرة فقط على الطفل السمين. فمثلا، ليس من المنطق أن يأكل جميع أفراد العائلة خبز أبيض بينما يخصص الخبز المصنوع من طحين قمح كامل للطفل السمين وحده! وكذلك سيصاب الطفل السمين بأذى نفسي عندما يرى جميع أفراد العائلة يشربون مشروبات غازية بينما هو ممنوع عنها.
• امتنع عن إعطاء الحلوى كمكافأة
عندما تستخدم الأغذية غير الصحية كمكافأة للطفل، فإنك بهذا تزرع في نفسه فكرة أن هذه المأكولات ذات قيمة عالية كما وأنك تزرع في نفسيته شعور بأنها مرتبطة برضى الوالدين وبالسعادة. وتير الدراسات أن لجوء الأهل للأغذية غير الصحية كمكافأة يربط الطفل مدى الحياة بهذه الأغذية حيث أنه عندما يصاب بالإحباط في الحياة يذهب دون تفكسر إلى هذه الأطعمة لتحسين مزاجه ورفع معنوياته.
• حضّر وجبات الطفل المفضّلة بطرق صحية
عندما يتعّلق الطفل السمين بأغذية ذات سعرات حرارسة عالية مثل الوجبات السريعة أو الحلويات، فابحث عن طرق صحيّة لتحضيرها بدلا من منع الطفل من استهلاكها.