ما هو "التحكم في الدوافع"؟
أحيانا تشعرين أن طفلك لا يستمع لأي كلمة تقولينها له. أو أنه أحيانا لا يستطيع التحكم في أفعاله. وهذا حقيقة بالفعل!
ولكن هناك سبب منطقي وجيد وراء هذا. في هذا السن، لا تزال عملية التحكم في الدوافع في مرحلة التطور، وأعني بالتحكم في الدوافع أي قدرة الفرد على تقييد أو منع نفسه من القيام بأفعال معينة
بالضبط كأنك تحاولين التركيز في عملك فتمنعين كل عوامل التشتيت. وهذه العملية تشمل أيضا ما يسمى بـ "تأجيل الإشباع" أي قدرة الفرد على الانتظار حتى يحصل على ما يريد.
قد تظنين كأم أن طفلك لديه صعوبة في منع نفسه من الانتظار والصبر، وهذا له علاقة بجزء في المخ يسمى "الفصوص الأمامية" والتي تتطور بشكل أبطأ من الأجزاء الأخرى من المخ. في عمر سنتين،
تكون الفصوص الأمامية في أول طريقها للتطور، ولا يكتمل تطورها قبل سن ٧ سنوات، وهناك بعض التقارير التي تقول أنها تبلغ نهاية تطورها مع سن ٢١ سنة، أي سن الرشد.
أمثلة على التحكم في الدوافع:
يحاول طفلك أن يتحكم في مشاعره وتصرفاته، ولكن نقص "التحكم في الدوافع" هو ما يدفعه إلى محاولة الوصول للريموت كونترول مثلا رغم أنك قلتِ له "لا" عدة مرات،
أو عندما يصر على أن يأكل البسكويت الآن، أو أن تصبح مشاعره صعبة في التعامل تصل إلى حد نوبات الغضب. عندما تعرفين لماذا يتصرف هذه التصرفات، سوف تكونين أكثر قدرة على توقع أفعاله والتعامل معها بطريقة تقلل من حدوث مشاكل بينك وبينه.
ما أهمية "التحكم في الدوافع" إذن؟
ألا يتخطى جميع الأطفال هذه المرحلة؟ نعم بالتأكيد سوف يتخطى أغلب الأطفال هذه المرحلة ولكن هناك درجات من القدرة على التعامل مع المشاعر والتصرفات
التي ستعتمد على خبراتهم وتجاربهم في مرحلة الطفولة. الفرق بين خبرات الطفولة المبكرة بين طفل وآخر هي ما ينتج عنه حياة مختلفة لكل طفل.
اختبار المارشملو:
يوجد اختبار قديم خاص بالتحكم في الدوافع يسمى "اختبار المارشملو" حيث يطلب من الأطفال في سنة ٤ سنوات أن يبقوا في حجرة لبضعة دقائق ومعهم مقدار من حلوى المارشملو،
والتي يطلب منهم ألا يأكلوها، وأنهم إذا سمعوا الكلام فسيحصلوا على ضعف هذه الكمية من المارشملو. بعض الأطفال أكلوا المارشملو بمجرد أن خرج الملاحظ من الغرفة،
وهناك من انتظروا حتى انقضت البضع دقائق وحصلوا بالفعل على ضعف الكمية. الجزء المثير من القصة،
هو أنه بعد مرور بعض السنوات، استضاف الباحثون نفس الأطفال وقد كبروا وأصبحوا في مرحلة المراهقة. والمفاجأة،
أن هؤلاء الذين سمعوا الكلام وانتظروا، وجدوا أن لديهم ثقة بالنفس وأنهم محبوبون من أصدقاءهم ولديهم قدرة كبيرة على التعامل مع المواقف المحبطة، وأنهم أكثر نجاحا في المدرسة من هؤلاء الذين أكلوا المارشملوا دون انتظار.
الحل
ما يمكنك فعله:
ضعي القليل من القواعد الواضحة:
كلما زادت القواعد المجحفة، كلما اخترقها الطفل وساء تصرفه. حاولي وضع القليل من القواعد التي تشمل الأمان وكفى، ثم اتركي له حرية اللعب والاستكشاف.
اتيحي لطفلك بيئة مناسبة:
أعدي بيتك بيحيث يكون أمنا لطفلك. اخفي الأشياء التي لا تريدينه أن يصل إليها أو يلمسها بعيدا. واحضري معك بعض الألعاب أو الكتب عندما تخرجين مع طفلك.
ذكريه بالقواعد:
ذكري ابنك بالقواعد التي تضعينها، وما تتوقعينه منه في مختلف المواقف. فمثلا، قولي له أنه يمكنه أن يساعدك في البحث عن البضائع في السوبرماركت ولكن لا يمكنه الجري بين المررات. وبهذه الطريقة يمكنك توجيه ابنك واعطاءه بدائل.
علميه انتظار دوره:
علمي ابنك أن ينتظر دوره، وهي طريقة تعلمه التحكم في تصرفاته، وسيتعلم أن يثق في أنه بالتأكيد سوف يحصل على مايريد إذا انتظر دوره. راعي ضرورة أن تعطي له مبرر مقنع إذا لم يحصل على مايريد في آخر الأمر وقد انتظر دوره.
إلعبي معه ألعاب تستغرق وقتا: مثل الألغاز أو المكعبات والتي تعلم ابنك الصبر حتى ينتهي من اللعبة أو التصميم الذي ينفذه.
أتمنى أن يساعدك المقال على فهم أكبر لتطور القدرات لدى طفلك فيما يخص التحكم في الدوافع. بقى أن أقول لك، طمئني ابنك إذا شعر بكثرة الأوامر أو الطلبات، فالطمأنة أكثر فاعلية من تصحيح الأخطاء أو اللوم.