[size=32]الكاريكاتير[/size]
[size=32]كلمة ذات أصل إيطالي “Ccaricature” وتعني المبالغة والمغالاة،[/size]
[size=32] وفن الكاريكاتير كان دائماً وما زال نظرة تهكمية غريزية تعتمد على دقة الملاحظة وسرعة البديهة، مع نظرة تنقب عن السخرية في المواقف،[/size]
[size=32]من خلال تقاطيع الوجه وتعبيرات الجسد في شكل مختلف عن الواقع، ويهدف إلى الرمز في خليط من المبالغة مع الحفاظ على الشخصية والشبه في آن واحد.[/size]
[size=32] لعل هذه العملية المعقدة توضح أن أهم مواصفات فنان الكاريكاتير، الموهبة الخاصة جداً، والتي يعززها نوع من الذكاء والقدرة على تحليل بواطن الأشياء.[/size]
[size=32] الكاريكاتير كما هو متعارف عليه، هو رسم تشكيلي ساخر، وهو نوع من الفنون يعتمد الخط واللون والظل لبناء هيكله ويعبر عن فكرة ساخرة، ومع ذلك فإن الكثير من رسوم الكاريكاتير تستخدم التعليقات الأدبية، وأحياناً النصوص الطويلة وهذه ظاهرة ليست جديدة، فهي موجودة منذ المراحل التاريخية الأولى لفن الكاريكاتير وفي أعمال فنانين بارزين مثل “دومييه” و”فودفارد” و”بوزون” و”دافنشي” و”الأخوان كراتشي” و”تنذيرد” وغيرهم.[/size]
[size=32] في فترة حكم الرئيس “جاكسون” ظهرت العديد من الاتجاهات في فن الكاريكاتير، وكانت بمثابة توجيهات جديدة أهمها:[/size]
[size=32] إضافة الكلمات على الرسم بلهجة الشخصية المرسومة كاريكاتيرياً في الرسم الهزلي، أو إحدى جمله المعروفة أو مقولة يرددها، وتكون (مربوطة بفمه) وهي على شكل خط دائري مقفل، لكي يعرف القارئ أن هذه كمقدمة جديدة لإدخال هذا التطور إلى عالم الكاريكاتير، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا نجد فناني الكاريكاتير يستخدمون هذه الطريقة، ويتعاملون بهذا الأسلوب، انطلاقاً فيما أثبته من نجاعة ونجاحاً كبيراً في عالم فن الكاريكاتير، وهذا ما زال موجوداً في معظم المطبوعات الدورية في عالمنا الحديث، وأضحت ظاهرة منتشرة في أعمال الكثير من رسامي الكاريكاتير المعاصرين بينهم فناني الكاريكاتير العرب مثل رمسيس، عصام حسن، طوغان، جلال الرفاعي، عماد حجاج، وأميه جحا، بهاء البخاري، خليل أبو عرفه، محمد الزواوي، محمود كحيل فجميعهم اعتمد النص.[/size]
[size=32]ناجي العلي من جهته، اعتمد في رسومه بشكل كبير على النصوص الأدبية.[/size]
[size=32]“النص” أثار خلافات بين المبدعين الفنانين والرسامين والنقاد، فعدد منهم عارض بصورة حازمة استخدام الكلمات أو التعليق في الكاريكاتير وعدد آخر لم ير في ذلك ضرراً، وجاءوا بالبراهين ليثبتوا صحة وجهة نظرهم، مؤكدين أنها (الكلمة)، تعطي أهمية للكاريكاتير وتجعله ينجز وينفذ هدفه بشكل أسرع وبالتالي تصل الفكرة للقراء بشكل سلس.[/size]
[size=32] رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات يرى بأن الكاريكاتير من الضروري أن يعتمد على الخطوط (الغرافيك) ويقول: “نحن نفهم الإنسان الذي يمتلك السيطرة على الريشة والألوان، لماذا إذن إدخال الكلمة في الرسومات؟ هذا يعتبر عصيان، ويعتبرها نوعاً من العكاكيز يتكئ عليها الرسام غير القادر على إيصال مضمونه إلى الجمهور بواسطة أدوات التعبير التشكيلية فقط، هذا يعني أن الرسوم الكاريكاتيرية وحدها تستطيع بخطوطها الوصول لهدفها وإيصال ما تريده من معلومة للقارئ، ولا داعي لفن الكاريكاتير أن يتجه للكلمة.[/size]
[size=32] ويؤكد أن الكاريكاتير في أساسه رسمة واضحة المعالم ولا داعي للكلمة أو أي من النصوص، وإذا كانت هناك كلمات ولا مناص من تدوينها فهذا يعتبر ضرورة يجب أن تكون جزأً من الرسمة وليس تعليقاً عليها.[/size]
[size=32] الكاريكاتير في المطبوعات، يخدم أحد أشكال مهام نشاط الأدب الاجتماعي، وكذلك مهام الصحيفة بشكل خاص، فالبوستار أو الصورة التصويرية، هي إحدى الوسائل الدعائية السياسية أو الاجتماعية والتي يُعمل بها بشكل واسع النطاق في العالم أجمع.[/size]
[size=32] الكاريكاتير ليس صدفة يلتقي مع الغرافيك في الصحيفة بالتحديد، كنوع خاص من أنواع الفن التصويري، فهو ذو تركيبة لفظية غير مألوفة، تتضمن قضية عادلة، فمفهوم الغرافيك في الجريدة يخدم الفن ككل ويلبي حاجته وطبيعة الصحافة بمطبوعاتها الدورية.[/size]
[size=32]أما “بوليفوى” فقد استمر للأمام متأثراً بفعالية الأدب الاجتماعي والتصويري في المطبوعات الدورية ويقول: “لا تختلفان وسيلتا الرسم والتصوير عن بعضهما، وممكن أن يكون الرسم فقط لزخرفة النص، ويرى أن الرسم والنص ممكن أن يخرجا منسجمين دون جدال وممكن في نفس الوقت أن يخلقا جدلاً حاداً، وهذا ممتع وجميل”.[/size]
[size=32] نستخلص من هذا الجدل أن رافضوا النص ينطلقون من واقع أن فن الكاريكاتير: هو فن تشكيلي ويجب ألا يعتمد على أدوات غير تشكيلية لإيصال مضمونه إلى الناس، أما أولئك الذين لا يرون ضيراً في استخدام النص الأدبي فإنهم يشيرون إلى التبعية الثنائية لفن الكاريكاتير، (التشكيلية والصحفية)، وبالتالي فهم يبررون وجود التعليق في الكاريكاتير على أساس أن الكاريكاتير بهويته الصحفية إلى جانب هويته التشكيلية يمكن أن يستخدم أدوات التعبير غير التشكيلية للوصول إلى أهدافه الموضوعة، فهو ليس رسماً منفذاً للوصول إلى غايات جمالية، والناحية الجمالية ليست الهاجس الرئيس للكاريكاتير، وإنما له غاية أخرى قد تكون سياسية أو تعليمية أو ما شابه من الغايات، وللوصول إليها فلا مانع من استخدام ما يراه الفنان مناسباً.[/size]