قد يفقد الطفل أعصابه ويتغير سلوكه للأسوأ حتى أنه قد يبدأ في التصرف بعنف، حيث أن مثل تلك السلوكيات عادة لا تأتي من فراغ، بل إنها يكون لها أسباب وبالطبع سيكون أمرا شديد الإيجابية أن تحاول الأم التعرف على ما يجعل طفلها يتصرف بطريقة سيئة.
ومن الواجب على الأم ألا تتعجب وألا تقف ساكنة وحائرة بسبب تصرفات وسلوكيات طفلها ولأن الطفل قد يفقد أعصابه في أي لحظة، وينبغي على الأم أن تعمل على معالجة هذا الأمر وألا تشعر باليأس أو الإحباط. وفى البداية وقبل أي شيء فيجب على الأم أن تحدد ما هي المشكلة بالضبط وما هي العوامل والمواقف التى تجعل الطفل يسيء التصرف، وبعد ذلك فإنها ستكون قادرة على التعامل مع سلوكياته السيئة بل ووقفها.
ومن الجدير بالكر، أن الموقف نفسه أحيانا لا يكون سيئا ولكن طريقة تفكير الطفل به هي التي تجعل الأمور تسوء، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل قد لا يمتلك ما يجعله يتصرف بهدوء وعقلانية أو أنه لم يتعود على هذا الأمر، ولذلك فإنه يعتمد على الصراخ في وجه الآخرين وأشياء من هذا القبيل.
ويشار إلى أن تعليم طفلك كيفية التحكم في أعصابه من خلال مساعدته في الأساس على اكتشاف الأمور التي تغضبه أمر شديد الأهمية. حيث ينبغي في البداية أن تراقبي وتنتبهي لكل تصرفات طفلك جيدا، وخاصة إذا كان صغير السن ولا يدرك جيدا لما يفعله. انتبهي جيداً لطفلك وهو جالس مع أصدقائه أو وهو يلعب أو وهو جالس في المنزل وستلاحظين مع الوقت وجود نمط لتصرفات الطفل.
وينبغي أن تفكري في كل العوامل المحيطة بالطفل والتي قد تجعله يغير من سلوكه مثل طريقة نومه، الطعام الذي يتناوله، الأشخاص المحيطين به وأي حوار أو حديث قد يكون الطفل طرفا فيه، حيث أنه إذا أظهر طفلك نوعا من العدائية أثناء لعبه مع مجموعة مكونة من أعداد كبيرة من الأطفال فقد يكون الأمر أنه حساس تجاه تلك الأعداد الكبيرة وسيكون من الأفضل أن يلعب مع طفل أو طفلين أو ثلاثة على الأكثر.
وأحيانا قد يكون السبب في تصرفات الطفل طبيا أو له علاقة بالأعصاب، وفي تلك الحالة فسيكون من الأفضل أن تصطحبي طفلك للطبيب، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل قد يكون حساسا تجاه الضوضاء أو قد يعاني من مشاكل في النظر، وهو أمر يسبب له الصداع. لذا، عليك أن تساعدي طفلك وتشجعيه على التحدث عن مشاعره لأن هذا الأمر سيساعده كثيرا على تحديد الأمور التي قد تجعله مثلا يفقد أعصابه، مع الوضع في الاعتبار أنك من الأفضل أن تقومي بهذا الأمر والطفل هادئ وليس مباشرة بعد الموقف الذي تسبب في فقدان الطفل لأعصابه. اسألي طفلك عن الأمور التي تغضبه أو تجعله يشعر بالحزن أو السعادة، وهو الأمر الذي سيجعله يستوعب أيضا أنه أيا كان ما يشعر به فهو ليس عذرا له لكي يسيء التصرف.