يعتبر الهاتف المحمول من أعظم الاختراعات في العصر الحديث، ويعود الفضل في هذا الاختراع إلى العالم الأمريكي من أصول أوكرانية مارتن كوبر، والباحث في شركة “موتورولا” للاتصالات في شيكاغو.
وخرج هذا الاختراع إلى النور في أوائل السبعينات، واستغرق كوبر في تنفيذ فكرته تسعين يوماً، ثم قدم اختراعه في مؤتمر صحفي لشركة موتورولا في الثالث من إبريل عام 1973، حيث اجرى خلال المؤتمر أول مكالمة عبر الهاتف اللاسلكي الذي عرف باسم ” الهاتف الحذاء” مع احدى أكبر منافسيه في السوق في ذلك الوقت.
وكان وزن الهاتف المحمول وقتها يبلغ الكيلو جرام، وبدأ طرحه للبيع في الأسواق عام 1983 بسعر يصل إلى أربعة آلاف دولار، ويعتبر هذا الهاتف الجد الأول لكافة الأجهزة النقالة في العالم، وكان يتميز بكبر حجمه وطول هوائي الإرسال والاستقبال المثبت عليه.
وفي الأول من يناير عام 1985، والذي يعد بداية ثورة الاتصالات الشخصية، نجحت شركة “فودافون” في إطلاق أول هاتف محمول، حمل اسم “فودافون في تي 1”، وأجرى مايكل هاريسون أول مكالمة هاتفية بالهاتف المحمول مع والده، الذي كان رئيساً للشركة في ذلك الوقت.
وبلغ وزن أول هاتف محمول 5 كيلو جراماً، ولم يكن من السهل حمل ذلك الهاتف، وكان ينقل بالسيارة، ولذلك كان يطلق عليه اسم “هاتف السيارة”، أو “كار فون”، أما سعره فبلغ في ذلك الوقت 1650 جنيهًا استرلينياً، أي يقدر بنحو 4500 جنيه أو ما يزيد على 7 آلاف دولار حالياً.
وكان الجهاز يحتاج إلى فترة شحن تصل إلى 10 ساعات، وهو وقت يكفي للحديث فيه لمدة نصف ساعة كاملة.
ومنذ ذلك اليوم، توالت عمليات التطوير والتحديث لهذه الأجهزة، ففي عام 1987 طورت شركة “نوكيا” هاتفها النقال المعروف باسم “Cityman”، وفي تلك الأثناء كانت شركة “موتورلا” تجري تجاربها لتحديث أجهزتها وتصغير حجمها.
وفي النصف الثاني من عقد التسعينيات للقرن العشرين، نجحت العديد من الشركات في تصنيع أجهزة اتصال نقالة خفيفة الوزن وذات كفاءة اتصال عالية، ورافق ذلك تطور شبكات الاتصال الخلوية وانتشار العديد من الشركات المتخصصة في تأمين تلك الخدمة، وخلال فترة زمنية قصيرة، انتشرت هذه الأجهزة في شتى أنحاء العالم، وانخفضت بشكل حاد أسعار المكالمات الخلوية في العديد من الدول.