عمار الزعبي عضوماسي
تاريخ التسجيل : 11/10/2014 العمر : 54 البلد /المدينة : سوريا الحبيبة
بطاقة الشخصية المجلة: 0
| موضوع: موعد عبر الزمن (( كاملة ً )) .. 4/1/2015, 23:57 | |
| بقلم د.م انوارصفار المقدمة
- أين ( الارﮔيلة ) يا ولد ... كان هذا صوت ( ابو جابر ) الجالس على كرسي صغير و قد تدلى كرشه الضخم , أمام محل تجاري من مجموعة محال في بناية ذات عشرة طبقات , هذه البناية ملكه الشخصي . أسرع صبي في العاشرة من العمر بإحضار ( الارﮔيلة ) ليضعها امام ( ابو جابر ) و يسأله : - هل تأمرني بشيء آخر ؟ - لا , يمكنك الذهاب الآن , لكن المستأجرين الجدد , الم يحضروا بعد ؟ نظر الصبي الى ساعة يده و قال : - سيحضرون عند الحادية عشر , لا زال هناك وقت . رد ( ابو جابر ) وهو يغالب ضحكة صغيرة : - ننتظر و أمرنا لله , تعبنا من الطلبة و مشاكلهم .
الفصل الاول
( ابو جابر ) هذا كان رجلا بسيط الحال , ليس له أي رصيد مالي , لم يكن يملك سوى بيت قديم جدا ورثه من أباه, لكن , و لحسن حظه , تقرر بناء جامعة جديدة في نفس المنطقة , و كان مبنى بحاجة الى المساحة التي يشغلها بيته , عرضت عليه ادارة الجامعة مبلغا كبيرا من المال مقابل ان يبيعهم البيت , كان المبلغ مغريا , فكر كثيرا بالأمر حتى استقر رأيه على استثمار هذا المبلغ لشراء ارض قريبة من الجامعة و بناء عمارة من عدة طبقات مع مجموعة من المحال التجارية بحيث يؤجر المحال الى الراغبين و الشقق السكنية في العمارة الى الطلبة و بذلك يضمن موردا ماليا كبيرا في هذا الاستثمار و يؤمن مسكنه الشخصي حيث يجعل من الطبقة الاولى مسكنا خاصا له و بقية المبنى كان عبارة عن شقق صغيرة الحجم تتسع لثلاثة او اربعة طلبة ,و هكذا بادر الى تنفيذ مشروعه و ها هو الآن يجلس امام مبناه و قد طغى عليه شعور الفرح و الرضا .
- اهلا و سهلا بكم , ها قد وصلتم اخيرا .. قال مخاطبا القادمين الذين يبحثون عن مسكن لبناتهم الطالبات . - العمارة كبيرة و الايجار مكلف بالنسبة لشخص واحد , اقترح عليكم ان تسكن البنات الثلاث في شقة واحدة بما أنهن في نفس الجامعة , هيا اتبعوني لأريكم الشقة , تبادلت البنات النظر الى بعضهن , كانت نظرات مصحوبة بابتسامات حذرة , ( سمر) السمراء الجميلة ذات الشعر الاسود و العينين السوداوين كانت بصحبة اخيها , ( ايمان ) الشقراء ذات العينين الخضراوين كانت مع أمها و أبيها و تبدو عليها إمارات الترف , (هالة ) ليست شديدة البياض , رقيقة جدا , شعرها بني و عينيها كذلك , كانت بصحبة والدها , سار الجميع خلف ( ابو جابر ) حتى وصلوا الى مصعد البناية , ضغط ( ابو جابر ) على زر المصعد فلم ينفتح الباب , هنا , ضرب جبهته بيده و قال كمن يتذكر شيئا نسيه : - نسيت ان المصعد قد تعطل امس , ليست مشكلة سوف نستخدم السلم قالت ( أم ايمان ) بقلق واضح : - في اي طبقة تقع الشقة ؟؟ أجابها ضاحكا : - ليست بعيدة أبدا , انها في الطابق العاشر فقط .. هههههه صرخت أم ايمان .. - يا الهي ماذا ؟؟؟ اجابها بنفس الضحكة : - لا تخافي ..بالتأكيد سوف نصلحه .. استغرق صعودهم وقتا طويلا حتى وصولهم منهكين الى الشقة المطلوبة , فتح ( ابو جابر ) الباب و سرعان ما بادرهم بالقول : - الله , الله , روعة ..لن تجدوا اروع من هذا المكان , نظرت ( أم ايمان ) الى الاثاث الموجود داخل و قالت و هي غير مرتاحة : - و قالت ما هذا الأثاث البالي ؟؟ اجاب ( ابو جابر ) منزعجا : - بالي ...تسمين هذا بالي ! هذا اجمل و اروع اثاث .. ثم اشار قائلا : - توجد ثلاث غرف , يعني كل واحدة تأخذ غرفة .. غرفتان كانتا في الجهة الشرقية للشقة اما الثالثة فتقع بمواجهة الغرفتين بحيث لا يصلحها نور الشمس , - اعلموا ان ايجار الغرفة الواحدة ( 200 دولار ) شهريا قال ابو جابر موضحا ً فأعترض الجماعة على المبلغ المطلوب خصوصا بالنسبة للغرفة البعيدة عن ضوء الشمس , رد عليهم بذكاء : - طيب , من تسكن هذه الغرفة تدفع ( 100 دولار ) فقط و اجري على الله نظرت سمر الى اخيها و قالت : - أخي العزيز انا اقبلها , فرق الايجار ينفعنا .. - و لكن .. الغرفة غير صحية .. - لا , استخدمها للنوم فقط , طوال اليوم سأكون بالجامعة ..وافق ارجوك .. اضطر شقيقها للموافقة امام الحاحها و بسبب وضعهم المالي المحدود , - مبارك عليكم , هيا , انتم ايضا اختاروا غرفكم .. قال ابو جابر و هو يفرك يديه بسرور , دخلت أم ايمان الى الغرفة الاولى ثم الغرفة الثانية , لكنها عادت الى الغرفة الاولى مسرعة لأنها كبيرة و اثاثها افضل من البقية , كذلك فيها حمام صغير مستقل , قالت ان هذه الغرفة هي حصة ايمان ولكن والد هالة اعترض قائلا : - لا هذا ليس إنصافا ! يجب ان تأخذ ايجار اقل من ابنتي لو رغبت ان تختار الغرفة الثانية رد ابو جابر متصنعا الغضب : - لا اقبل هذا , بعد قليل ستطلبون مني ان امنحها دون مقابل , لا مجال اكثر من المائة دولار ,مستحيل ان اقبل بأقل من هذا , تفضلوا كي نذهب تشاور والد ايمان مع زوجته و قال لأبي جابر - طيب سندفع نحن 250 و اشار الى والد هالة و أنت 150 , موافق - طيب لا مانع عندي ... رد والد هالة . وهكذا احتضن مسكن صغير بنات الطبقة المرفهة و المتوسطة و الفقيرة * * * * * بعد ان استقرت كل فتاة في غرفتها دخلت والدة ايمان المطبخ كي تحضر بعض الطعام لكنها انزعجت مما شاهدته فكل شيء كان قديما و لم يعجبها الوضع لكن زوجها اخبرها انه سيشتري طعاما من السوق , و حين همّ بمغادرة الشقة تذكر الفتاتين و ذويهما فطلب من زوجته إخبارهم بأن الجميع سيتناولون طعام الغداء بمناسبة تعارفهم هذا اليوم , بعد ساعة كانت المائدة جاهزة لأربعة اشخاص جلس إليها الأهل بينما احتلت الفتيات الثلاث مقعدا طويلا و هن يحملن صحونهن بأيديهن منتظرات حصصهن من الوليمة , بعد الغداء تعرفت الفتيات على بعضهن . سمر مقبولة في كلية الطب , ايمان في كلية الآداب فرع التاريخ , هالة تقدمت الى كلية الهندسة , كل واحدة منهن تعرفت على مدينة الاخرى و عاداتهم و بينما كان الاهل يأكلون التفتوا الى ان الفتيات قد تآلفن بسرعة كبيرة فاطمئنوا الى هذه العلاقة الجميلة , بعد الغداء مباشرة استأذن شقيق سمر و غادرهم بعد ان ودع سمر و قبلها من رأسها , من بعده غادر والد هالة و بعده والدا ايمان , كانت الفتيات الثلاث يقفن لتوديعهم .يتبع --------------------------------------------------الفصل الثاني الجزء الاول الفتيات الثلاث بدأن مرحلة جديدة في حياتهن حيث الغربة و الاعتماد على انفسهن . كذلك الجامعة و الدروس الصعبة , و كان هذا يشمل سمر و هاله اكثر من ايمان حيث ان ايمان كانت تحب سماع الموسيقى و غالبا ما تسمع صراخ الاخريات لانهن يردن ان يدرسن , اضافة الى الشجار اليومي على من يجب ان تغسل الصحون و مشكلة فتح الشبابيك حيث ان سمر لا تتحمل البرد بينما تعشق ايمان الهواء الطلق , هذه النزاعات اليومية كانت تقربهن الى بعضهن بقوة , اصبحن كالاخوات حيث لو مرضت احداهن هرعت الاخريات و سهرن على راحتها الى ان تشفى رغم الفوارق الاجتماعية التي كانت بينهن , حتى الملابس كن يتشاركن ارتدائها في ما بينهن حيث كانت ايمان تملك مجموعة جميلة من الملابس , و بعد ان كانت في بادىء الامر تعيرها لصديقاتها الا انها بعد فترة كانت تقترح عليهن ارتداء ملابس معينة بحجة ان اللون الفاتح لا يناسب سها لانها شقراء بل يناسب سمر اكثر , اصبح حضورهن المستمر مع بعضهن الى الجامعة حديث الطلبة حيث اشتهرن بجمالهن و أدبهن و ذكائهن
الفصل الثاني الجزء الثاني لاحظت ايمان و هالة تغير حالة سمر بشكل محسوس , و بعد ان كانت لا تهتم بمظهرها او ملابسها و لا يهمها سوى الدرس , اصبحت تقف امام المرآة وقتا طويلا و كل يوم ترغب باستعارة ملابس جديدة من صديقاتها الى ان اكتشفن سر هذا التغير . اتضح انها معجبة بزميل لها في الجامعة حيث ابدى اعجابه بها بعد ان وجدها مهتمه جدا بالدروس والمحاضرات وفي يوم ما عرض عليها ان يشربا القهوة في الكافتريا , تورد وجهها من الخجل و الصدمة و باتت لا تعرف كيف تجيبه , لكنها لبت الدعوة و من يومها اصبحت تلتقي به كل يوم و كان كل من ايمان و هالة كل يوم يمزحن معها و يسألنها عن حبيبها , في بادئ الامر كانت تخجل و تزعل منهن , لكن بعد فترة اصبحت تتكلم عنه بكل فخر واعتزاز لا بل كانت تناديه (حبيبي ماجد) و استمرت البنات على هذاالمزاح الى ان وصل الدور الى ايمان حيث تبين انها اعججبت بفتى لفت انتباهها و اصبح مهتما بها , كان فتى هاديء الطبع جميل المظهر , و من بعد سمر صارت ايمان محور الحديث والمزاح الآن , و بدأت ايمان و سمر يسألن هالة كل يوم عن حبها الجديد لكنها كانت تقول ان قبلها من صخر و لن تحب ابدا و لا تريد خوض عالم الحب ,لكن يبدو ان الرياح لم تكن تهب كما تشتهي السفن حيث وقعت في حب أستاذها الذي كان يكبرها بـخمسة عشر عاما و الذي اخذ يهتم بها و يساعدها , و يوما بعد يوم تزايد اعجابها به لدرجه لا توصف بحيث كانت تقضي الساعات للعمل على المشروع الذي كلفها به كي يلتيقيان بمفردهما . في بادئ الامر لم تتنبه ايمان و سمر و ظنتا ان الامر مجرد علاقة طالبة تتابع توجيهات استاذها لكن سرعان ما عرفن انها وقعت في حبه , تغيرت حياتهن بعد ان دخلن تجربة جديدة لم يسبق لهن خوضها من قبل , حتى عاداتهن و اسلوب حديثهن قد تغير , اصبحن اكثر هدوء و اكثر جدية ,كل واحدة منهن ترغب ان تختلى لنفسها لساعات من الوقت , اصبحن يستمعن الى الاغاني الرومانسية و يذهبن الى السينما لمشاهدة الافلام الرومانسية , زاد اهتمامهن بمظهرهن , تغييرت طريقة تسريحة شعرهن , اصبحن يفهمن المشاكل العاطفية التي تواجههن اكثر من ذي قبل و يحاولن مساعدة بعضهن , ايمان كانت سعيدة جدا مع باسم , سمر غارقة في بحور ماجد , هالة و لطيف يعيشان احلاما وردية , اصبحت لكل منهم حكاية سوف نستعرضها , ماجد كان من عائلة غنية جدا بعكس سمر اليتيمة و الفقيرة , كانا يدرسان الطب معا , هو شاب نشط مرح و طيب جدا .. في احدى زياراته لاهله اخبرهم عن علاقته بسمر .. والده قال انه سيتحرى عنها كي يعرف من هي ما افرح ماجد كثيرا ظنا ً منه انوالده سوف يتحرى عن اخلاقها و نشاطها و ذكائها , لكن , كم كانت خيبته كبيرة عندما عرف ردة فعل والده الذي عرف انها يتمية و لا تملك من المال شيئا , و الادهى من ذلك , بدأ والد ماجد بمضايقتها و تهديدها بشتى الطرق كي تبتعد عن ماجد حتى وصل به الامر لارسال من يسرق كتبها لانه يعلم جيدا انها عاجزة عن شراء غيرها , تحول ذلك الحب الجميل الى جحيم لا تعلم كيف تتخلص منه , حتى فهمت اخيرا ان عليها الاختيار بين ان تترك ماجد او تترك الجامعة , حاولت صديقتاها ان تخففا عنها لكن دون جدوى , يتبع --------------------------------------------------الفصل الثالث تنبهت ايمان و هالة الى تدهور الحالة النفسية لزميلتهن سمر لكنهن كن عاجزات عن مواساتها , والد ماجد بعث لسمر من يأمرها بالتخلي عن حبيبها ماجد حفاظا على حياتها و مستقبلها و سمعتها , سمر اخبرت زميلتيها بالأمر فطلبن منها بإلحاح ان توافق خوفا عليها من الأذى الذي يمكن ان يلحقه بها والد ماجد , وافقت على الطلب بناء على رغبة زميلتيها و تخلصا مما يمكن ان يحدث لها من مشاكل جديدة ,استدعاها والد ماجد و قدم لها مبلغا مغريا من المال , لكنه طلب منها ان توقع على صك استلام المبلغ مقابل تركها لماجد , و لأنها كانت خائفة و مرتبكة وافقت على الامر و وقعت الصك دون تردد عسى ان تنتهي مأساتها , بعد هذا التصرف القاسي من قبل الوالد , اخبر ابنه ان سمر قد باعته مقابل المال و هكذا استطاع ان يقنع ماجد ان سمر ليست الفتاة المناسبة له , على اثر هذا الموقف قرر ماجد السفر الى الخارج لإكمال دراسته و التخلص من آثار الصدمة العاطفية المدمرة , سمر كانت ارق من ان تتحمل كل هذه الضغوط فقد تحطم قلبها و انطفأ النور الذي كان ينير حياتها بوجود ماجد و اصبحت منطوية على نفسها كثيرا , و لولا مساعدة صديقتيها ربما كانت ستترك الجامعة ايضا لكن ايمان و هالة ساعدتاها كثيرا في تجاوز الأزمة و الاستمرار بالدراسة . في السنة الثانية , و بعد ان عادت الى الدراسة من جديد كانت قد قررت ان تبدأ حياة جديدة , لا تفكر بشيء سوى دراستها و بشكل جدي و هذا ما حدث فعلا , في هذه السنة كانت هناك شقة اخرى اكثر رفاهية من الشقة التي سكنتها البنات الثلاث في العام الماضي حيث ان صاحب العمارة ( ابو جابر ) اقترح عليهن ان يأخذن هذه الشقة لأنهن اصبحن ( من صاحبات البيت ) , لكن , الغريب في الامر انهن رفضن ترك الشقة القديمة الرطبة الجدران , لم تستطع أية واحدة منهم تفسير هذا الرفض المضحك , كان الحدث الأهم في هذه السنة ما تعرضت له هالة حيث انه لم يكن اقل ألما مما حدث لسمر في العام الماضي , زوجة الاستاذ حبيب هالة عرفت بقصتها و ذهبت الى الجامعة و قالت ما قالت لهالة , الغريب ان الاستاذ لم يدافع ابدا عن موقفه , بل , على العكس من ذلك تظاهر بان لا علاقة له بهالة و انها هي التي تطارده , كان موقف الاستاذ اقوى زلزال عصف بمشاعر هالة و بشكل لا يصدق , غير ان سمر و ايمان لم تتركاها و لا لحظة , سمر اخبرتها عما عانت في السنة الماضية و ليتها لم تفعل حيث ان هذا التصرف أدى الى تأخرها بالدراسة , وقوف صديقتا هالة من جهة , و قوة شخصيتها من جهة اخرى , جعلاها تتجاوز الازمة بنجاح , على اثر هذا الموقف قررت ان تكرس كل وقتها لدراستها و مستقبلها و لم تعر الاستاذ اي اهتمام , بل اصبحت لا تفكر به ابدا حتى صار بعد فترة مجرد أطلال بالنسبة لها و حين تراه يحادث احدى الفتيات تتمنى لو انها تستطيع ان تحذرها من غدره .
بعد انتهاء العام الثاني ودعن بعضهن على ان يلتقين في نفس الشقة في العام المقبل , وهن يغادرن المسكن اخبرن ابو جابر مازحات ان لا يؤجر هذه الشقة الرائعة لأحد غيرهن فأجاب مازحا ايضا ان أمرهن مطاع و لن يؤجرها لأي شخص غيرهن , فكر ابو جابر ان الشقة تحتاج الى تجديد بعض الاثاث و اعمال صيانة و تجديد الطلاء و نفذ ما اراد فعلا حيث قام بصيانة و تجديد طلاء الشقة بعد ان فتح جزءاً من سقف غرفة سمر المعتمة و غلف الفتحة بالزجاج كي ينفذ ضوء الشمس داخلها . كان ينتظر عودتهن كي يفاجئهن بما فعل ,و فعلا حدث هذا عند عودتهن في السنة الثالثة فرحت الفتيات كثيرا بالتغييرات التي حدثت , اصبح ابو جابر يعتبرهن بمثابة بناته لذلك فرح لفرحهن كثيرا خاصة سمر التي اصبحت غرفتها جميلة جدا فقال لها :
- الآن اصبحت الغرفة مناسبة للدكتورة ..
ايمان و هالة أردن ان يمزحن معها فقالت ايمان :
- اصبحت غرفتك رائعة جدا و عليك دفع اجر مضاعف ---
كان قصدهن ان يسمعهن ابو جابر لكنه رد قائلا :
- لا ابدا لن تضيفوا اي شئ , ادفعوا كما دفعتهم في السنوات الماضية ..
استمرت الفتيات بالدراسة , ايمان كانت سعيدة جدا في علاقتها مع باسم و كانت تعتبر نفسها اكثر سعادة من صديقاتها , لكن للأسف , كانت الاقدار اقوى منهما , ذات يوم و بينما كانت سمر بالمشفى في احد الدروس التطبيقية في قسم الطوارئ احضروا شابا تعرض لحادث دهس خطير جدا و عندما شاهدته عرفته على الفور , رباه انه باسم اتصلت بهالة و اخبرتها ان تذهب الى ايمان كي تكون بجانبها قبل ان تعلم من غيرها و كانت هي تتابع اخبار باسم و لكن للأسف اخبروها انه توفى اثناء العملية , نزل الخبر عليها كالصاعقة , كيف ستخبر صديقتها العزيزة , في هذه الاثناء كانت هالة تمهد الطريق لإيمان كي تخبرها ...و اخيرا علمت ايمان , وانفجرت بالبكاء كالمجنونة حاولت سمر و هالة تهدئة ايمان دون فائدة , استمرت بالبكاء حتى أغمي عليها و نقلوها الى المشفى , سهرت سمر بجانبها تتابع حالتها و احيانا كانت تسهر معها هالة , لم تتمكن ايمان من نسيان مصيبتها , و اخيرا اتصلت سمر بوالدة ايمان و اخبرتها بالامر , جاءت الأم و اقامت مع ابنتها حتى تعافت من مرضها حيث ساعدها كثيرا وجود أمها لتخطى صدمتها هذا بالاضافة الى دور هالة و سمر , انتهت السنة الثالثة و افترقت الفتيات مرة اخرى عن بعضهن , لكنهن طلبن من ابو جابر ان يغير لهن الشقة لأنهن يرغبن ان يفتحن صفحة جديدة لا تذكرهن بالماضي , أوعدهن ابو جابر بذلك .
في السنة الرابعة عادت و التقين في الشقة الجديدة , كانت في الطبقة الثانية , جلسن بصمت بعد تبادل التحية مع ابو جابر , كان ابو جابر تنقل نظراته بين وجوههن مترقبا و منتظرا شيئا ما , لقد ادرك بفطرته انهن لا يستطعن الاستغناء عن مسكنهم القديم الحبيب لكنه جارى طلبهن و انتظر ماذا سيفعلن , بعد دقائق نهضت هالة و صرخت كالمجنونة :
- اريد غرفتي
و فعلت سمر و ايمان مثلها , انفجر ابو جابلا بضحكة مدوية و قبل ان يقلن أي شيء بادرهن بالقول :
- اعرف تماما ما تفكرن فيه الشقة موجودة و هي خالية لم اؤجرها بعد , اعرف تماما اهميتها لكن , هيانصعد اليها
[size=19]يتبع
--------------------------------------------------
الفصل الرابع
أربع سنوات مرت , كبرت خلالها البنات بما يوازي عشر سنوات بسبب المواظبة و السهر على الدراسة , كذلك توطدت العلاقة بينهن بشكل لا مثيل له , قابلهن العديد من الشبان الرائعين لكنهن تجاهلنهم و قررن عدم الوقوع في مصيدة الحب مرة اخرى , تعاهدن ان لا يرجعن الى تجارب فاشلة اخرى .
انتهت السنة الدراسية و انتهت معها ايمان من دراستها و تخرجت بدرجة التفوق , هذا يعني ان تفترق ايمان عن صديقتيها حيث ان سمر و هالة لم يكملن دراستهن بعد , كانت لحظات صعبة و مؤلمة تركت في نفوسهن أذى و غصة , فجأة , ومضت في ذهن سمر فكرة مجنونة , اقترحت على صديقتيها ان يجتمعن في هذا المكان بعد مرور عشر سنوات من تاريخ افتراقهن , و ان لا يتصلن ببعضهن طيلة هذه الفترة , أصيبت ايمان و هالة بالدهشة , لم يقلن اي شيء , ثم انطلقت الفتيات في ضحكة مجنونة تردد صداها في أرجاء البناية و رضين بهذه الشروط العجيبة التي لم تخطر على بال انسان بحضور ابو جابر الذي يعتبر شاهدا على الاتفاق .
افترقت البنات الثلاث , و انقضت فترة العطلة الدراسية , و حل العام الخامس , عادت هالة و سمر الى الشقة و الى مقاعد الدراسة من جديد , غير ان الحال كانت مختلفة الآن حيث حلت محل ايمان فتاة جديدة حصلت على القبول في الجامعة , كانت العلاقة بين سمر و هالة من جهة , و نادية , الضيفة الجديدة من جهة ثانية , كانت علاقة احترام متبادل , لكن , ليس كما كانت الحال مع ايمان , نادية كانت تقضي وقتها مع صديقاتها في اماكن السكن الاخرى بينما بقيت سمر و هالة لوحدهما , ربما كان فارق السن هو السبب , او , التجارب و الصدمات التي مررن بها هي السبب في عزوفهن عن الاختلاط ببقية الطلبة , او , ربما انهن لم يرغبن ان تأخذ مكان ايمان صديقة اخرى .
انتهت السنة الخامسة, حصلت سمر و هالة على درجات عالية ,
قال ابو جابر نلتقي بعد 9 سنوات كما اتفقتوا في السنة الماضية
–ضحكو وقالو ياعمو ابو جابر لم تنسى شئ ماشاء الله عليك
يتبع
--------------------------------------------------
[/size]الفصل الخامس
بعد 9 سنوات من رحيل هالة وسمر و10 سنوات من رحيل ايمان الساعة 10 صباحا من يوم ثلاثاء يوم 21 نيسان ابو جابر كل خمسة دقائق يسال غلامة الذي اصبح الان في 24 من العمر يا ابراهيم الم ياتي احد لحد الان ويسمع نفس الجواب لا والله لم اشاهد احد يا ابو جابر وبعد برهة سمع صوت وقوف سيارة اجرة نزلت منها امرأة في غاية الجمال والاناقة لم يطيل النظر كثيرا اليها ابوجابر وكانه شعر لم يصل ما كان ينتظر ولكن المرأة ظلت واقفة تنظر اليه واخيرا قالت مبتسمة صباح النور الم تعرفني؟؟ يا الهي انت يادكتورة سمر ؟ نعم انا هل تغييرت ؟ تغيرتي يا دكتور سمر –يا الهي اصبحت اميرة حقيقة ضحكت ومن ثم سألت الم يصلن بعد اجابها لا والله قاد ابو جابر الدكتورة سمر الى الشقة وهي تحاول صعود السلم ضحك وقال لا يا دكتورة المصعد ليس عاطل اجابته مازحة مقول ؟ اول مرة اسمع بذلك لم اسمع انه عمل خلال الخمس سنوات التي كنت اعيش هنا ضحك ومن ثم اخذها الى الشقة استغربت حين وجدتها نظيفة جدا وتغيرت كل اثاثها طبعا هي لم تخبر ابو جابر ولكنها كانت تتمنى ان تجد نفس الاغراض استاذ نها قائلا سوف اذهب انتظر الباقي
اشارت برأسها موافقة ومن ثم شكرته كثيرا وضع لها الحقيبة الصغيرة في ركن ثم خرج ظل ينتظر حيث وقفت سيارة اجرى اخرى ونزلت منها امراة شقراء في كل لياقتها وجمال عرفها ابو جابر رغم كل التغيرات التى وصلت لها قال كيف حالك ابنتي ايمان وبعد ان تفقد كل من الاخر وسال عن صحته رافقها الى الشقة وكم فرحت عندما وجدت سمر واخير التحقت بهم الجميلة التي اصبحت الان اكثر جمالا وانوثتا هالة جلسن الثلاث يتذكر اول يوم وصولهم ومن ثم مرت كل السنوات الاربعة امامهم وكذالك السنة الخامسة لهالة وسمر كانة فلم وكان لم يمضي عليه سوى عشرةاشهر وليس سنوات واخيرا سألت ايمان اتركونا من الماضي يا بنات اخبروني عنكن ما تفعلن الان اجابت سمر ان اصبحت اكبر اخصائية قلب وعندي عيادة مهمة حيث في البادية وصلني عقد عمل ومن ثم شاركني طبيب وبعدها وفقني الله حيث رغم اني صرفت على كل اخوتي تخرجوا باحسن ما يمكن وكذالك اخي احمد الذي ضحى وساعدني اشتريت له متجر كبير وكل سنة اصرف على طالبة كي تستطيع ان تكمل دراستها وارسلت مبلغ ثلاث اضعاف الى ابو ماجد من حوالي ثلاث سنوات بدل ما دفع لي وكتبت له رسالة النقود ليس كل شئ فرحوا كل من هالة وايمان لما حقته صديقتهم من تفوق اما ايمان قالت انا تخصصت في قسم التنقيب عن الاثار واصبحت احدى المتفوقات بذلك وصبح اسمي معروف حتى في اوروبا وعضوة في لجان مهم وكل فترة يدعوني كي التحق بهم واخيرا وصل دور هالة حيث اصبحت مهندسة مهمة جدا واكلمت دراستها بتفوق واصبح لديها شركة معرفة جدا الثلاث بنات اصبحن متفوقات واحدة اكثر من الاخرى والاجمل ازاد جمالهم واخيرا سألت ايمان وماذا عن الحب والرتباط اخبروني كيف كانت امروكم ظلن ينظر الى بعظهن كل واحدة تنتظر الاخرى تبدأ واخيرا طلبوا من سمر ان تبدا اجابت ضاحكة .كما تشائون انا الحقيقة بقيت سنوات لم افكر باي حب وما شابه ولكن اخيرا الدكتور الذي اخبرتكم عنه والذي شاركني فهمني ما هو الحب الحقيقي الخالص واستاطع ان يجلعني اتخطى الازمة ونحن مخطوبين من ثلاث سنوات كي نفهم بعظنا اكثر ولكن الان قررت ان ارتبط به فرحوا جدا كل من هالة وسمر وبعدها قررو ان يكون دور هالة اجابت هالة انا الحقيقة بعد ان تخرجت وعملت في الشركة تعرفت على شاب رائع جدا حتى في مشاريعي كان يساعدني وونحن مخطوبين من سنة وهو رائع اكثر مما تتصور واشارت لهم باخاتم فرحو جدا لها واخيرا وصل دور ايمان التي كانت لا تتصور سوف تحب شخص اخر بعد المرحوم باسم ولكن منذ حولى سنتان تعرفت على شاب رقيق جدا يعمل معها في مجال التنقيب (تنقيب الاثار ) واستطاع ان يحل حيز كبير من قلبها وقررو هم ايظا ان يتزوجوا كم كانت فرحتهم كبيره حين علموا ان كل منهم تخطت ازمتها واصبحت متفوقة في مجال تخصصها وقروا ان يذهبوا الى الجامعة كما في السابق كي يجددوا ذكرياتهم في الجامعة دخلوا ثلاثتهم اكثر جمالا وانقاتنه ممكا كانوا عليه
يتبع -------------------------------------------------- الفصل السادس دخلوا بالجامعة وبينما هم يتجولون ويجددون خواطرهم واذا باحد الطلاب الذي كان يدرس مع سمر والذ ي اصبح استاذ في كلية الطب وكان صديق ماجد بعد ان تعر ف على سمر ورحب بها سألها هل علمتي ما حدث لماجد ؟ ومن ثم اخبرها ما حدث له حيث بعد ان سافر الى الخارج تعرف على احدى الاجنبات وقضت على مستقبله وعلى صحته وكان ابو ماجد ,علم كم خسر سمر ولكن بعد فوات الاوان خاصتا بعد ان ارسلت له المبلغ اضعاف مع الرسالة لم تقل شئ سمر سوى انها تأسفت على ما مر به ماجد نتيجة غرور والد ماجد وتمنت له السلامة من ثم استاذنته كل من هالة وايمان حاولوا ان يخففوا عنها ولكنها قالت لهم هي بخير. وبعدها طلبت هالة ان يذهبوا معها الى كلية الهندسة حيث هناك علمو ان الاستاذ لطيف فصل بعد ان رفعت ضده اكثر من شكوى وبعدها تركته زوجته .لم تقل شئ هالة بل نظرت الى صديقاتها وقالت لهم هذا عدل الله . هذا كان حقه وهو يستاهل ما حصل له. ومن ثم طلبت ايمان ان يذهبو معها الى قبرالمرحوم باسم حيث اخذوا باقة ورد كبيرة واتجهوا الى المقبرة وهناك التقوا بوالدة باسم حيث عندما رأت ايمان فرحت بها ودعت لها بالخير والعافية وطلبت منها ان تدعى الى المرحوم باسم باستمرار وعدتها ايمان بذالك, وبعدها اتجهوا ثلاثتهم الى مطعم معروف جدا عندما كانوا طلاب كانوا يتمنون دخولة وطلبو الكثير من الاكلات وهم يضحكون ويمرحون كثيرا كل ما يتذكرون ما كانوا ياكلون قبل 10 سنوات واخيرا قالت لهم هالة سوف اقول شئ اظنكم سوف تعترضون عليه ؟؟؟ نظرو كل من ايمان وسمر اليها وسألوها خير ماذا تريدن ان تقولى ضحكت من كل قلبهاوقالت اريد ان اطلب منكم نضع مو عد اخر بعد 10 سنوات صرخوا صديقاتها لا ليس معقول ولكنها الحت وقالت لهم كم كان جميل هذا الموعد وافقوا ارجوكم واخيرا وبعد الحاح اقتنعوا الثلاثة واتفوا على موعد في تنفس اليوم 21 نيسان بعد عشر سنوات؟
المقطع الاخير حضروا الفتيات الثلاثة مع حقائبهم وبينما يركبون سيارة اجرة التي طلبوها ويودعون ابو جابر كل واحدة كانت تفكر بشئ ابو جابر :: هل ممكن ان اكون على قيد الحياة بعد عشر سنوات اخرى؟ ايمان : هل ممكن بعد عشر سنوات ان يكون لى اولاد ونأتي معا لزيارت قبر باسم ؟؟ سمر : هل ممكن ان يصبح لي بنات ويأتون هنا للدراسة مع بنات صديقاتي؟؟ وهالة ::هل مكن ان نعود من جديد ؟وكيف سوف نكون هذه المرة؟ كيف يكون الموقف هل سوف نعود لوحدنا ام مع ازواجنا واولادنا وو الف سؤال كان يخطر بفكر الجميع ولكن لا احد يعلم الجواب؟ حتى هالة ندمت من القتراح الذي اقترحته--ولكن الاوان كان قد فات؟ وانتم كل من قرأ هذه القصة ما رأيكم ما تعتقدون كيف سوف يكون الموعد المقبل؟؟ تمت ارجوا ان تروق لكم
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ بقلم د.م انوارصفار----------- | |
|