دلت الداسات الطبية القديمة والحديثة على أن التدخين من العوامل المحفزة لعديد من الأمراض وسأقتصر في هذا المقال عن تأثيراته على الروماتيزم حيث تمت متابعة علاقة التدخين بالتهاب المفاصل والروماتيزم فوجد أن حوالي 350 دراسة في هذا الموضوع وسألخص أحدث الدراسات الحديثة التي نشرت خلال الثلاث السنوات الأخيرة. لقد أثبتت نتائج بعض الداسات الطبية الحديثة أن التدخين يزيد قابلية الإصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتيزمي (الروماتويد) وفي بحث طبي في آيسلاند شمل 14 ألف شخص طبيعي تتراوح أعمارهم بين 52 –80 سنة وكان من بينهم 109 لديهم العامل الروماتيزمي موجب و187 كان سالب حيث أنهم لم يكونوا مصابين بأحد الأمراض الروماتيزمية، وبعد متابعة المرضى لمدة تتراوح بين 4-13 سنة وجد أن العامل الروماتيزمي استمر عند المدخنين أكثر من غير المدخنين مما يؤيد مدى تأثير التدخين على المناعة. من أهم أسباب الموت في مرضى الروماتويد نقص التروية القلبية و الإنتان الصدري وكلاهما يزيدا من جراء تدخين السجائر. إن التدخين ربما كان له تأثير مباشر على سير مرض الروماتويد بواسطة ازدياده للعامل الروماتيزمي وتغييره للوظيفة المناعية سواءً في الرئة أو جهازياً. فمثلاً وجد أن تدخين السجائر يؤدي إلى زيادة عدد الكريات البيضاء وقد وُجد في أجسام المدخنين تغيرات غير طبيعية في الخلايا اللمفاوية الدائرة والتي تؤهب للانتان أو السرطان. وكذلك فقد أثبتت الدراسات أن التدخين عامل هام من العوامل الخطرة لإحداث مرض الرئة الخلالي المترافق مع الروماتويد.
العلاقة بين التدخين و الروماتويد :
1. ازديادالعامل الروماتيزمي وخاصة نوع A (من المعروف أن المصابين بالروماتويد والذين لديهمهذا النوع إنذارهم أسوأ من الذين لديهم نوع M من ناحية الأعراض السريرية و المخبريةوالشعاعية).
2. ازدياد نسبة الإصابة بالروماتويد عند المدخنات إلى ضعفين ونصف.
3. ازدياد التنخرات المفصلية الظاهرة في الأشعة بنسبة ثلاثة أضعاف.
4. ازدياد نسبة الموت عند المدخنين المصابين بالروماتويد بسبب المضاعفات الرئوية والقلبية.
لذا ننصح القراء بالابتعاد عن التدخين بشتى الوسائل بالرغم من صعوبة ذلك فقد أعلن المؤتمر الدولي لعلوم التحاليل الطبية الذي عقد مؤخراً بالقاهرة حول الأضرار الصحية للتدخين بأن الإقلاع عن التدخين قد يكون أصعب من الإقلاع عن تعاطي الهيرويين حيث ثبت أن نيكوتين السجائر يصل إلى مخ المدخن في أقل من1 ثوان من إشعال السيجارة وهذه السرعة تعادل ضعفي سرعة وصول المخدرات وثلاثة أضعاف وصول الكحول إلى المخ.