الجينات قد تؤثر على مهاراتك في الرياضياتهناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تسبب صعوبات التعلم لدى الأطفال، منها مشاكل السمع ومشاكل النظر، إضافة إلى المشاكل النفسية والمشاكل الجينية التي أشار إليها الباحثون في الكثير من الدراسات، ولكن الجينات التي تؤثر في قدرات الطفل المتعلقة بالكتابة والقراءة يمكن أيضًا أن تؤثر في قدراته على تعلم الرياضيات، ولكن ليس كل من يجد صعوبة في فهم الرياضيات لديه خلل جيني، وبالتالي لا تتخذوا من الجينات شمّاعة تعلقون عليها ضعفكم في مادة الرياضيات!
في دراسة أعدها أوليفر دافيس، من كليَّة جامعة لندن، قارن الباحثون بياناتٍ جينيَّة ونتائج اختِبارات القراءة والرياضيات لدى أطفال توائم في عُمر 12 عامًا ينتمون إلى أكثر من 2000 عائلة بريطانيَّة وكانت النتائج كالتالي:
العديد من الجينات التي تؤثر على كيفية إتقان الطفل للقراءة والكتابة في المدرسة يكون لها تأثير على مهاراتهم في الرياضيات أيضاً، حيث وجد العلماء أن نحو نصف الجينات التي تؤثر في قدرات القراءة والكتابة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عام لعبت أيضًا دورًا في قدراتهم الرياضية، النتائج تشير إلى أن المئات وربما الآلاف من التغييرات الطفيفة في جينات الحمض النووي تساعد في تشكيل الجمع بين أداء الطفل في كل من القراءة والرياضيات.
وقال الباحثون أن العوامل الوراثية والتأثيرات البيئية الهامة، مثل الحياة المنزلية والمدرسية، تساهم تقريبًا بنفس قدر مساهمة الوراثة في دراسة الأطفال.
وقال روبرت Plomin، أستاذ علم الوراثة السلوكية في كلية كينغز في لندن وواحد من مؤلفي الدراسة: “أن الأطفال يختلفون وراثيًّا في مدى سهولة أو صعوبة التعلم ونحن بحاجة إلى الاعتراف بهذه الفروق الفردية واحترامها”.
“العثور على مثل هذا التأثير الجيني القوي لا يعني أنه لا يوجد شيء يمكن أن نفعله إذا كان الطفل يعاني صعوبة التعلم، أي أن الوراثةُ لا تقتضي أن نقفَ مكتوفي الأيدي أمامها؛ إنَّما يعني أنَّ الأمرَ قد يحتاج إلى المزيد من الجهود من طرف الأهل والمدرسة والمُعلمين لمُساعدة الطفل على اللحاق بركب التعليم، مثله مثل بقيَّة الأطفال الآخرين”.
وقال أوليفر ديفيس، في علم الوراثة في جامعة لندن: “نحن ننظر في هذه المسألة من ناحيتين، من خلال مقارنة تشابه الآلاف من التوائم، وذلك عن طريق قياس الملايين من الاختلافات الصغيرة في الحمض النووي لديهم وتوصَّلنا، من خلال هاتين الطريقتين، إلى أنَّ مجموعات مُتشابهة من الاختلافات الدَّقيقة في الحمض النووي الوراثي، تعدُّ مُهمَّةً للقراءة والرياضيات”.
إلا أن الدراسة لم تحدد جينات معينة ترتبط بالرياضيات أو القراءة والكتابة، حيث أن الباحثين لا يعرفون بالضبط تأثيرات المتغيرات الجينية، ولكنها قد تؤثر على نمو الدماغ ووظيفته، أو العمليات البيولوجية الأخرى التي تعتبر مهمة لتعلم المهارات على حد سواء.
بناء على نتائج الدراسات السابقة تبين أن الاختلافات الجينية بين تلاميذ المدارس البريطانية تفسر معظم الاختلافات في أداء التلاميذ في الامتحانات.
ويفسر الباحثون أن فهم كيفية تأثير الجينات على قدرات الطفل “يزيد من فرصنا في تطوير بيئات التعلم الفعالة التي من شأنها مساعدة الأفراد على تحقيق أعلى مستوى من القراءة والكتابة والحساب والمهارات المهمة المتزايدة في العالم الحديث”.
وقال كريس سبنسر في جامعة أكسفورد: “نحن نتجه إلى عالم حيث تحليل الملايين من التغييرات في الحمض النووي DNA، لدى الآلاف من الأفراد، هو أداة روتينية تساعد العلماء على فهم جوانب علم الأحياء البشري، حيث استخدمت هذه التقنية في هذه الدراسة للمساعدة في البحث، كما أن هذه التقنية يمكن أن تستخدم لتحديد روابط جديدة بين الأمراض، أو الطريقة التي يستجيب بها الناس للعلاج”.
المصادر
1 – 2
كتبه أحمد الوافي