مدينة قلعة رادكير ... اقدم المدن التاريخية في النمسا وقلعة الجمال عبر القرون.
رحلة الى عبق التاريخ واقدم المدن التاريخية الانسانية في النمسا ،الى مدينة ينابيع قلعة رادكير الواقعة على الحدود السلوفينية ،وشاءت الصدفة حضوري لاهم احتفالاتهم بمناسبة وجودي للعلاج في هذه المدينة وكانت احتفالية شعبية امتلأت شوارع المدينة بحسناوات المنطقة وكانت الاحتفالية تحت شعار الشباب الاقليمي يبحث عن حسناوات الاقليم يوم21\8\2015..ظلت الاسواق مفتوحة لاوقات متاخرة في الليل وظلت الموسيقى والاغاني بصورة حية تصدح في الساحة الرئيسية وكل المناطق..المتحف والنشاطات والاحتفالات عمت المدينة.
يـرتبـط اســم مـدينة ( ينابيع قلعة رادكير) بمنتجعات الينابيع المعدنية الساخنة العملاقة ويلتجيء صوبها سنويا أعدآد هائلة من السياح والمرضى لقضاء إجازاتهم بالإضافة إلى المرضى الدائمين حيث الأجواء الجميلة والهواء النقي والينابيع المعدنية وقدرتها في سرعة الشفاء ووجود طرق جميلة خاصة لعشاق السفر بالعجلات الهوائية وأما حكاية المطبخ فهي قصة أخرى لما يحمله من وجبات لاتنسى للزوار ويضاف الى الوجبة شراب العنب المشهور وكثرة مزارعه في المنطقة .المدينة تقسم الى قسمين والاثنان يحملان الاسم نفسه ويفصلهما عن بعضهما نهر مور العنيف وكل قسم يقع في بلاد، واحد في النمسا والاخر في دولة سلوفينيا.
تقع المدينة الصغيرة في جنوب شرق إقليم شتايامارك وبالرغم من ان عدد سكان المدينة الصغيرة لا يتجاوز 3093 نسمة إلا انها لم تخلُ من السياح والمقيمين في فنادقها الضخمة المخصصة للمرضى والعلاج .تم الاشارة لأول مرة الى هذه المدينة عام 1182 وبهذا تعد من المدن التاريخية وتم ذكر القلعة التي سكنت من قبل الملوك والامبراطوريات وأن موقع المدينة على الحدود المجرية فلذلك كانت ساحة حرب منذ القرن الثالث عشر وأما في القرن السادس عشر حيث صراع الامبراطورية النمساوية مع العثمانيين تم تحصين القلعة من خلال جلب المعماريين الإيطاليين حيث كان أغلب المعماريين الايطاليين يعملون في تلك الحقبة في قصور الامبراطورية في النمسا وتحت رعاية الامبراطورية. لقد كانت مشاكل اللغة والانتماء أشد المشاكل في مدينة (ينابيع قلعة رادكير) بين الناطقين بالالمانية والسلوفينييين حيث كانت المناطق السلوفينية ضمن مناطق الامبراطورية النمساوية .اليوم يوجد جسر صغير يربط الاثنين، وكذلك القوارب بالإضافة إلى باخرة كبيرة في الجانب الآخر .منذ عام 1975 تم الاعتناء بشكل كبير من قبل دار البلدية بالمنتجعات الصحية واقامة الفنادق الضخمة لاستقبال الزوار من كل أنحاء العالم ويوماً بعد يوم تتسع رقعة البناء والتنمية والتطور دون المساس بتاريخ المدينة القديمة وفنها المعماري .
تعد مدينة(ينابيع قلعة رادكير) بمدينة الحياة والحيوية والواجهات التاريخية وليس بوسع الزوار تصور الجمال الكبير فيها بهذا الحجم حيث أشجار النخيل ونادراً ما يمكن رؤيتها في النمسا هدوء ورومانسية جنوب الاقليم والأزقة الضيقة الرومانسية والتي أعادتني إلى المدن القديمة في صقلية واقليم توسكانا والشام القديمة ،الساحات والمقاهي الشعبية وأكلات الشوي في ازقتها والمحلات وكورنيشها الساحر والبعض يقول بأن عدد ساعات الشمس فيها في السنة تبلغ 1930 ساعة وهي مجموع الساعات التي تسطع فيها الشمس. في هذه المدينة الصغيرة اندماج واضح بين العولمة والحداثة وتعدد الثقافات وسحر المدينة الحديثة مالم يتوقعه البعض من عاصمة الاقليم مع رحلة استكشافية عبر المدينة وأزقتها وساحاتها وعبر القرون الوسطى ومن خلال الأزقة الرومانسية مع نظرة تاريخية ، للمباني والعمارات وفن العمارة من العصور الوسطى وعصر النهضة والباروك. سياحة وجولة جميلة وإحدى أمسيات صيف متأخر في شوارع المدينة وأزقتها الحجرية والتي تشبه كثيراً قرى قديمة لحين وصولنا إلى المتحف المحلي للمدينة الذي يقع في أحد القصور القديمة وكان القصر يوماً ما مستودعاً للأسلحة وقد تم تشييد القصر عام 1588 وجولة في المتحف بحد ذاتها جولة حول التاريخ حيث له نظرة كبيرة ودقة على التاريخ والتوقعات والنظرات والآراء لسكان المدينة بالاضافة الى نشاطات كثيفة للمتحف ومنها النشاطات الثقافية والفنون بكل أنواعها والمعارض والحفلات الموسيقية والأمسيات والمحاضرات الثقافية..يعد المتحف لأهل المدينة نقطة التواصل للجميع بين أحضانه.
مركز ثقل المدينة يرتكز أيضا على الحمامات ومنتجعات المياه المعدنية الساخنة حيث تقع هذه الينابيع على مساحة قدرها 3600 متر مربع وتعد أكبر الينابيع والمنتجعات في الإقليم ولها شهرة عالمية ،حمامات المياه المعدنية غنية بالمعادن وتنبع من عمق كيلومترين .الحمامات عالم من الاسترخاء والراحة وحيوية الفكر. لقد حازت المدينة عام 1978 على الاعتراف والتقدير بحفاظها على المدينة القديمة التاريخية.تم تطوير وتنمية العلاقات مع مدن أخرى كتوائم وكذلك وجود 5 لغات حية للترجمة وجذب الزوار بحيث من يصعب السير في المدينة القديمة من كثرة الزوار والحفلات حيث تكثر إقامة الحفلات في المدينة القديمة وأما المحلات فمتنوعة وبعضها يبيع المسائل الفلكلورية وأخرى شراب العنب وأخرى للسياحة.
مواضيع كثيرة تجمع هذه المدينة ببعضها وبالتاريخ ومنها الحرب والسياحة والعلاقات الاجتماعية وأحيائها أكثر وهذه النقاط تسجل تاريخ المدينة والفن يطرز بدوره هذا التاريخ ويشرع نظرة مستقبلية حية.وخلال جولتي وجدت في احدى اركان المدينة تمثالا كبيرا لجنود روس في حالة حرب ومن زمن الاتحاد السوفيتي السابق لعام 1945 واثار الحرب العالمية الثانية حيث كانت المدينة تحت سيطرة الجيش الروسي وظل التمثال كي يتذكر الشعب النمساوي ما فعله الروس بهم ومن عادات وتقاليد المدينة القديمة العربة التي تجرها الخيول موجودة لغاية اليوم في المدينة ومن خلالها رحلة الى العصور الوسطى وبيوت شخصيات ظلت خالدة عند اهل المدينة.. تسمى المدينة بمدينة السحر والحياة والنشاط والحيوية ..انها (ينابيع قلعة رادكير) الجمال.
الساحة الرئيسية في مدينة قلعة رادكير