تستفتني جنيتي عما جرى وأجيب في تيه الربيع مجلجله في رأسها نصف حياتي ونصف تمٌّ بآخره تنوح مولوله فالتسألي إني لعمرك سائلٌ فالعلم بضعٌ في بطون الأسئلة قد علّم التاريخ فيمن قبلنا درسنا لحاضرنا ويضرب أمثله ما يعلم التاريخ فينا جهل تبني له في كل ريع مزبله عذراً أيا تاريخ أنت معلمٌ وأنا حواري وعندي مسأله هل ديننا عسفٌ يقود رجاله ! أم ديننا يسر يُقاد بمُثقله ؟ تهفو إليه نفوسنا بمساجدٍ لله تسجد خُشّعاً متذللـه والكل يحشر وحده وكتابُه يأتيه في يوم طويل مذهله الأم تذهل فيه عما أرضعت والحمل يسقط من بطون الحمّله فأجابني التاريخ أن قد صدقتموا عُبّاد عجلٍ ضلّل ومضلِّله ما بين علماني أحمَرَ قلبُه أو ضبع دينٍ قابع في متفله تركوا كتاب الله خلف ظهورهم وسعوا بأم كتابهم لا أُمّ له أحضر فؤادك واستمع لمعلمٍ لا يدّعي علماً به لا رأي له الدين فلكٌ إن يزين شراعُه يسرقه ربّان الملوك بجلجله والدين ليس صحائفٌ مطوية ملئت بزخرف من يجيد البلبلة الدين تقرؤه عقول أولي النهى في النازعات وفي الضحى والزلزله والتين والزيتون أقسم ربنا والطور والبلد الأمين مكمّلة في أحسن التقويم أبدع خلقهُ ثم رددناه ليبلغ أرذله فاقرأ بنفسك ان أردت تبصراً في أضيق الحرفين ربك أوله إن كان في ثمّ فؤادك فارغاً قم واستعذ بالله قبل البسمله واقرأ لنوح سورة في صدرها أطواركم في آيتين منزله أو كنت في الأطوار لا تدري تجد في سورة الحج بيان مفصلة الذكر إن سكن الفؤاد يلينه لو كان صلدا في جبال سلسله هذا كتابي فاقرؤوا ان شئتموا أو شئتموا فالتقذوا في المرجله ويلملم التاريخ كل متاعه يطوي كتاباً فيه ما قد سجّله وسوامع الآذان رُقمٌ كُفّها وشواهد الأعيان شُخصٌ مُذهله هذا هو التاريخ يا جنيّتي يمضي ويهمل كل من قد أهمله