الأم هي الحاضنة الأولى للتربية الإبداعية وبناء الأجيال الدكتور زهير شاكر
دور الأســرة في بنــاء الشخصيــة السويــة للطفــل
يلعب المناخ الأسري دورا مهما في تنمية قدرات الطفل ، حيث يحقق المناخ الملائم أهم مطالب النمو النفسي والاجتماعي ، لأن الطفل في ظل هذا المناخ يتعلم التفاعل الاجتماعي ويتعلم المشاركة في الحياة اليومية ، كذلك يتعلم ممارسة الاستقلال الشخصي ، والطفل في جميع المراحل السابقة نجده متأثرا بالأسرة …
وتمثل الأسرة الوسيط الذي ينقل كافة المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي تسود المجتمع بعد أن تترجمها إلى أساليب عملية في تنشئة الأبناء ، متمثلة في توفير المجال الكافي لهم لمتابعة ميولهم وهواياتهم داخل المنزل وخارجه ، ومناقشتهم في الموضوعات التي تهمهم وتشجيعهم على الإطلاع ، إن هذه الممارسات تساهم بشكل إيجابي في رعاية وتشجيع الإبداع…
دور الأســرة في بنــاء الشخصيــة السويــة للطفــل
وعلى الأسرة مراعاة الآتي لتنمية وتشجيع وتعظيم الظروف الميسرة للتميز لدى أبنائها :
1. توفير المناخ التربوي السليم والمناسب لتنشئة أبنائها ، ويعتبر المناخ الإيماني الذي يطبق معاني الشورى والحرية المقننة هو أفضل بيئة ينشأ فيها الأبناء تنشئة سليمة ويحقق هذا المناخ الأفكار الجيدة والمؤثرة للأبناء ، وأن تحترم فيهم حب الاستطلاع وتساؤلاتهم ، وتحرص على أن تكون الإجابة عليها دون تذمر أو تقليل من شأنها ، ويساعد هذا المناخ على تعظيم دور الحوار كأسلوب للوصول للحقيقة فضلا على إنه لا يحقر ولا يعاقب المخالف له في الرأي ، ويفترض أن الرأي الأصوب هو الذي يأتي بعد مناقشة ، ويحظى بموافقة الأغلبية مع عدم نفي حق الأقلية في التعبير …
ولتوليد التفكير الإبداعي لدى الأطفال نحتاج إلى إعطائهم الثقة في نفوسهم ودفعهم إلى التصرف بمفردهم في المواقف ، وهذا يتطلب الاهتمام بالحوار والنقاش الموضوعي لطرح المزيد من الأفكار الجيدة وعرض وجهات النظر المختلفة ، لإثراء وتعميق القدرات الذهنية والفنية والعلمية ، والأبناء الذين يعيشون في مناخ ديمقراطي هم أقرب الناس إلى الشعور بالثقة بالنفس والاستقلال ، وإكسابهم صفات التعاون والاعتماد على النفس والقدرة على الإبداع وتربية العقول المفكرة والمبدعة …
دور الأســرة في بنــاء الشخصيــة السويــة للطفــل
ولقد حذر العلماء من بعض أنماط التربية التي تعوق الإبداع :
ومنها النمط الديكتاتوري المتسلط : وهو يتصف بالقسوة والتسلط وفرض الطاعة العمياء ، مع عدم الاستماع إلى الأبناء وعدم احترام آرائهم ، ومن أهم نتائج هذا النمط من الأسر أن ينشأ الأبناء ضعفاء في مواجهة المتغيرات .. وتقل قدراتهم الإبداعية في مختلف المجالات ، بل ويخلق ذلك عقولا سلبية وعاجزة بل قد يصيب أبناءه بأعراض مرضية كالميل إلى العزلة والخوف…
والنمط المتسامح : يتصف الآباء في هذا النمط بالتسامح الشديد مع الأبناء الذي يصل إلى حد التدليل وقبول الأخطاء دون توجيه ، مما يكون له تأثيرات سلبية على سلوك الأبناء ، وغالبا ما ينتج عن هذا النمط أبناء يتسمون بالفشل والانحراف وصنع عقول سلبية وعاجزة ، لأنه إذا كان واجب الأباء مساعدة الأبناء في إشباع حاجتهم فإن عليهم ألا يبالغوا في مساعدتهم إلى الحد الذي يجعل الأبناء يفقدون القدرة على الاستقلال عنهم ، وبالتالي يكونون غير قادرين على تكوين علاقات اجتماعية سوية …
2) ويجب أن أشير إلى أن المناخ الشوري الإسلامي في التربية يقضي على التفرقة في معاملة الأبناء ، ويساعد على عدم تذبذب سلوك الأباء تجاه الأولاد ، لأن عدم ثبات هذا السلوك يشعر الأولاد بالقلق ، ويفقدهم القدرة على توقع ردود الفعل تجاه سلوكهم فيصبحوا مترددين غير قادرين على اتخاذ أي قرار وبالتالي تفقدهم القدرة على الابتكار والإبداع …
1. ومن المناسب أن يتأمل الطفل الطبيعة ويبحث عن أسباب بعض الاختراعات ، ويمكن أن نعود أبناؤنا على هذا التأمل على شاطئ البحر وقت الغروب ووقت الشروق وفي الحدائق وغيرها …
2. ويبحث عن الفكرة الجديدة في غير أماكنها المعتادة ، كمن يبحث عن أماكن للعب واللهو فيفكر في المنزل وكيف يلعب فيه بدلا من النادي …
3. عودي ابنك على تغيير عاداته اليومية حتى لا يقع أسيرا للعادة ولا يحب التغيير أبدا ، فالروتين اليومي من معوقات الإبداع …
4. لا تعودي ابنك أن يحصر نفسه في إجابة واحدة للسؤال بل يعدد الإجابات عن السؤال الواحد …
5. حاولي أن تسألي ابنك عن أي شئ بصيغ مختلفة وليس بصيغة واحدة فقط حتى لا تكون صيغة السؤال خطأ فتكون الإجابة أيضا خطأ …
6. اتركي لابنك العنان أن يسأل ويجيب عن أسئلة : ماذا لو ؟ مثل : ماذا يحدث لو كنت عصفورا فوق شجرة توت ؟ ماذا يحدث لو كنت قبطان سفينة ؟ ما علاقة كذا بكذا مثلآ حين يربط بين ما يفكر فيه وبين ما يشاهده في الطبيعة ويربطه بفكرته كربط شاطئ البحر بسوق السمك ، فهذا كله ينمي التفكير الإبداعي عند الصغار …
7. ليتخيل ابنك أنه هو الفكرة الجديدة أو الرسم الجديد الذي صنعه ، فلو أتيحت له الفرصة ليتكلم ويدافع عن نفسه .. يا ترى ماذا يقول ، وماذا يطلب ؟
8. عودي ابنك ألا ينشغل بالأمور الثانوية ويترك الأمور الرئيسية ، وعودي ابنك أن يجزئ فكرته ويبدأ بالأهم فالمهم فالأقل أهمية …
9. لنعلم أولادنا أن الأفكار الجديدة قد تتعرض لاعتراضات وقد تتعرض لأخطاء فعدم اليأس والإحباط حينئذ هو الطريق إلى النجاح بإذن الله ، فالمخترع أديسون جرب 1800 طريقة كلما فشل في طريقة أخترع أخرى ، حتى صنع المصباح الكهربائي فلنعوده الصبر إن فشل في الاختبار أو أحبطه المدرس أو سخر منه أحد أقربائه …
10. عودي ابنك على التفكير في بدائل عديدة لأفكار قد تبدو له واضحة جلية خصوصا عند حل المشكلات …
11. عدم التحقير وعدم السخرية من جهود الطفل ومحاولاته الأولى ، بل لابد من التعاطف مع هذه المحاولات حتى وإن بدت فاشلة ، كي يستطيع من خلال هذا التعاطف المشبع بالتشجيع أن يقدم نتاجا آخر مع إثابة الطفل على أي عمل له قيمة . إن قال ابنك فكرة جديدة أو غريبة فلا تسخر أو تظهر استغرابا ، فإن طلب أن يسافر بالدراجة فقل له : ممكن ولكن ماذا لو تعبت في الطريق الصحراوي وكانت أقرب مستشفى على مسافة ساعة مثلا وماذا لو حدث كذا وكذا …
12. التعود على زيارة الأماكن الغريبة كقمة جبل أو قمة الهرم أو معرض الأشياء الغريبة أو زيارة كوخ أو مغارة وهكذا …
13. تجنبي نقد طفلك ولومه كثيرا ، وإن كان لابد منه فليكن قليلا وبأسلوب غير مباشر ليس فيه عنف …
14. لا ترفضي أي فكرة لأبنك ولكن أخرجيها عن سلبيتها ، فإن رفض المذاكرة مثلا فقولي له : إنك تعتبر هذا الرفض مؤقتا حتى ننتهي من الغذاء ثم تلعب وبعد ذلك تذاكر درسك .
15. علمي ابنك أنه إذا واجهته مشكلة أو مسألة لم يستطع حلها فليتركها ، ويشغل نفسه بأي أمر عضلي كالمشي والسباحة والتأمل والتحدث والنوم واللعب والاسترخاء والتنزه والأكل ، وهناك ستأتيه الأفكار الإبداعية لحل مشكلته إن شاء الله لأن العلماء يخبروننا بوجود علاقة بين جانبي المخ الأيمن والذي يختص بالخيال والأيسر الذي يختص بالحركة ، فعندما يتحرك الإنسان يعمل الجانب الأيسر ويستريح الجانب الأيمن فيبدل الخيال بالعمل …