انتشرت اللغة التركية فى محيط زمانى و مكانى عظيم بين الشرق و الغرب و نطقت بها شعوب كثيرة , و كُتبت بأبجديات متباينة , و شاركت فى صياغة حضارات عدة , فأثرت بها , و سجل بها تراثاً انسانياً لا يزال بيننا حتى اليوم .
و اللغة التركية الحديثة هى وليدة الجمهورية التركية الحديثة , أعتبرت اخر مراحل تطور اللغة التركية الشرقية , و شهدت خلال هذة المرحلة تطوراً فريداً فى الشكل و المضمون , فكتبت بالأبجدية الاتينية , و انفتحت على المفردات الاوروبية , و لم يقف هذا التطور حتى يومنا هذا .
و تحتل اللغة التركية موقعاً متميزاً فى مجموعة الاسرات اللغوية " أورال – ألتاى " حيث تتصدر أسرة لغات الألتاى التى تجمع بينها سمات أهمها : أنها لغات التصاقية ذات لواحق بناء و أن لواحقها تأتى فى نهاية الكلمات ولا تأخذ أية لواحق فى بداية الكلمة و أنه لا يطرأ أى تغيير على أصل الكلمة فيها عند تصريفها أو بناء اشتقاقات منها بإضافة لواحق فى نهايتها , فأصل الاسم و الفعل و الصفة فيها , و أن أصل الكلمة يتشكل من مقطع واحد فقط و أن هذا الأصل يكون غالباً المادة الاصلية للفعل . و يمكن القول بأن الكلمات فى هذة اللغات تشتق من هذة المادة الأصلية للفعل مع وجود بعض الأستثناءات , و أن أصل الكلمة يمثل الاسم فى حالة التجريد و الفعل فى صيغة الأمر الحاضر المفرد , و أن الكلمة فيها لا تميز بين المذكر و المؤنث أى أنه لا يطرأ أى تغيير عليها عند الإشارة إلى أى من الجنسين .
و تتميز الكلمة فى هذة اللغات بالتوافق الصوتى أى أنه إذا بدأت الكلمة بمقطع ذا حرف صوتى خفيف فإن مقاطع الكلمة التى تأتى بعدها لابد أن تكون خفيفة و إذا بدأت الكلمة بمقطع ثقيل تكون المقاطع التالية ثقيلة , كما أنه إذا انتهت الكلمة بمقطع خفيف أو ثقيل فإن اللواحق ذات الأحرف الصوتية التى تأتى بعدها لابد أن تتوافق معها صوتياً أيضاً , و أنه يتم ترتيب اللواحق فى كلمات لغات هذة الأسر اللغوية بحيث تأتى لواحق البناء بعد أصل الكلمة مباشرة ثم تأتى بعد ذلك لواحق التصريف , و أن العناصر المساعدة فى ترتيب الكلام مثل المضاف إليه و المضاف تأتى قبل الأسم و العناصر الأصلية فى الكلام مثل المضاف و الموصوف تأتى بعد الأسم , و أن الفعل أو ما ينوب عنه فى الجملة ( المسند ) يقع فى نهاية الجملة حيث تبدأ الجملة بالفاعل أو المبتدأ ( المسند إليه ) و تنتهى بالفعل أو الخبر ( المسند ) , و تحتل متممات الجملة موقعها بين المسند و المسند إليه .
المركز الرئيسى للغة التركية هو بلاد ما وراء النهر " تركستان " .
فى القرن الـ 19 تم أكتشاف حجارة سكنت عندها شعوب عرفت بأسم شعوب الترك , و فى عهد الدولة الأموية تم فتح بلاد ما وراء النهر .
و مع بداية ظهور اللغة التركية كانت هذة الغة منطوقة فقط و لم تكن مكتوبة ثم بدأ أهلها بالتنقل و كلما تنقلوا إلى بلد كتبوا اللغة التركية بلغة البلد التى ينتقلون إليها .
مع العلم أن الأتراك لم يستقروا فى وسط أسيا و لكنهم تنقلوا إلى المناطق المحيطة بهم .
ثم أنقسمت اللغة التركية إلى قسمين ( لغة تركية شرقية و لغة تركية غربية ) .
سنتناول هنا بإذن الله تعالى اللغة التركية الغربية .
اللغة التركية الغربية نقلها السلاجقة إلى الأناضول ثم أتخذ الترك من الأناضول موطن جديد لهم , أما اللغة التركية الشرقية فمقرها أوزباكستان .
و فى الربع الأخير من القرن الـ 11 أى فى عام 1071م فتح السلاجقة الأناضول فى معركة كبيرة دارت بين الروم و السلاجقة بأسم " معركة ملاذجرت " .
و منذ ذلك الحين أصبحت الأناضول هى المركز الأصلى للغة التركية حيث كانت تكتب وقتها بالحروف العربية و كانت لغة تخاطب فقط و لم يكن هناك حروف تسمى بالحروف التركية .
و قد أحتفظ سلاجقة الاناضول باللغة التركية و بدأوا فى كتابتها باللغة العربية فى القرن الـ 13 حيث قامت بذلك دولة كيرميان فى الأناضول و دولة آل عثمان عن طريق العلماء و الكتاب و من ثم بدأ ترجمة اللغة العربية و اللغة الفارسية إلى اللغة التركية حيث بدأت تنشط عملية الترجمة عندما تبنتها الدول المجاورة من خلال أشعارهم و ترجماتهم .
و قد كانت اللغة التركية فى القرن الـ 16 و الـ 17 لغة صعبة حيث كانت تعرف بأسم لغة و أدب الديوان لصعوبتها و عدم فهمها و لم يكن الشعب يفهمها إنذاك .
و عندما حل القرن الـ 17 أصبحت نسبة اللغة العربية 70% و اللغة الفارسية 20% أما اللغة التركية فقد وصلت نسبتها إلى 10% فى الشعر حيث كانت لغة تعبر عن اللغات الثلاث .
و مع بداية القرن الـ 19 حدث تطور حيث ضعفت الدولة العباسية و بدأ الغزو الأوروبى و الغزو الغربى و بدأت اللغة التركية تفتح أبوابها للغات الأوروبية و الغربية الأخرى من إنجليزية و فرنسية و إيطالية ............ إلخ نظراً لإحتكاكها بالغرب ووفقاً لعمليتى التأثير و التأثر .
و مع نهاية القرن الـ 19 و بداية القرن الـ 20 بدأ الأتراك يلاحظوا أن لغتهم قد تغيرت فعزموا على تنقيتها من التعابير و الألفاظ و الكلمات .......... إلخ العربية و الفارسية التى دخلت عليها لإحيائها من جديد و حتى ذلك الحين بقيت عادات و تقاليد الأتراك كما هى .
و مع دخول الربع الأول من القرن الـ 20 أنتقلت اللغة التركية نقلة كبيرة حيث قام كمال الدين أتاتورك بثورة أدت إلى :
· أنقلاب حروف اللغة عام 1928م حيث أقر كمال الدين اتاتورك أن الحروف التركية يجب أن تكتب باللاتينية .
· أنقلاب اللغة عام 1928م حيث كانت اللغة التركية تحتوى على كلمات غريبة و كان يجب تنقيتها من اللغة العربية و الفارسية فقام كمال الدين أتاتورك بتشكيل " مجمع اللغة التركية " عام 1937م و هدفه تطوير و تنقية اللغة التركية .
و عندما فتحت الدولة العثمانية أصبحت نسبة الأتراك فى :
1- شرق اوروبا لا تقل عن 30% .
2- أزرميجان 50% .
3- أوزباكستان و كزخستان 100% .
و منذ القرن الـ 18 و هم تحت الكابوس الروسى .
و قد ظهرت اللغة التركية الحديثة منذ إنقلاب كمال الدين اتاتورك عام 1928م .
سوف نحاول فى أثرنا هذا أن نتعرف على اللغة التركية الحديثة من خلال استعراض أبجدياتها الأولى مع نماذج من التطبيقات اللازمة للمتعلم المبتدئ .
تعد الحروف التركية هى نفسها الحروف العربية و الفارسية و لكن مع زيادة " كاف نونى " و " كاف يائى " .
تتكون الحروف الأبجدية التركية الحديثة من 29 حرف و هى عبارة عن الأبجدية الإنجليزية بعد حذف الأحرف W – X – Q " " و إضافة " - Ç - Ğ - I - İ - Ö - Ş – Ü "
1- Ç ينطق مثل ch فى اللغة الإنجليزية .
2- Ğينطق جاه و يسمى يوموشج جاه YumuŞak g .
3- İ ينطق كما ينطق حرف الـ E فى اللغة الإنجليزية .
4- Ş ينطق تشا .
5- Üينطق مثل حرف الـ O فى اللغة الفرنسية .
6- Ö ينطق مثل الـ Ü و لكن مخفف و ينطق للتعبير عن الصوت الخفيف .
وقد التى أستحدثها علماء اللغة التركية الحديثة للتعبير عن الاصوات التركية الموجودة فى الأبجدية الإنجليزية أو لدمج بعض الأصوات فيها . و هى على االنحو التالى :
A (a) – B (b) – C (c) – Ç (ç) – D (d) – E (e) – F (f) – G (g) –Ğ (ğ) – H (h) – I (ı) - İ (i) – J (j) – K (k) – L (l) – M (m) – N (n) – O (o) – Ö (ö) – P (p) – R (r) - S (s) – Ş (ş) – T (t) –U (u) - Ü (ü) – V (v) – Y (y) – Z (z)
.