ا
الحجر الأسود هو حجر مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وفقا للعقيدة الإسلامية فهو نقطة بدايةالطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا. أما سواد لونه، فيرجع إلى الذنوب التي ارتُكب وفقا للروايات عن النبي محمد.[1] حيث روى ابن عباس عن النبي محمد أنه قال: «نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم».[2][3][4] وهو سواد في ظاهر الحجر، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض.
فقد وصفه محمد بن خزاعة حين رد القرامطة الحجر سنة 339 هـ وعاينه قبل وضعه وقال: «تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع».[5][6] يعتبر الحجر الأسود من حجارة الجنة، حيث قال النبي محمد: «الحجر الأسود من حجارة الجنة»،[7] فهو ياقوته من ياقوت الجنة حيث قال النبي محمد: « إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب».[8]
كان عبد الله بن الزبير أول من ربط الحجر الأسود بالفضة ثم تتابع الخلفاء في عمل الأطواق من الفضة كلما اقتضت الضرورة وفي شعبان 1375 هـ وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً منالفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في سنة 1422 هـ.[9]
وصفه
رسم يوضح موقع الحجر الأسود منالكعبة ويرمز له بالرقم (1).
يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء رُبطت معاً عن طريق إطار من الفضة،[10] والتي يتم تثبيتها بواسطة المسامير الفضية إلى حجر . وقد عززت بعض الأجزاء الصغيرة معا من خلال لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهما. الحجم الأصلي للحجر هو حوالي 20 سنتيمتر (7.9 إنش) في 16 سنتيمتر (6.3 إنش). حجمه الأصلي غير واضح نتيجة لتغير أبعاده علي مر الزمان، كما تم إعادة تشكيل الحجر في عدة مناسبات.[11]
رسم يدوي للحجر من قبل الكردي، بعد أن وضع ورقة على الحجر ورسمها بنفس حجمها الصحيح، غرة ربيع الأول ١٣٧٦ هـ.[12]
وقال محمد بن خزاعة حين رد القرامطة الحجر سنة 339 هـ وعاينه قبل وضعه وقال: «تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع».[13]
في القرن العاشر الميلادي وصفه المؤرخون أنه بيضاوي الشكل يبلغ ذراع واحد (ما يزيد قليلا عن 1.5 قدم (0.46 م)، في أوائل القرن السابع عشرالميلادي سجلت قياساته على أنها 1.5 يارد (1.4 م) في 1.33 يارد (1.22 م)، وفي القرن الثامن عشر قام علي بك الكبير بأول محاولة لقياس الحجر الأسود، وبلغ طوله 42 بوصات (110 سم)، و في عهد محمد علي باشا تم قياسه بشكل أفضل حيث سجلت مقاساته: 2.5 قدم (0.76 م) طولاً في 1.5 قدم (0.46 م)عرضاً.[11]
وكان أول وصف الحجر الأسود في الأدب الغربي في نهاية القرن التاسع عشر ومع بداية القرن العشرين من قبل الرحالة الأوروبيين في الجزيرة العربيةحيث زاروا الكعبة. وزار الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت مكة المكرمة في عام 1814، وقدم وصفاً مفصلاً له عام 1829 في كتاب «السفريات في البلاد العربية».[14]
ومن المتأخرين، وصفها ورسمها الخطاط محمد طاهر الكردي وقال:
«الذي يظهر من الحجر الأسود الآن في زماننا - منتصف القرن الرابع عشر الهجري - ونستلمه ونقبله ثماني قطع صغار مختلفة الحجم، أكبرها بقدر التمرة الواحدة، كانت قد تساقطت منه حين الاعتداءات عليه من قبل بعض الجهال والمعتدين في الأزمان السابقة. وقد كان عدد القطع الظاهرة منه خمس عشر قطعة، وذلك منذ خمسين سنة، أي أوائل القرن الرابع عشر للهجرة، ثم نقصت هذه القطع بسبب الإصلاحات التي حدثت في إطار الحجر الأسود، فما صغر ورق عجن بالشمع والمسك والعنبر، ووضع أيضا على الحجر الكريم نفسه.[15]»
تسميته[عدل]
سُمي الحجر الأسود بحسب ما روى ابن عباس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم».[size=11][2][3][4]. وسماه البعض بالحجر الأسعد إلا أنه لم يثبت بالأدلة صحة هذا الاسم إلا في رواية لحديث ضعيف رواه الحاكم في المستدرك.[16]والذي سُمي أيضا في الحديث بـ «الركن» وصفه المتقدمون، فقد روى الفاكهي «عن مجاهد قال نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير البيت، فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض.»[17]آثار عنه
[/size]
رسمة للحجر من الأمام والجنب، من كتاب للمستشرق وليم مُيور.[18]
[size]
حسب الآثار الإسلامية، فإن الحجر أتى به جبريل من السماء، فقد روى ابن جرير في تفسيره، والأزرقي في «أخبار مكة» بإسناد حسن، وكذا رواه الحاكم في مستدركه، وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن خالد بن عرعرة أن رجلا قام إلى علي فقال:«ألا تخبرني عن البيت ؟ أهو أول بيت وضع في الأرض؟ فقال: لا ولكن هو أول بيت وضع فيه البركة، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، وإن شئت أنبأتك كيف بني: إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا في الأرض. قال: فضاق إبراهيم بذلك ذرعا، فأرسل الله السكينة -وهى ريح خجوج ، ولها رأسان - فأتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة ، فتطوت على موضع البيت كتطوي الحجفة ، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة . فبنى إبراهيم وبقي حجر، فذهب الغلام يبغي شيئًا، فقال إبراهيم: لا ، ابغني حجرًا كما آمرك . قال : فانطلق الغلام يلتمس له حجرًا ، فأتاه فوجده قد ركب الحجر الأسود في مكانه ، فقال : يا أبت ، من أتاك بهذا الحجر ؟ قال : أتاني به من لم يتكل على بنائك ، جاء به جبريل من السماء . فأتماه.»[19]كما جاء في الحديث أن «الحجر الأسود من الجنة»، وعن ابن عباس أن النبي محمد قال: «نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم». غير أن المسلمين لا يعبدون هذا الحجر، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يُقبِّل الحجر الأسود ويقول: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يُقبِّلك ما قبّلتك».[20]تاريخ الحجر الأسود
[/size]
صورة رسم اقتراضي أثناء قيام النبي محمدبرفع الحجر الأسود محمولا علي ثوب لقبائل قريش: من كتاب جامع التواريخ للهمذاني.
[size]
إعادة وضعه من النبي محمد
جاء في كتب السيرة أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حين كان في الخامسة والثلاثين من عمره (أي قبل البعثة)، أرادت قريش إعادة بناء الكعبة، فحصل خلاف أيُّهم يكون له فخر وضع الحجر الأسود في مكانه، حتى كادت الحرب تنشب بينهم بسبب من ذلك. وأخيراً جاء الإتفاق على أن يحكّموا في ما بينهم أول من يدخل من باب الصَّفا، فلما رأوا محمداً أول من دخل قالوا: «هذا الأمين رضينا بحكمه». ثم إنهم قصّوا عليه قصَّتهم فقال: «هلمَّ إليّ ثوباً» فأُتي به، فنشره، وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه ثم قال: «ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب»، ففعلوا وحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء، ثم تناول هو الحجرَ ووضعه في موضعه، وبذلك انحسم الخلاف.[21][22][23] الزبير ويزيد بن معاوية
ولم يعتر الحجر الأسود نقل أو تغييب من عهد قصي بن كلاب إلى بناء عبد الله بن الزبير، وهو أول من ربط الحجر الأسود بالفضة عندما تصدع من الأحداث التي جرت عام 64 هـ، حيث احترقت الكعبة بسبب الحرب بين ابن الزبير الذي تحصَّن داخلها و جيش يزيد بن معاوية، وتكررت الفعلة سنة 73 هـ على يد الحجاج بن يوسف الثقفي ، ثم أضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس وأفرغ عليه الفضة.[24][/size]