تلمس اثار الجرح القديم المحفور على اسفل بطنها كخريطة قديمة ثم سألها بتلعثم طفولي محبب :
ما هذا يا ماما ؟؟
اجابتة وهي تبتسم له ابتسامة ملئوها الحنان :
هذا الشق المخاط المرسوم على بطني هو المكان الذي خرجت انت منة للحياة.
ابتسم و فتح عينيه :
يعني انا خرجت من بطنك يا ماما ؟؟ هل كنت اعيش في بطنك ؟؟
اجابتة و هي تقبلة و تهمس باذنة الصغيرة :
لقد تكونت في بطني و سكنتها لمدة 9 اشهر , في كل لحظة من هذه الاشهر كنت اتلمس وجودك الجميل , استشعر نبضات قلبك الخجولة , اراقب بشغف نموك في داخلي , زيادة حجمك كلما ازداد حجم بطني , عانيت من الاعياء و التعب و الارهاق , و خفت كثيرا من مخاض الولادة الذي كان صعبا , جائني المخاض لمدة اربع ساعات متتالية و رغم كل هذا لم اتمكن من انجابك بصورة طبيعية , فأضطروا الى اجراء عملية قيصرية لأخراجك للحياة , لكن هل تعلم يا صغيري ما ان فقت و احضروك الى احضاني حتى عدت للحياة و شعرت اني ولدت من جديد و اصبح كل ذلك التعب مجرد ماضي لا اذكرة , اصبحت منذ تلك اللحظة عالمي الجديد , حبي الذي انتظرتة تسعة اشهر لأراه يغفو بأحضاني .
ادمعت عينا الصغير :
اذن يا ماما هذا الجرح مقدس بالنسبة لي , و اسف لاني سببتة لك , من اليوم سأعتبر هذا الشق في بطنك رمزا لوجودي , و سأكون ممتنا لهذا الوجود في كل يوم من حياتي ,, كم احبكِ يا امي .