في أحد الأيام شاهد الثعلب حمارا يركض بأقصى سرعته استوقفه ليساله عن سبب الركض فأجاب الحمار
ياصديقي قد حلت في الديار المجاعة وخلت الأسواق من كل بضاعة وصار التاجر يحلف الف يمين أن ليس في متجره لا غث ولا سمين وبعد ذلك انقرضت الخراف والابقار واختفت كل الطيور من على الأشجار ومن أمس بالليل صار الناس ياكلون لحم الخيل
استغرب الثعلب وقال
غريبة جدا هذه الأخبار تجعل الرأس يدور ويحتار ولكن ما شانك باكل لحم الخيل وانت حمار ؟
قال الحمار وهو يلهث
عجيب كلامك أيها الثعلب من يحسبك ذكيا اكل مقلب عندما يمسك برقبتك الجوعان ويجرك خلفه إلى أي مكان ويسخن القدر على النار سيسلخ جلدك كالفار قبل أن يدرك انك حمار
فكر الثعلب مليا وقال
خذني معك أيها الصديق إلى حيث لا مجاعة ولا ضيق فمن يدري بعد الخيل على من يحل الويل فقد يستلذون لحم الثعالب ويشوونهم بدل الأرانب فيضيع الحمار والثعلب والبقية بسبب خلط في الهوية وتصعد أرواحنا للسماء على اثر تشابه في الاسماء
محسن الصفار
*مقتبسة من التراث