الفيل الواعظ
بقلم محسن الصفار
قرر الفيل أن يصبح وأعظا وان يصلح حال كل الحيوانات ويرشد من ضل منها إلى طريق الصواب فمشى في الغابة حتى صادف ثعلبا يترصد لقن دجاج حتى تخرج الطيور ويهجم عليها وقف الفيل أمام الثعلب بكل حزم وقال
- يا صديقي اني اليوم لك ناصح امين اترك السرقة فإنها لا تنفع ولا تغني
نظر الفيل إلى الثعلب فوجد عيناه قد ادمعت فعرف أن كلماته قد أثرت فيه فاكمل قائلا
- اتحب أن يترصد أحدهم لجحرك ويلتهم جراءك؟ فإن كنت لا ترضى الظلم على نفسك فلم ترضاه على غيرك
نظر الفيل إلى الثعلب فوجد وجهه قد احمر ودموعه تنهمر ويكاد نفسه ينقطع فقال له
-أرى أن كلماتي قد وقعت على قلبك وأصابت ضميرك
فقال الثعلب وهو يبكي
-لا والله كلماتك لم اسمعها ولكن رجلك داست على قدمي وتكاد من الألم تزهق روحي فأبعد عني ثقل قدميك اولا ثم عظني ما شئت تاليا فإذا لم تكن وقفتك على الجسم خفيفة لن تكون موعظتك على القلب مفيدة .