هيرالال» ابن أكبر زعيم سياسي أنجبته الهند «المهاتما غاندي» محرر الهند من الاستعمار الانجليزي، وقد كان «غاندي» منشغلا عن «هيرالال» بكفاحه الدائم، وكانت ديانته «براهمي» ثالوث مكون من «براهما وسيفا وفشنو»، ودرس حتى تخرج محاميا كوالده، وأتاح له عمله كمحام الاطلاع على مدى التفرقة العنصرية بين طوائف الشعب، وكيف انهم لا يفرقون بين من قتل القطة، ومن قتل أحد المنبوذين «الفقراء»، وفي الكفارة مثله كالضفدع، وشدّه ان أصحاب الديانة الثانية في الهند «الإسلام»، لا يفرقون في الكرامة بين الغني والفقير ولا بين سليل العائلة الكبيرة والمقطوع من شجرة، فأخذ يدرس دين الإسلام، والتقى بشيخين جليلين «زكريا مينار ونذير أحمد»، حيث أقنعاه بأن كل ما تبحث عنه «نفسه وروحه الحيرى» موجود في الإسلام، الذي هو دين الله منذ الخليقة «دين التوحيد»، ومازالا به حتى شرح الله صدره للإسلام، فأعلن رغبته الصادقة في إعلان إسلامه وكان عمره 50 عاما، وفي يوم الجمعة ارتدى قميصا أبيض وعمامة وتوجه الى الجامع الكبير في «بومباي»، وبعد أداء الصلاة وأمام أكثر من 20 ألف مسلم أشهر إسلامه، وتسمى باسم «عبدالله هيرالال غاندي» وصعد المنبر، وألقى كلمة جاء فيها «كلكم يعلم بأني ابن الزعيم الوثني غاندي، وأنا أعلن على رؤوس الأشهاد، وفي وسط هذا الجمع العظيم، أني قد عشقت الإسلام وأحببت القرآن وآمنت بالله وحده وبالرسول الأطهر سيدنا محمد صلوات الله تعالى عليه، وأنه خاتم النبيين، وأنه لا نبيّ بعده وان ما جاء به من القرآن حق، والبعث والنشور حق، والملائكة والقضاء والقدر حق، وأنبياء الله حق، وللإسلام وللقرآن سأحيا وأموت، وسأدافع وسأناضل وسأكون مبشرا وداعيا له بين قومي وعشيرتي، ألا إن هذا الدين الحنيف هو دين العلم والثقافة والعدل والأمانة والرحمة والمساواة»، وصافحه وهنأه جميع المصلين، وكان وقع إسلامه على والده، وعلى الهندوس كنزول الصاعقة وهددوه بالقتل، ولكنه خاطب الهندوس بأنه من الخير لهم دراسة حقيقة الإسلام والعدالة فيه، وإن لم يعتنقوا الإسلام، فليدرسوه دراسة واعية وليعلنوا لنا ولأمة المهاتما غاندي، ثم الى العالم الشرقي والغربي كلمة الحق، وصدق «عبدالله غاندي» في دعواه وفي إسلامه، فالإسلام دين الحياة ودين الفطرة ودين الخلود.