لعبة طفلك.. مسئولية من؟

أشارت بيدها إلى تلك التي في الرف العلوي..
لدى صديقاتي مثلها.. إنَّها تتحدَّث وتبكي وترقص وتشرب العصير أيضاً، هكذا رأيتها في التلفاز.
أريدها من فضلك يا أمي!
أما هو فقد ذهب إلى قسم الألعاب الإلكترونية، حيث أصبحت التركيبات والسيارات لا تُثير اهتمامه، ولا يريد إلا البلاي ستيشن، أو الجيم بوي..
لا يخفى علينا جميعاً أهمِّية اللعبة بالنسبة للطفل؛ فهو من خلال ألعابه يستمتع ويفكِّر ويتعلَّم ويتخيَّل.. ويقضي أغلب وقته مع ألعابه.
لذا أصبح الكثيرون يحتارون عند ذهابهم لمحلات بيع الألعاب التي انتشرت بكثرة في وقتنا الحاضر، والتي فيها الغالي النفيس والصيني الرخيص، واللعب التعليمية التي تنمِّي العقل، أو التقليدية التي ليس لها إلا شَغْل وقت الفراغ فقط..
وكل طفلٍ يختلف عن غيره في بُنيته وشخصيَّته وطريقة تفكيره.. بل إنَّنا نجد من التوائم اختلافات كبيرة أيضاً؛ لذلك أصبح الأطفال يختلفون حتى في ألعابهم وكيفية اختيارها.. فما يهواه عمر لا يناسب خالد، وما تعشقه سلمى لا يعني لنورة شيئاً..
ومن الضروري أنْ نُشرك أطفالنا في اختيار ألعابهم في حال لم يستطع الطفل اختيار المناسب له، أو نترك لهم حرِّية الاختيار مع أهمِّية تنبيههم إلى ما يصلح لهم، وما هو مناسب لثقافتنا الإسلامية وهويَّتنا العربية.
ويجب أنْ يحرص الوالدان على توفُّر سُبُلِ الأمان في اللعبة؛ كأن تكون مصنوعة من مواد غير ضارة بالطفل وغير مدبَّبة، ويُفَضَّلُ أيضاً أنْ تكون اللعبة قابلة للغسيل؛ لضمان بقائها نظيفة.
وتختلف الألعاب بحسب المراحل العمرية المختلفة، ففي السنوات الأولى من عمر الطفل يُفضَّل اختيار الألعاب المصنوعة من قماشٍ، والمحشوة بالقطن؛ لكي تبقى خفيفة لا تؤذيه في حال سقوطها عليه، وأن تكون جذَّابة زاهيةَ الألوان، ولا بأس في بعض الألعاب التي تصدر أصواتاً طبيعية: كأصوات الحيوانات وغيرها..
وغالباً ما تكون الألعاب مشتركة بين الجنسين حتى سنِّ الثالثة تقريباً، ثم تبدأ في التباين حسب طبيعة الأطفال وحسب البيئة التي يعيش فيها الطفل..
وعندما يكبر الطفل فلا بُدَّ للأهل من تحديد ميزانيةٍ للعبة الطفل قبل الذهاب للسوق، وإخبار ابنهم بذلك، والاتِّفاق معه على بعض الألعاب الممنوعة التي تتنافى مع ديننا الحنيف، أو تلك التي لا نرغب بشرائها لسبب أو لآخر..
وعادةً ما يَمَلُّ الطفل سريعاً من لعبته.. فتعمد بعض الأمهات إلى إخفاء بعض ألعاب صغارهن لمدة محدودة، ثمَّ تفاجئ طفلها بتلك اللعبة التي بعدت عنه لفترة وجيزة؛ فتصبح لديه كالجديدة، ويعود لينهمك باللعب بها مرة أخرى..