ظهر أول تلفون مرئي بالأبيض والأسود في أحد معارض نيويورك سنة 1964، وبقي موجودا كذلك حتى أوائل الثمانينات حين بدأت تظهر تكنولوجيات جديدة للمكالمات المرئية. كان التلفون المرئي في ذلك الوقت يحتاج لموقعين متصلين بخط تلفوني ذو دائرة اليكترونية متخصصة لهذا الغرض. مما جعل الأمر مكلفا للغاية، وبالتالي كان الأمر محدودا بالشركات الضخمة أو المؤسسات الحكومية.
بعد سنوات قليلة ظهرت تكنولوجيا خطوط اتصال رقمية تسمى ISDN ، هذه التكنولوجيا زادت بشكل هائل من امكانات الأتصال المرئي، وبالتالي خفضت تكاليف هذه الاتصالات بشكل كبير. وفي أوائل التسعينات وعندما ظهرت تكنولوجيا ضغط المعلومات لتصغير حجم ملفاتها، وكذلك بعد أن وضعت لها قياسات معيارية، أصبح معمول بها دوليا، كل هذا أعطى دفعة قوية للاستثمار في هذا المجال، وكذلك في مجال التطوير والبحث. وأصبحت الظروف مهيئة تماما لإحداث ثورة حقيقية لتطوير امكانية استخدام الكمبيوتر الشخصي للاتصالات المرئية وبدون تكاليف عالية.
لقد وضع اتحاد الاتصالات الدولية(ITV) وهو كيان تابع للأمم المتحدة، ومركزه جنيف، أسسا وقواعد عالمية موحدة للإتصالات الهاتفية، وتتعلق بمواصفات المنتجات والخدمات المختلفة مثل (PBXs) ويعنيPrivate Branch Exchange والإشارات الدالة للصوت Voice codecsوأنظمة مفاتيح الإشاراتSwitch Signaling Systems وأنظمة إرسال المعلومات Data Transmission والتلفون المرئي Video Telephonyوغيره من العديد من المواصفات الأخرى. ومن ضمنها فإن (ITV) تشير إلى المعايير التي أطلق عليهاH.323 و T.120 .
إنH.323 أو أنظمة الاتصالات المبنية على حزم إشارات الوسائط المتعددة أو ما يسمى:
Packet based multimedia communication systems قد أعتمد على أساس أنه المعيار الذي يفصل ويشرح كيفية حمل إشارات الصوت والصورة بينن نهاية نقطتين. وهو واحد من جملة معايير تم اعتمادها لتوحيد أنظمة الاتصالات، ولعدم تشتت الصانعين وبالتالي المستهلكين باستخدام أسليب متنوعة ومتضاربة مما يحد من تطوير تلك الأنظمة.
وأنه بتفحص اعلانات بيع أجهزة الكمبيوتر، فستجد أن كثير منها تتضمن بأن مواصفات أجهزتهم تحتوي على كاميرا فيديو وبرنامج خاص للاتصال المرئيه والبريد المرئي، وما كان محدودا الانتشار قبل سنوات أصبح الآن في متناول الجميع. واصبح هناك امكانية استخدام هذا النوع من الاتصالات في مجال التداولات والمؤتمرات المرئية والتعليم بالمراسلة المرئية، والتفاعل الحقيقي وجها لوجه.
لقد أصبحت البساطة والسهولة القاسم المشترك لأي من أنظمة الاتصالات أو المؤتمرات المرئية. وصممت هذه الأجهزة حتى يستطيع أي انسان أن يفهمها ويقوم بتشغيلها بسهولة. تتضمن هذه الأجهزة بالإضافة للتوصيلات الضرورية، كاميرا مع جهاز تشغيل عن بعد، وميكروفون مثبت بها داخليا. صنعت الكاميرا بطريقة يسهل صيانتها، ولكي تكون مقاومة لما يمكن أن تسببه الأخطاء بسبب الجهل لعدم المعرفة المسبقة. بعض الكاميرات تحوي عدسة مقربة، وقد يحتاج بعضها إلى خط تلفوني رقمي من نوع ISDN.
كيف يعمل هذا النظام:
عندما تقوم بتشغيل نظام الاتصال المرئي، يتحول كل من الصورة والصوت إلى إشارات تتحول بالتالي إلى معلومات رقمية وتسافر عبر خطوط التلفون إلى الشركة المزودة بخدمة الإنترنت. ولا تذهب تلك المعلومات مباشرة لكمبيوتر الجهة المطلوبة. ومن أجهزة الكمبيوتر في الشركة المزودة تبدأ تلك الإشارات رحلتها للجهة المطلوبة مهما كان بعد تلك الجهة على سطح الأرض. بالطبع فإنه من الأفضل للمعلومات أن تذهب مباشرة لكمبيوتر الشخص المطلوب، ولكن هذا يتطلب تقنية مختلفة غير متوفرة، وكذلك حتى في حال توفرها فإنك في هذه الحالة ستدفع ثمن مكالمة دولية خارجية، وهذا مكلف. أما بإرسالها للشركة المزودة للخدمة فإنك في هذه الحالة تدفع ثمن مكالمة محلية، أو أنك لا تدفع شيئا إذا كانت المكالمات المحلية مجانية كما هي في كثير من الدول. بالإضافة إلى أن تقنية هذه الطريقة متوفرة لديك ما دمت متصلا بالإنترنت.
ماذا تحتاج من معدات:
تحتاج بالطبع إلى كمبيوتر ذو مواصفات ليست عالية التعقيد، ولكن الحد الأدنى لقدرة المعالجة يجب ان لا تقل عن 100 ميجا هيرتز. بالإضافة إلى ذاكرة لا تقل عن هن 16 ميجابايت. ومودم بإمكانات على الأقل28.8 كيلو بايت بالثانية. يجب أن يكون الكمبيوتر مزودا ببطاقة صوت 16 بت على الأقل. وكذلك مزودا بكاميرا. إن المواصفات المذكورة تجعلك قادرا على البدء بالإتصال المرئي، ولكن الأفضل أن يكون لديك كمبيوتر بامكانات أكبر.