نَرى عِظَماً بِالبَينِ وَالصَدُّ أَعظَمُ - وَنَتَّهِمُ الواشينَ وَالدَمعُ مِنهُم
وَلَمّا اِلتَقَينا وَالنَوى وَرَقيبُنا - غَفولانِ عَنّا ظِلتُ أَبكي وَتَبسِمُ
فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِها - وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُ
ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها - ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ
بِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌ - وَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ
فَلَو كانَ قَلبي دارَها كانَ خالِياً - وَلَكِنَّ جَيشَ الشَوقِ فيهِ عَرَمرَمُ
يَجِلُّ عَنِ التَشبيهِ لا الكَفُّ لُجَّةٌ - وَلا هُوَ ضِرغامٌ وَلا الرَأيُ مِخذَمُ
وَلا جُرحُهُ يُؤسى وَلا غَورُهُ يُرى - وَلا حَدُّهُ يَنبو وَلا يَتَثَلَّمُ
أَلَذُّ مِنَ الصَهباءِ بِالماءِ ذِكرُهُ - وَأَحسَنُ مِن يُسرٍ تَلَقّاهُ مُعدِمُ
وَأَغرَبُ مِن عَنقاءَ في الطَيرِ شَكلُهُ - وَأَعوَزُ مِن مُستَرفِدٍ مِنهُ يُجرَمُ
[/color][/b]المتنبي
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ ويَرْحَمُ - ما بِتُّ مِنْ خَوْفِ الهَوى أَتأَلَّمُ
وَمِنَ العَجَائِبِ أنّني والسُّهْمُ لي - مِنْ ناظِريْكَ وفي فُؤادِي أَسْهُمُ
دَارَيْتُ أَهْلَكَ في هَواكَ وَهُمْ عِدىً - وَلأَجْلِ عَيْنٍ ألفُ عَيْنٍ تُكْرَمُ
يَا جَامِعَ الضّدّينِ في وَجَناتِهِ - مَاءٌ يَشِفُّ عليه نارٌ تُضْرَمُ
عَجبي لِطَرْفِكَ وَهْوَ ماضٍ لَمْ يَزَلْ - فَعلامَ يُكْسَرُ عِنْدَمَا تَتَكَلَّمُ
أَمِنَ المروءَةِ والتَّواصُلُ مُمكِنٌ - وَالدَّهْرُ يَسمَحُ والحَوادِثُ نُوَّمُ
أنّي أروحُ وَسَلْبُ رَدِّي في الهَوَى - قَدْ حَلَّ والإيجابُ مِنْكَ مُحرَّمُ
وأَبيتُ مَبْذُولَ الدُّموعِ مُعذّباً - كَلِفاً وَأَنْتَ مُمنَّعٌ وَمُنعَّمُ
يا مُتْهِمَا قَلْبي بِسَلْوةِ حُبِّهِ - هَيْهَاتَ يُنْجِدُه وَأَنْتَ المُتْهِمُ
قصيدة ملابس الصبر للشاعر شمس الدين الكوفي
مَلابِسُ الصَّبْـرِ نُبْلِيـهَا وَتُبْلِينَـا - وَمُدَّةُ الهَجْـرِ نُفْنِيـهَا وَتُفْنِينَـا
شَـوْقاً إلَى أَوْجُهٍ مُتْنَا بِفُرْقَتِـهَا - حُزْناً وَكَانَتْ تُحَيِّينَـا فَتُحْيِينَـا
يَادَهْرُ قَدْ مَسَّنَا مِنْ بَعْدِهِمْ حُرَقٌ - مِنَ الفِرَاقِ إلَى التَكْفِينِ تَكْفِينَـا
وَعَدْتَنَـا بِالتَّـلاقِي ثُمَّ تُخْلِفُنَـا - فَكَمْ نَرَى مِنْكَ تَلْوِينـاً وَتَلْوِينَـا
كُنَّا جَمِيعاً وَكَانَ الدَّهْرُ يُسْعِدُنَـا - وَالكَائِنَاتُ بِكَأْسُ الأَمْنِ تَسْقِينَـا
فَالآنَ قَرَّتْ عُيونُ الحَاسِدِينَ بِنَـا - بِمَا جَرَى وَاشْتَفَتْ مِنَّا أَعَادِينَـا
فَصَارَ يَرْحَمُنـَا مَنْ كَانَ يَأْمُلنَـا - وَعَادَ يُبْعِـدُنَا مَنْ كَانَ يُدْنِينَـا
وَبَاتَ يَخْذُلُنَا مَنْ كَانَ يَنْصُرُنَـا - وَصَارَ يُرْخِصُنَا مَنْ كَانَ يُغْلِينَـا
لَيْتَ العَذُولَ يَرَى مَنْ فِيهِ يَعْذِلُنَا - لَعَلَّـهُ إِذْ يَرَى عَيْنـاً يُرَاعِينَـا
[color=red] عندما يأتي المساء
عندما يأتي المساء
ونجوم الليل تنثر
إسألوا لليل عن نجمي
متى نجميا يظهر
عندما تبدو النجوم
في السماء مثل الليالي
إسألوا هل من حبيب
عنده علم بحالي
كل نجم راح
في الليل بنجم يتنور
غير قلبي فهو ما زال
على الأفق محير
يا حبيبي لك روحي
لك ما شئت وأكثر
إن روحي خير أفق
فيه أنوارك تظهر
كلما وجهت عيني
نحو لماح المحيا
لم أجد في الأفق
نجما واحدا يرنو إليا
هل ترى يا ليل أحظى
منك بالعطف عليا
فأغني وحبيبي
والمنى بين يدي[/color]
قصيدة عمر بن ابي ربيعة "قف بالطواف"
قف بالطواف ترا الغزال المحرما
حج الحجيج وعاد يقصيد زمزما
بدرا اذا كشف الثام رايته
ابها من القمر المنير واعظما
عند الطواف رئيتها متلثمة
للبيت والحجر اليمان متلثما
سئلتها بالله العظيم لتخبري
ما الأسم قالت من سلالت ادما
الاسم سلمى والمنازل مكة
والدار ما بين الحجول وغيلما
قلت عديني منك موعداً أقظي به
وأقضي به ما قد قضاه المحرما
فتبسمت خجلاً و قالت يا فتى
أفسدت حجك يا مُحل المُحرما
فتحرك الركن اليماني خشيةً
وبكا الحطيم وجاوبته زمزما