في زمن من الأزمان كان يعيش في البلاد المجاورة بستاني اشتهر بطيب القلب وحبه الشديد لبستانه,
وكان هذا البستاني يرعي بستانه في سعادة وهناء ,
وفي كل صباح كان يدور حوار جميل مع أشجار وإزهار هذا البستان .
يرسل التحيات الصباحية مكلله بحبه وعطفه على أزهاره وشجيرات ذلك البستان,
وتبادله ألأزهار والشجيرات تحياته العطرة ,
وتتمايل أغصان الشجيرات تعبيرا عن سعادتها بصحابها ,
وعلى ضؤء هذه الاجواء الجميلة التي يعطرها عبق الإزهار والرياحين يعزف العصفور أغنيته الجميلة.
و يرتسم الفرح وتعم البهجة إرجاء البستان ,
وترسم الابتسامة على الثغر الحزين بمجرد سماعة ذلك الحديث الشجي والحوار الجميل بين البستاني وإزهاره وأشجاره .
ترقص القلوب المكلومه وتخفق رقصا وطربا مع تمايل الأشجار وعبير الأزهار تدور أحاديث شجية وترن معزوفات رائعة.
يبدءا البستاني يومه بنشاط وعزم .
ترفرف الفراشات و تحوم أسراب النحل لتتذوق رحيق الأزهار .
صباح جميل ويوم بهي .
الكل في همة ونشاط والكل ينادي ويعزف مقطوعة ((للعمل للعمل لا مجال الكسل )) .
هكذا يبدءا كل صباح جديد على ضوء حوارات عذبة وأناشيد رائعة وفرحة البستاني بجني أطيب الإثمار .
حياة هذا البستاني وسط بستانه مليئة بالبهجة والسرور ,
وفي يوما مرت فتاة من البلاد المجاورة وسمعت غن صاحب البستان وكيف يتحدث إلى شجيراته وزهوره وسرها سماع تلك الحكايات كثيرا.
لذلك قررت أن تزور ذلك البستاني في بستانه .
هذه الفتاة عرفت بأنها مدلله عند والديها كثيرا .
كانا يوفرا لها أسباب السعادة والراحة بيدا أنهما مشغولان عنها حثي أنها لا تراهما إلا نادرا والخدم والحاشية كانا يقومان بشؤونها ورغم هذا كله لم تعرف السعادة طريقا إلى قلبها كانت كثيرة الحزن والبكاء ولم يستطع احد إسعادها طوال حياتها وهي في رعاية المربيات والخدم .
استجابت مربيتها لطلبها لعل ذلك يخفف بعض من حزنها .
ذهبتا إلى صاحب البستان.
كانت الفتاه مغرمه بالطبيعة والأزهار وتحب اللهو واللعب في المروج الخضراء عندما كانت صبيه بداءت رحلتهما إلى صاحب البستان وسرها ايما سرور حتى لم يستطع قلبها المكلوم أن يخفيها عند سماع الحديث الشجي بين البستان وصاحبة تهللت أسارير وجهها الجميل و صارت كانها احدي زهرات البستان وأضاءه لونها كان الفجر اقتبس من نور وجها من شدة فرحها لسماع حديث البستاني لبستانه وكيف ترد عليه حديثة .
سرت الخادمة لرؤية سيدتها التي كاد الحزن أن يخفي نورها وسارعت الى البستاني الذي كان منهمك في الحديث إلى بستانه .
في البداية فزع لرؤيتها ولكنها والخادمة هدئتا من روعه وشرحتا له الامر وسعد لإدخاله السرور على قلب الفتاة المكلومه وطلبت منه تلك الفتاه ان يعطيها من ازهارة الجميلة بعض منها لترعاها في حديقتها وتكون لها خير صديق ومعين لها
صمت البستاني قليلا ثم قال ولكن لن تستطيعي أن تمنحيها ما تحتاج إليه وأجابت على عجل بلا :سألبي كل ماتحتاحه إليه وأتت إجابتها واثقة من نفسها وإصرارها على أن تأخذ منها شيئا دفع البستاني أن يمنحها بعض الأزهار فمنحها ثماني وعشرون زهره من بستانه وهرعت على عجل الى بيتها لتزرع تلك الورود وجعلت في كل صباح تتفقدها وتمنحها كل ما يلزمها لتعيش ولكن الزهرات كانت تفتقد صاحبها وحنان يدية وعطف رعايته لها بداء الذبول واضح عليها .
حزنت عليها الفتاة وهرعت في عجل الى البستاني؛ تساله ما السبب وكان يبدو انه واثق من تلك النتيجة وأجابها في هدوء ياصغيرتي ؛هل أعطيتها كل شئ إجابته اجابه الواثق من نفسه نعم كل شيء .
كرر نفس السؤال مرة اخرى مما أثار دهشتها وأجابت بعصبيه نعم انا لا اكذب قال لها بلا انا لا اتهمك بالكذب ولكن أنتي لم تعطيها كل شيء أنتي وفرت لها ماء وسماد فقط اليس كذلك .
قالت ؛نعم؛
اجاب والأبتسامه لم تفارق شفتيه بل هنالك ما هو أهم لم تعطيها إياه قالت بسرعة ونبره غضب ماهو أجابها العطف والحنان انت لم تعطيها له قالت في تساؤل ماهو هل هو شئ يشترى من الأسواق أم شيء خارق نحن لا نعرف عنه شيئيا .
قال لها: لا –
شئ نمنحه بعضننا البعض لا يباع ولا يشتري .
شئ فينا ,
وبداء يشرح لها وعندها سالت دموع الفتاه وارتمت في صدر البستاني الذي علمها معنى عظيم بأن ليس كل شي نشتريه لأجل سعادتنا هو في الحقيقة يسعدنا .
قالت المسكينة بصوت متحشرج والدموع على خديها كم كنت حمقاء جهلت عليك وزادك جهلي حلما ,
وتعنت وزادك عنادي صبرا ,
وتجهمت وغضبت في وجهك, فابتسمت في وجهي ,
وضاق صدري بك ذرع وانفتح قلبك لي حبا وكرما.
ما أتعسني من فتاه .
خفف عليها وقال لا عليك يا صغيرتي نحن معاشر الرجال إذا لم نحلم عليكن ونصبر على جهلكن من ذا الذي سيفعل هذا
[b]اتقدم بالشكر الجزيل للاستاذ محمد الذي قام بتصحيحها واختيار اسم لها