1-تربية الارانب مقدمة:عرفت الأرانب منذ زمن بعيد حيث وجدت صور لها في مقابر الفراعنة بمصر ويرجع تاريخ ذلك إلى عام 2600 ق.م والموطن الأصلي للأرانب هو أفريقية وحوض البحر الأبيض المتوسط ومنها انتشرت في جميع أنحاء العالم.
والأرانب حيوانات برية قارضة تتبع الحيوانات الثديية ( لأنها تحمل وتلد) وتربى بجوار المنازل على هامش المزارع ولاتحتاج تربيتها إلى رأس مال كبير وأماكن واسعة ومشقة كبيرة لأنها سهلة التربية والتغذية ولها مقدرة كبيرة على تحويل المواد العلفية الرخيصة الثمن إلى لحم ذو قيمة غذائية عالية وفراء ذو قيمة مالية كبيرة وتمتاز بمقاومتها للأمراض وسرعة توالدها حيث تلد 4-7 مرات في العام وتنضج جنسياً بعد 5-6 أشهر وتلد في كل مرة 5-12 فرد تقوم برعاية صغارها بنفسها.
والأرانب كثيرة الخوف شديدة السمع والشم والحذر الدائم سريع الجري خفيفة البصر ترقد أو تختبئ نهاراً وتخرج للبحث عن غذائها بعد الغروب.
وتربى الأرانب في مزارع اقتصادية تدر أرباحاً طائلة إذا ما اعتني بتربيتها جيداً وفق الشروط الفنية الحديثة وهي مصدر دخل مستمر للمربي والفلاح لتحسين مستوى المعيشة لهما كما أن لحمها لذيذ وتسد حاجة المستهلك من البروتين الحيواني والرغبة في اقتناء الفراء، وحياة الأرانب الإنتاجية تصل إلى ثماني سنوات وزوج منها ينتج في السنة مع مواليده وأبناء مواليده مايقدر بـ288 – 312 كغ لحم وهذا مايعادل وزن خمسة خراف متوسط وزن كل منها 50-60 كغ أو وزن عجل مسمن لمدة سنة، وخاصة فإن الوعي الثقافي والاجتماعي وارتفاع مستوى المعيشة بالوطن العربي يتطلب حتماً مزيداً من الاحتياجات الغذائية وخصوصاً هذه المواد الأساسية الضرورية في التغذية السليمة الصحة وذلك بغية تدارك النقص الحاصل في برامج الإنتاج الحيواني وزيادة الأعداد المرباة من الأرانب وتعويض نقص البروتين الحيواني وسد حاجة الأسواق من الفراء والشعر باتباع أحدث الطرق العلمية والتكنيك الحديث فيها كل ذلك يحقق للوطن العربي مزيداً من الإنتاج ومانرجو هل من عز وتقدم وازدهار ونصر.
الفصل الأول
الأهمية الاقتصادية لتربية الأرانب:يمكن حصر الفوائد التي يجنيها مربي الأرانب من قطعانه المرباة بالمنتوجات التالية:
1-
إنتاج الجلد والفراء: إن جلود بعض أنواع الأرانب ذات قيمة تجارية عالية لكثرة استعمالاتها في الملابس النسائية الأنيقة ذات الأسعار العالية وكذلك أنواع القفازات والقبعات ذات الفراء الناعم الجميل بحيث تتجاوز أسعار لحومها وتستعمل الجلود بألوانها الطبيعية أو بعد دباغتها بشكل جيد وقد يضاف إليها بعض الصبغات حسب حاجة كل منها، وفراء الأرانب يمثل 90% من تجار الفراء الطبيعي في العالم وهي غالية الأسعار، حسنة المنظر ولاتقتصر صناعة الفراء على الملابس فقط بل يتعداها إلى صناعات أخرى من اللباد والجلنين ومواد اللصق والصباغة الأخرى. ويلاحظ بأنه كلما كانت السلالة نقية كان الفراء الناتج أفضل.
يشترط عدم ذبح الأرانب للحصول على فرائها في فصل الخريف وذلك لحدوث تغيير في شعر الأرانب وهذا يقلل من قيمتها الاقتصادية وتذبح الأرانب للحصول على الفراء بعد عمر (1.5-2 ) سنة.
2- إنتاج اللحم: يعتبر لحم الأرانب من أسهل اللحوم هضماً وأكثرها احتواء على مادة البروتين ونسبة البروتين تصل فيها إلى 25% أما بقية اللحوم مثل لحوم الأغنام والأبقار والإوز فإن نسبة البروتين فيها لاتزيد عن 21% من وزن اللحم الطازج كما أن لحوم الأرانب أغنى في الأملاح المعدنية من بقية اللحوم، وإن نسبة الدهن أقل مما هي عليه في لحم الأغنام والأبقار والخنازير والدجاج، ونسبة التصافي به عالية تصل إلى 60%.
ولحوم الأرانب مفيدة جداً في الأوقات الشديدة الحرارة (أيام الصيف) وتعتبر لحوم الأرانب من لحوم الدرجة الأولى وتزاحم لحوم الدواجن وغيرها من اللحوم الحيوانية هذا وتسوق الأرانب بأوزان 1.5-2 كغ وهي في عمر شهرين ويفضل أن يستمر بالتربية إلى وزن 4-6 كغ ثم تسوق.
كما أن الأرانب تمتاز بسرعة نموها وتكاثرها وزيادة الكفاءة التحويلية للمواد العلفية وارتفاع نسبة التصافي بها إلى نسبة 64% وتستهلك الولايات المتحدة الأمريكية مايزيد عن 18 مليون كغ سنوياً وتنتج فرنسا 270 ألف طن من لحم الأرانب وحصة الفرد السنوية تزيد عن 5.5 كغ منها.
3- إنتاج الشعر: إن بعض أنواع الأرانب ينتج عنها شعر يمتاز بنعومته وارتفاع أسعاره مثل نوع الأنجورا حيث يمكن استعمال الشعر الناتج عنه في تصنيع ملابس النساء والأطفال والرجال، وتمتاز هذه الألبسة بخفتها ولطافتها فضلاً عن كونها تؤمن الدفء والجمال، ويوجد طريقتان للحصول على شعر الأنجورا.
أ-
طريقة القص: بحيث يقص شعره لأول مرة في عمر شهرين ، وتكرر العملية كل ثلاثة أشهر مرة كما يراعى بذلك ترك طبقة من الشعر بطول 1 سم تغطى جسم الأرانب حفاظاً على حياته من الظروف المحيطة.
ب-
بطريقة النتف: من جسم الأرنب عندما يصبح الشعر بطول مناسب وعمر موافق لذلك.
4- استعمال فضلات الأرانب: تعتبرفضلات الأرانب غنية جداً بالعناصر المعدنية ويقع تحت قائمة الأسمدة العضوية التي تضاف إلى الأراضي الزراعية لتحسين خواصها، ويستعمل في تسميد الكثير من المراقد والمشاتل وخاصة الحدائق ومزارع الخضراوات وتتوقف كمية السماد المنتجة من الأرانب الواحد على نوعه وحجمه وعمره ونوع الغذاء المستعمل والظروف البيئية المحيطة في مزارع التربة.
5- استعمال الأرانب في مجال التجارب العلمية: وخصوصاً في المستشفيات والمختبرات الطبية وفي مراكز البحث العلمي المتخصصة في دراسة الأحياء وتعتبر الأرانب أفضل الحيوانات للتجارب في المحطات ومخابر الأبحاث العلمية وتجارب الأدوية المتنوعة. كما يستعمل دم الأرنب كمصل في العديد من التجارب العلمية الحديثة وذلك لانخفاض أثمانها وسهولة تربيتها وإمكانية وجوده وسرعة تكاثرها .
6- أرانب الزينة والجمال: تستعمل بعض أنواع الأرانب للزينة نظراً لجمال ألوانها وأطوالها وأشعارها ودقة فرائها وتستعمل أيضاً في المعارض العالمية إضافة إلى قيمة لحومها الغذائية وفرائها التجارية.
7- وفرة أرباح الأرانب: تقدر أرباح رأس المال المستغل في تربية الأرانب بنسبة 30% لأنها لاتحتاج إلى رأس مال كبير كما أن دورة رأس المال فيها قصيرة ولاتزيد عن ثلاثة أشهر لأنواع اللحم منها وثمانية أشهر لأرانب التربية منذ ولادتها حتى تلد صغاراً جديدة يمكن بعد ذلك تسمينها وبيعها حسب الطلب للأسواق المحلية والأجنبية وانظر الشكل رقم /1/ يوضح منظر عام لجسم الأرنب وأقسامه الخارجية.